الليبيون يبحثون تحديد المصير والهروب من الأزمات

كتب: أحمد أسامة
يترقب مواطنو ليبيا ان يعود الاستقرار للشارع الليبي خاصة بعد الاحداث الصعبة التي مرت بها البلاد نتيجة الانقسامات التي تحدث علي السلطة.
وذكر موقع “ميدل إيست آي” (Middle East Eye) أن قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر يواجه دعوى جديدة في محكمة أمريكية رفعها ضده أقارب 3 ضباط مرشحين قتلوا بطائرة مسيرة في أكاديمية طرابلس العسكرية، ويتهمونه فيها بمسؤوليته عن الهجوم الذي خلف 26 قتيلا و12 مصابا.
وجاء في الدعوى القانونية التي اطلع التي اشار اليها موقع ميدل ايست أن حفتر كان ينبغي أن يعرف أن أهدافه لم تكن أهدافا عسكرية مشروعة، وأن قواته انخرطت في نمط وممارسة انتهاكات لحقوق الإنسان”.
وأفادت الدعوى بأنه “في الرابع من يناير لعام ٢٠٢٠ تعرضت مجموعة من 50 ضابطا مرشحا أعزل لهجوم أثناء سيرهم في الكلية العسكرية في العاصمة الليبية طرابلس، وعندما توقف الطلبة عن السير للدوران إلى اليسار سقط صاروخ في وسط الحشد وانفجر فقتل 26 ضابطا مرشحا، والغارة الجوية التي قتلتهم شُنت تحت سلطة حفتر.
يأتي هذا بعد أن مُني المشير خليفة حفتر، صاحب النفوذ الكبير الشهر الماضي بخسارة في المعركة القضائية التي يخوضها ضده في الولايات المتحدة مواطنون ليبيون يتهمونه بارتكاب اعمال جنائية.
وأكد القاضي الفدرالي في ولاية فرجينيا حيث كان حفتر يقيم قبل عودته إلى ليبيا، أنه لم يتعاون مع القضاء، وبالتالي يمكن أن يحكم عليه “غيابيا” بدفع تعويضات للعائلات صاحبة الدعوى.
ومن جانب آخر، يتخوف الليبيون داخل البلاد من تصريحات خطيرة أدلى بها المشير مؤخرًا، على خلفية الصراع على السلطة بين حكومتي الوحدة والإستقرار، حيث اعتبر حفتر في تعليق غير مباشر على اشتباكات العاصمة، خلال استقباله بمدينة الكفرة (جنوب)، أنه “يجب على الغافلين أن ينتبهوا. فنحن لم نبنِ الجيش الوطني ليقف متفرجاً على ليبيا العزيزة يجرها العابثون إلى الهاوية”مما ينذر بخطط المشير تكرار سيناريو 2019، وتحقيق ما عجز عنه آنذاك.
وأشار إلى ان بدخول طرابلس وإنهاء الصراع ليس آخر ما يخبئه للشعب الليبي، بعدما تمكن من فرض قراراته على رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة في طرابلس، عبد الحميد الدبيبة، وتعيين أحد المُقربين له رئيساً للمؤسسة الوطني للنفط، بدأت تتوارد أنباء حول نقل مقر المؤسسة إلى بنغازي، في إطار الصفقة الغير معلنة بينهما، وبالتالي السيطرة على عصب الاقتصاد الليبي بشكل كامل.
ويعتبر حفتر أحد قادة معسكر الشرق الليبي، الذي خاض عدوانًا فاشلًا على العاصمة الليبية طرابلس عام 2019، تداعياته إلى الآن تؤثر على حياة الليبيين وعلى استقرارهم، كما يعتبر حفتر متسلحا بمنظومته العسكرية التي سمحت له ببناء امبراطورية واستيلاء على ممتلكات المواطنين لبيعها فيما بعد في السوق السوداء، الأمر ذاته ينطبق على قطاع النفط الذي يقع معظمه تحت سيطرة قواته.