فا .. را .. عينو .. هارب .. نغم فرعونى !

 تغريد كمال الدين

القيثارة هي آلة موسيقية فرعونية لكن هل تعرف معلومات أكثر عن علم الموسيقي في هذا العصر ومدى تأثيرها علي الحياة وقتها ؟

من خلال سطوري القادمة سوف أتحدث بإيجاز عن الموسيقي الفرعونية

كان الغناء والرقص عند الإنسان البدائي جزء من طقوسه السحرية يستخدمها لطرد الأرواح الشريرة

كما عرف الفراعنة سر الموسيقى فكان لهم تراتيلهم التي كانوا يتغنون بها لعلاج مرضاهم وكان العلاج بالموسيقى معروف وقتها ويقال أن كهنة معبد أبيدوس يعالجون المرضي بالتراتيل المنغم

كانت الموسيقى والغناء في حياة المجتمع المصري القديم تشكل اهتماما كبيرًا منذ الأسرة الفرعونية عام3400 ق.م

وقد حظيت الموسيقى في عهد الفراعنة بقدر كبير من الاهتمام والتكريم من قبل الكهنة  وكبار رجال الدولة والملك .

وقد أسندت الدولة مسئولية رعاية  الموسيقى إلي الكهنة لارتباطها بالحياة الدينية ودورها في إقامة الطقوس والترانيم والصلوات الدينية مما يعكس مدي احترام وتقديس المجتمع للموسيقى

يرجع الفضل للدولة القديمة في ظهور النقوش التي نقلت للبشرية الحياة الموسيقية داخل المجتمع المصري القديم الذي كان يحترم ويقدس الموسيقىوأوضحت لنا أنواع الآلات الموسيقية وقتها

ومع بداية الأسرة الخامسة ظهرت إشارات اليد الخاصة بالغناء ووضع كف اليد اليسرى للمغني خلف صوان الأذن والأاخرى علي الخد لتكبير الصوت

وقد ثبت أن الموسيقي في العصور الوسطى تشبه العصور القديمة مع اختلاف بسيط في الشكل الخارجي لبعض الآلات

أما في العصر الحديث انتشرت ثقافات دينية تؤمن بالحياة الأبدية بعد الموت وتعددت أساليب الحياة  الموسيقية داخل القصور ونمت نموًا كبيرًا فقد زاد عدد أفراد الفرقة الموسيقية والوظائف الإشرافية عليها

وقد أثبتت النقوش بأن الأمهات كانت يرضعن أطفالهن علي الموسيقى والتي عبرت عن مدى عشق المصريين للموسيقى

وقد دون الفراعنة أول نوتة موسيقية عرفها العالم

الآلات الموسيقية الفرعونية وهم اربع آلات

الآلة الأولى القيثارة(الهارب)إن أول عهد الهارب المصري القديم كان في ميدان الحرب وليس في ميدان العزف كآلة حربيّة إستُلهمت منها الآلة الموسيقية العريقة ” قوس حربي ” أو ” هارب وحيد الوتر ”  المُهم أن أحدهم كان ذو حس فنى في ميدان المعركة رُبما جاءته فكرة أن هذا القوس الحربيّ يصلُح للعزف وأن وتره يصدر نغمًا من شأنه أن يُصاحِب الغناء الجنائزي والإبتهال الدينيّ للآلهة المتعددين

ثم تطورت الاله وزاد عدد اوتارها حتي وصلت الي 45 وتر

واستخرج منها الات السمسميه التي لعبت دورًا ملحميًا في المقاومة الشعبية لشعب بور سعيد المصري ومدن القنال وكأنما ترتد لسيرتها الأولى قوسًا حربيًا مستمدًا من الهارب المصري أو استمد الهارب المصري وجوده منه .

