قصة من زمن فات لها معاني كثيرة ..

MERFAT MOSTAFA

راقتني ..

المطربة “داليدا” كانت بتدير حوار باللغة الفرنسية مع “عُمر الشريف” للتلفزيون الفرنسي عام 1981 .. اتكلموا عن الشغل والعلاقات و رأيهم في بعض لحد ما “داليدا” طلبت منه انه يحكي عن أحسن حاجه شايفها في نفسه ..

“عُمر الشريف” بدون تردد قال لها انه هيحكي موقف أكتشف من خلاله أحسن ميزة فيه ..

قال ان صديق عمره “احمد رمزي” خبط عليه باب بيته الساعة 9 بالليل ومكنش من عادته يطب علي عُمر فجأة بدون ميعاد او تليفون .. عمر اللي كان بيستعد عشان يخرج لان عنده تصوير بمجرد ما فتح الباب لقي رمزي واقف في وشه وعرقان ومتوتر.. لما الباب أتفتح رمزي دخل علي الصالة علي طول بدون حتي ما يسلم علي عمر ..

سأله بدون ما يبص عليه وهو بيفرك كف إيده : كنت نازل مش كده ؟ عمر أتكسف وقال له : لا ابداً بس خير قلقتني عليك مش عوايدك .. رمزي زي اللي كان مستني إن حد ينكشه عشان يتكلم ويحكي ..

إتكلم عن مشكلة بينه وبين مراته .. عملت كذا وكذا وتصور بترد عليا وبتقول كذا مع إني قبل كده حذرتها من كذا وكذا .. كلام كلام وبنتهي العصبية والتشويح .. كان واضح ان رمزي بيفش شحنة غضب عارم جواه من مراته : بس عمر كان عارف طبيعة صاحبه عصبية شوية وإن مراته طيبة ويستحيل تعمل كل ده كان مستوعب فكرة إن رمزي كان محتاج يفضفض مش أكتر ..

مش عايز حد يوقفه ولا يقول له حلول قد ما محتاج حد يسمعه ..

“داليدا” سألت عمر : وماعملتش حاجة عشان توقف غضبه ! عمر قال :(ما كنتش بعمل غير 3 حاجات .. بقول ممممم وبهز راسي براحة، ومثبت عيني علي وشه ومركز في كل حرف بيقوله)

“داليدا” سألت : بس !؟ عمر قال :(طبعاً ! هو عايز يتسمع مش يسمع، الإنصات علي قد ماهو سهل ومفيهوش مجهود إلا انه أصعب وأهم وأغلي حاجة في الدنيا للطرف التاني) .. بسبب إنصات عمر وأهتمامه ، رمزي شوية بشوية هدي وبعد ساعة بالظبط كانوا بيضحكوا وبعد ساعتين كان عمر واقف معاه هو ومراته في بيتهم بعد ما أتصالحوا .

عشان كده في مدخل أكبر مستشفي للطب النفسي في أمريكا (Johns Hopkins Hospital) مكتوب علي لوحة رخام العبارة الحقيقية جداً دي : (عندما اطلب منك أن تنصت فتبدأ أنت في إسداء النصح لي فهذا يعني أنك لم تفعل ما طلبته منك ..عندما أقول لك إنصت إلي فكل ما أطلبه هو الإنصات.. لا تتحدث ولا تفعل شيئاً فقط إسمعني .. وإذا أردت التحدث فأنتظر لحظة حتي يحين دورك و سأنصت إليك).