بقلم حمدي الشامي: صميده ابن الشركة

بقلم/ حمدي الشامي

ذهب صميدة الى مديره المباشر، وقال له: سيدي.. نستطيع أن نُحسن الإنتاج بطريقة ما.. وعرض الطريقة.. فشكره مديرة المُباشر وأثنى عليه.. في اليوم التالي تلقى صميدة إيميل من شئون العاملين بحضور إحتفالية داخلية بمناسبة علاوة مالية إستثنائية وشهادة شكر من رئيس مجلس الإدارة لمدير صميدة نتيجة تحسين الإنتاج بالطريقة التي عرضها صميدة..

بعد الإحتفالية بيومان، ذهب صميدة الى مديره المباشر، وقال له: سيدي.. نستطيع خفض التكاليف بدون التأثير على الجودة بطريقة ما.. وعرض الطريقة.. فشكره مديرة المباشر وأثنى عليه.. في اليوم التالي تلقى صميدة إيميل من شئون العاملين بحضور إحتفالية داخلية بمناسبة علاوة مالية إستثنائية وشهادة شكر من رئيس مجلس الإداة لمدير صميدة نتيجة خفض التكاليف بدون التأثير على الجودة بالطريقة التي عرضها صميدة..

تكرر الأمر – أكثر من ذلك ولعدة مرات – وتحققت أرباح أكثر، وفي كل مرة كانت العلاوة المالية من نصيب مدير صميدة.. حتى أعلن صميدة لكل زملاؤه أنه وراء ذلك.. فوصل الأمر لمديرة المباشر، فوصفه بالفشل والجنون والأوهام، وأرسل له عن طريق بعض أصدقاءه استهزاءًا “كيف تستطيع ذلك وأنت فقير..؟!” فرد صميدة “الافكار تأتي من العقل وليس من المحفظة”.. وتوقف صميدة عن عرض المزيد من الأفكار.. ولاقى ذلك ترحيب ضمني من مديره المباشر.. ولكن حدثت مفاجأة..

أثناء ذلك، كانت الشركات المُنافسة تتطور وتعمل بلا كلل ولا ملل.. وبرغم ربحية الشركة، كانت الشركات المُنافسة تتنامى في السوق وتجذب عملاء جدد وتحقق أهداف أكبر وأرباح أكثر.. وبدأ تراجع موقع الشركة التنافسي رغم تحقيق أرباح.. فذهب صميدة لمُديرة المباشر، وقال له: سيدي.. نستطيع أن نقلل المسافة بيننا وبين المُنافسين.. (وسكت صميدة).. فقال له مديره المباشر: بأي طريقة..؟! فقال له صميدة عندما أحصل أولًا على العلاوة أو جزء منها.. فقال له المدير هذا ليس منطقي، يجب عرض الطريقة أولًا.. وطرده قائلًا إذهب الى مكتبك..

عاود صميدة بعد يومان، وقال له: سيدي.. نستطيع أن نقلل المسافة بيننا وبين المنافسين.. ونستطيع أن نصل لهم وننافسهم بقوة.. (وسكت صميدة).. وكان رد المدير: بأي طريقة..؟!.. فقال له صميدة عندما أحصل أولًا على العلاوة أو جزء منها.. فقال له المدير هذا ليس منطقي، يجب عرض الطريقة أولًا.. وطرده قائلًا إذهب الى مكتبك.. ذهب صميدة وعاد بعد عدة أيام، وقال لمديرة المباشر: سيدي.. نستطيع أن نتغلب على المنافسين.. ونضاعف ارباحنا بحصص ضخمة من السوق.. (وسكت صميدة).. ورد المدير بذات الردود.. وذهب صميدة الى مكتبة..

مرت فترات طويلة، تُحقق الشركة أرباح بالملايين ويقوم بتهويلها مدير صميدة – بالفعل كانت تُحقق أرباح بالملايين – ورضي مجلس الإدارة بما تم وصفه.. ربحية ونجاح #ولكن الشركات المنافسة كانت تُحقق يومًا بعد يوم أرباحًا بالمليارات وليس مجرد بضع ملايين.. وتزداد الفجوة.. ويزداد مدير صميدة منعًا لمجهود صميدة بمنع العلاوة التافهة.. حتى أنه – مدير صميدة – أصبح يرفض مقابلة صميدة من الأساس وليس مُجرد طرده فقط من مكتبه..

انتبه رئيس مجلس الإدارة لهذا الأمر.. فأمر مدير مكتبه بطلب مدير صميدة للضرورة.. وفي الإجتماع سأل رئيس مجلس الإدارة مدير صميدة: لماذا مركزنا في السوق متدني رغم تغطية التكاليف وأرباحنا أقل كثيرًا من منفاسينا.. لقد أثر الأمر على مرتبات موظفينا مُقارنة بمرتبات موظفيهم، وهذا أمر مُقلق وتسبب في هروب العمالة ما يضطرنا لزيادة الأجور والمرتبات ويقلل ارباحنا لحد الخسارة في المستقبل.. وفي حين نحتاج سيولة وقروض لتوسعات هُم يتوسعون من أرباحهم الضخمة طوال الفترة الماضية والحالية.. فكيف ذلك..؟! فرد مُدير صميدة: سيدي.. بسبب حرب روسيا وأوكرانيا سيدي.. لم يقتنع فاستكمل رئيس مجلس الإدارة: من الصعب تصديق أن هذا السبب الوحيد.. فرد المدير: سيدي.. تراجع شركتنا أيضًا بسبب موظف مُقصر فاشل مُهمل مُعطل للعمل مُثير للمشاكل.. إسمه صميدة سيدي.