الجمعة ١٨ أكتوبر ٢٠٢٤

رئيس مجلس الادارة : أحمد أحمد نور

نائب رئيس مجلس الادارة : وليد كساب

رئيس التحرير : محمد عبد العظيم

أخبار عاجلة

للإغتصاب وجوه كثيرة !!..

%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%ba%d8%aa%d8%b5%d8%a7%d8%a8-%d8%b3%d9%84%d9%85%d9%8a

سلمى الليثى

على ما اظن ان وقع كلمة اغتصاب على كل من يسمعها هو مفهوم واحد فقط قد يأتي في ذهنه و يفكر به و هو الإعتداء الجنسى على الأنثى بالقوة ، لكن اليوم لن أتحدث عن هذا المفهوم و لكني سأتحدث عن معنى آخر يجهله البعض او رُبما يتجاهله . يقول احسان عبدالقدوس ” ان العمر لا يحتسب بالسنين و لكنه يحتسب بالاحساس فقد تكون في الستين و تحس انك في العشرين و قد تكون في العشرين و تحس انك في الستين ” ، و هنا لخص عبدالقدوس المعنى الاخر للاغتصاب الذي سأتحدث عنه ، و هو اغتصاب الروح ، ان تمشي هائماً بين نفسك مسافات تجهلها ، تحمل على كاهلك هموماً تكبر سنك اعوام ، تنحت ملامحك لتجعلك ابن السبعين رغم كونك لم تتجاوز لم تتجاوز العشرين بعد ، و لكن دون ارادة منك يرتسم على وجهك الكهولة المبكرة .. ان الكلمة الطيبة هي غذاء الروح التي تُنميها و تعتني بنضارتها و حلاوتها و ان الكلمة البذيئة الباردة تأكل من الروح و تجعلها باهتة و تجعل بقاياها ترتسم على الوجهه . ان اول ما سأوول اليه اتهامي هو الوسط الذي نعيش فيه ، المتنفس الذي من المفترض ان يضمنا بعد التعب ، الوسط الذي حتماً و لابد ان يكون منفذ حياتنا الذي نعود اليه بعد هذا الكم الهائل من تفاصيل اليوم التي تحيط بنا في المدرسة ، الجامعة او العمل ، فالعائلة هي حياة الروح و موتها .. صديقة لي تعمل باحثة نفسية ، تزور المدارس ، الجامعات ، و المستشفيات النفسية ، تراقب الحلات النفسية في سن المراهقة من عمر الحادية عشر حتى العشرين ، هذا العمر الذي يلعب فيه الاب و الام الدور الاكبر في نفسية مراهق لم يتجاوز العشرين بعد منفذه الاول اهله و عائلته و بيته . تقول صديقتي انها حين قامت بالاختبارات النفسية للعدوان عن مجموعة كبيرة من الاطفال بين سن الحادية عشر حتى العشرين في احد المدارس وجدت ان نتيجة العدوان عالية جدا عندهم و حينما قامت بالتحدث اليهم وجدت ان اكثر من 95% من هؤلاء الاطفال سبب عدوانهم النفسي الام و الاب ، فطفل لم يتجاوز الحادية عشر من عمره يضربه اباه و يعذبه دون سبب او مبرر ، بنت لم تتجاوز الخامسة عشر يجبرها والدها على الزواج من رجل ” حشاش ” فتصاب بحالة نفسية ، ابن يبوبخه ابواه طوال الوقت بكلمات محبطة كـ ” انت فاشل ، لا تستحق التقدير ، ابن عمك حاصل على كذا و انت فاشل ، الخ الخ الخ ” .. هذا مثال بسيط جداً عما يعانيه الاطفال و المراهقين في مجتمع لا يقدر حق الانسانية و لا يرى الثروة الحقيقة التي تكمن في الانسان لكن حين غمس الثقة و الامل في داخله ، هذه الاشياء التي تجعل وجوههم باهته يحتاجون الامان ، الشعور بذاتهم حتى تعاد اليهم روحهم المغتصبة من قبل اباءهم الذين يحطمون روحهم و يلقون بها بعيداً عن جسدهم الصغير و يجعلونهم وسلة يحققون بها رغباتهم هم و شئ بلا قيمة ينفسون فيه عن غضبهم بكل قسوة و كأنه امتلك ابنه و له حق التصرف فيه كما شاء وقتما شاء دون ان يُلام من احد فقد لكونه ابنه الذي انجبه . في الدول المتقدمة التي تقدر الانسان و ترى فيه ثروة حقيقة كامنة بداخله يضعون قانوناً للابناء لهم حق الحماية فيه عند تعرض الاباء لهم بكلمات احباط او التعرض لهم باللمس . فالاهانة لن تجعل ابنك متفوق بل ستجعله حاقداً ساخطاً عليك و على العالم اجمع ، الضرب ليس حلاً و ليس اسلرب تربية و السباب ليس طريقة تعامل بها ابنك عند الغضب ، فكونك شخص لا تستطيع السيطرة على غضبك فليس ذنب طفلك ان تنهال عليه ضرباً تحت مسمى انك تربيه فهذه ليست تربيه و لكنه اسلوب صوره عقلك المريض لك حتى تسيطر و تتحكم و تخرب العالم بأفعالك .. و كوني صحفية احاول نقل صورة بسيطة عن اضطهاد الاطفال و المراهقين من قبل اباءهم فاطالب بوضع قانونا يحميهم و يحمي حقوقهم كاطفال و شباب من حقه يعيش حياة سوية بعيداً عن اغتصاب أرواحهم ..

عن عيون المجلس

شاهد أيضاً

وزير الدفاع الإسرائيلي يؤكد: نلاحق قادة حماس واحتمال مقتل السنوار مرتفع

وزير الدفاع الإسرائيلي يؤكد: نلاحق قادة حماس واحتمال مقتل السنوار مرتفع

وزير الدفاع الإسرائيلي يؤكد: نلاحق قادة حماس واحتمال مقتل السنوار مرتفع كتبت: سماح علي حامد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *