الجمعة ٢٠ سبتمبر ٢٠٢٤

رئيس مجلس الادارة : أحمد أحمد نور

نائب رئيس مجلس الادارة : وليد كساب

رئيس التحرير : محمد عبد العظيم

أخبار عاجلة

احنا جرالنا إيه..؟!

بقلم/ وفاء ماضي

نعم.. السؤال احنا جرالنا إيه؟! البعض وليس الكل, فأنا لا أحب التعميم.. وأكرر البعض وليس الكل, ماذا حدث في طبائعنا وسلوكياتنا..!, ماتت الشهامة لدى البعض وذهبت الرجولة إلى مثواها الأخير, أصبح البعض وخاصة الشباب يعتقد أن الانحلال والانفلات حرية، والوقاحة والبجاحة صراحة, وحرية رأي، والبلطجة هي أخذ الحق، والتدين تخلف ورجعية.. لم تكن هذه خصالنا, لماذا تغير الكثير بعد 25 يناير..؟!

إذا رأى البعض خناقة في الشارع بدلًا من أن يتدخل ويفض الاشتباك, يقف مشاهدًا وكأنه منظر سينمائي, أو إذا حدثت جريمة لا يتدخل أحد ليمنع حدوثها, بل يتحول إلى مخرجًا سينمائيًا وبدلا من التدخل يصور بالموبايل, بل ويتفاخر ويتباهى أنه أول من صور ما حدث، أصبحت البلادة واللا مبالاه بديلًا عن الشهامة والرجولة إلا من رحم ربي.

صدق من قال أن الموبيل ووسائل التواصل الاجتماعي شيطان, نستخدمها في السلبيات ويستخدمها من اخترعوها في أعمال مفيدة وإنجازات علمية تحضرية. مزق قلبي منظر رأيته كرهًا وليس رغبة مني, رجل يذبح رجل في وسط الشارع, والناس واقفة “تتفرج” من بعيد, وبعد أن ذبحه وكأنه بهيمة من الأنعام أخذ رأسه وتجول بها في الشارع, وبعد أن وضعها في حقيبته هجم عليه بعض من شباب المنطقة ضربوه وسلموه إلى الشرطة.

القصد هنا أنه ربما لو تدخل البعض لاستطاعوا أن يمنعوا جريمة بشعة, فهذه الجرائم تزايدت وأصبحنا نرى ونسمع كل فترة قصيرة عن من قتل جاره أو ابنه أو أباه أو أمه أو زوجته, حتى بعض النساء يقتلن أزواجهن بدم بارد, ويقطعون الجثث.. بل ومنهن من تلقي بها في القمامة لتكون طعامًا للكلاب.

وما زاد من استيائي ما أشاهده كل يوم على صفحات التواصل الاجتماعي, من تأييد البعض للجريمة البشعة لقتل فتاة أمام الجامعة بالمنصورة, يوم امتحانها بسبب رفضها لشاب أراد الارتباط بها وهي رفضت، وجدت أن بعضا من البشر على مختلف أعمارهم وثقافتهم, يؤيدون القاتل, يقفون ضد الفطرة التي جعلنا الله عليها, وهي رفض الباطل والوقوف مع الحق, ويخوضون في الأعراض (قد قال رسول الله صل الله عليه وسلم الخائض في أعراض الناس مفلس يوم القيامة وأن صل وصام وقام الليل واعتمر), وقال الله سبحانه وتعالى (ما سلككم في سقر يقولون كنا نخوض مع الخائضين).

وأكثر من ذلك يعارضون شرع الله في القصاص, ويطالبون ببراءة القاتل, ويتناسوا قول الله (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب).. (وأن من قتل نفس بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا), وهذا الأمر أدى إلى تكرار الجريمة على أساس أنهم سيجدون من يدافع عنهم, ويؤيدهم, مثلما حدث في الجريمة السابقة, ومن المفزع حقًا أنك ترى من يسوٌق لهذا الأمر, بل ويخوض في الأعراض دون أي اعتراض من أحد, بل ويتدخل في أحكام القضاء وفي تحقيقات النيابة ويطعن في نزاهتها وهذا للأسف لمصلحته, ليعلي من رصيده في الحصول على تأييد من لايكات وتعليقات تجعله يفوز بالحصول على الدولارات من وسائل التواصل الاجتماعي الذي أفسد حياتنا وأخلاقنا وقيمنا، وينساق وراءهم جمع ليس بالقليل.

والعجيب أكثرهم بل جميعهم ممن نالوا حظا من التعليم وليسوا جهلاء, ولكنهم عمي البصر والبصيرة، حتى الصبية الصغار الذين لم يبلغوا سن الشباب, تلاميذ المرحلة الإعدادية, نسمع من حين لآخر من قتل زميله أو من ضرب معلمه، ماذا حدث لأخلاق الشعب المصري، احنا جرالنا إيه..؟! للأسف كما أن للزلزال توابع, فما يحدث توابع ل 25 يناير، أفسدوا علينا فرحتنا بثورة حقيقية, تفهموا خطأ أن الحرية أن تكون فظًا, ومنفلتًا.. فاسدًا وقحًا متبجحًا, وممسكًا بسلاح لأتفه الأسباب, أصبح السلاح الذي يطلق عليه سلاحًا أبيضًا بديلًا عن ميدالية المفاتيح، يجب أن تكون المحاكمة عادلة وناجزة, وتغلظ العقوبة حتى يكون عبرة لمن تسول له نفسه استعراضًا إجراميًا، والأمثلة كثيرة ولكن المجال هنا لايتسع.

ولا أقول إلا.. لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم والله المستعان, اللهم أصلح حال شبابنا ورجالنا وأهالينا وأرشدهم إلى طريق الخير فأنت ولي ذلك والقادر عليه.

عن Eyon Elmagles

شاهد أيضاً

عبد العاطي وبلينكن يبحثان تعزيز التعاون بين مصر والولايات المتحدة في مختلف المجالات

عبد العاطي وبلينكن يبحثان تعزيز التعاون بين مصر والولايات المتحدة في مختلف المجالات

كتبت: عزة إبراهيم استقبل الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، يوم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *