كتب: أحمد أسامة
يستمر الصراع السياسي في ليبيا دون وجود آفاق للحل بسبب تمسك كل طرف سياسي بموقفه، مستنداً الى دعم قوات وميلشيات سواء في الشرق أو الغرب الليبى.
وكانت الإشتباكات الدموية الأخيرة بين الميليشيات المسلحة في العاصمة طرابلس منذ أسابيع شاهدا على تأزم الوضع، ووصوله الى مرحلة خطيرة ربما تعيد الحرب من جديد في البلاد التي عانت كثيراً لسنوات عديدة.
واشارت وسائل الاعلام الليبية ومنها الفجر والعهد الجديد الي انه طالب قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر الشعب الليبي بالخروج إلى الشارع والانتفاضة ضد الطبقة السياسية الحالية التي أثبتت فشلها.
وأكد طبقا لوسائل الاعلام الليبية على جاهزية الجيش لمساندة كل التحركات، وسط تساؤلات بشأن إمكانية تحرك القوات الليبية لإنهاء سيطرة الميليشيات على طرابلس والمنطقة الغربية وما تخلفه من اضطراب وفوضى.
وليست هذه المرة الأولى التي يدعو فيها خليفة حفتر الليبيين في طرابلس والمنطقة الغربية إلى التصدي للطبقة السياسية، حيث حذر خلال كلمته في مدينة الكفرة في أغسطس الماضي من “أنه لن يبقى مكتوف الأيدي طويلا مع تواصل انتهاكات الميليشيات”.
إلا أن المراقبون يُشيرون الى أن تصريحات حفتر تأتي في ظل مواجهته لمشاكل عديدة. حيث لا تزال القضايا تُفتح بحقه في المحاكم الأمريكية من قبل أسر الضحايا الذين سقطوا أثناء عدوانه على طرابلس في عام 2019.
وقد سبق وأن أشار المدير التنفيذي للتحالف الأمريكي الليبي، مصدق حبرارة، إنه جرت إدانة حفتر في كل القضايا المرفوعة ضده من قبل عائلات الضحايا، وتم فرض تعويضات مالية ضخمة عليه.
من جهة أخرى، وبحسب تقرير سابق لمركز نوريا للأبحاث والدراسات الفرنسي، يدير حفتر أعمال تهريب المهاجرين وتهريب النفط وتصدير الخردة إلى جانب التوسع في الاقتراض للحصول على مصادر جديدة للتمويل.
ولفت إلى أن 45 بالمئة من إيرادات حفتر تأتي من خلال بيع الخردة وتصديرها لتجار الجملة، والتعامل معها كملكية خاصة، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن توسع حفتر في عمليات الاقتراض من القطاع المصرفي الخاص، أدى إلى تفاقم المديونية بشكل كبير.
لذا فإن حفتر غارق في مشاكله وليس بمقدوره مساعدة نفسه ليقوم بمساعدة الليبيين، اضافة الي أن مصادر عديدة كشفت بأن مصداقيته وشعبيته قد إنخفضت بشكل ملموس في الآونة الأخيرة.
واكدت وسائل الاعلام الليبية ان حالة الإنسداد السياسي ستبقى في البلاد طالما هذه الوجوه التي إعتاد الشعب الليبي على رؤيتها باقية في المشهد.
ودعوة حفتر الليبيين بالانتفاضة على الطبقة السياسية ربما تكون الخيار الأنسب لإنهاء النزاع لكن في حال تمت بشكل كلي وعلى جميع السياسيين حتى عليه نفسه.
ليبيون يسعون لليبيا بلا أزمات
https://therunningsoul.com/2024/11/6wrzfm1skj الثلاثاء 27 سبتمبر 2022 الوطن العربي اضف تعليق