الآلة الثانية النفخ(الناي)عرفت هذه الآلة في ميدان الحرب من البوق واستدعاء للحرب وقد تعدد حجم الناي من كبير وصغير ومن انواع الخشب المختلفه فما بين ناي بسيط مكوّن من قصبة واحدة يُصنع من خشب اللوتس ذي الدلالة القوية والإرتباط الوثيق بالحضارة المصرية القديمة ورُبما تُلحق به جزء من قرن بقرة وعرف بـمونول و آخر مزدوج عٌرف بـلوتس فوتنكس ويشبه  الأرغول وهى الآلة الشعبية المصرية .

الآلة الثالثة الجرسيه وهو  آلة تُحدِث صليل موسعٌ بفعل اصطدام عناصر نحاسية في تكوينها ورُبما الأقرب إليها في التخت الشرقي آلة الرق 

الآلة الرابعة الإيقاع ضبط الإيقاع ومنها العصي المصقفة والتي كانت آلة بدائية قديمة ربما سبقت على وجود المزاهر والهارب والنايات غير أنها وحدها لم تكن المسؤولة عن ضبط الإيقاع فقد صاحبتها باقة من الدفوف والتي أوكلت مهمة إستخدامها للعازفات أيضًا ولذلك كانت خفيفة سهلة الإستعمال ولا تتطلب مزيد من الطاقة والمجهود البدني

وصلت مستويات تطور الموسيقى بشكل بارز، درجات تميز وتفرد نوعية. وكانت الموسيقى مع فنون الرقص، لدى الفراعنة، حاضرة بشكل طاغي ضمن طقوس العبادة في بيوت الآلهة. وكان عندهم، حسب الكثير من المراجع، آلة خاصة بهذه الطقوس العبادية المفعمة بالنغمات والألحان، في نمط قالب على منوال محدد، وكانت تضبط ماهية حركات الرقص والغناء، وهي في الشكل، كحدوة الحصان، ومصنوعة من البرونز، كما أنها مستطيلة الشكل.

 وكان الموسيقيون فيها، هم الشعراء. وهؤلاء ممن لقبوا بالحكماء، إذ كانت قصائدهم عظات وأحكاماً تفصل بقضايا الشعب، وترشد وتسير شؤون الناس. وفي هذا السياق، وجدت في الحضارة الفرعونية، مدارس الفنون (رقص وتمثيل وموسيقى) بجانب مدارس الفلك والطب والفلسفة.

وجميعها كان يعد في إطار العلوم المقدسة. وكان المصريون يجدون شبهاً كبيراً، بين الأجرام السماوية في انتظام حركتها وارتباطها ببعضها

وبين النغمات الموسيقية التي تتألف منها الألحان. فاعتادوا على ان يرمزوا لكل نغمة من النغمات السبع، بالرمز “الهيروغليفي” الذي كانوا يرمزون به لما يماثله من الكواكب. ودرجوا على الاعتقاد، ان كل ساعة من ساعات اليوم، توافق نغمة خاصة من بين تلك النغمات السبع.

 تميزت موسيقى تلك الفترة بأن كانت أصوات الآلات الموسيقية ذات لون خافت، وقد انعكس ذلك على طابع موسيقى تلك الفترة فتميزت بالهدوء والاعتدال كما تميزت بالإيقاعات البطيئة وقد اتفق هذا اللون مع طابع الموسيقى الدينية وملائماً مع الطقوس الجنائزية التي تميزت بالخشوع والوقار

وحيث أن خصائص الفنون هي انعكاس لطبائع شعوبها فقد وصف الشعب المصري في تلك الفترة بأنه شعب معتدل المزاج هادئ الطباع وله عواطف جياشة تعكسها الأغاني ونصوص الأشعار التي عثر عليها فى البرديات وعلى جدران المعابد كما أنه شعب يقوم بواجباته في المجتمع على خير وجه، يعطى العمل حقه من الجد والاجتهاد كما يأخذ نصيبه من الفرح والمسرات

ومع تطور الحياه والي ان وصلنا الي عصرنا هذا ومع ازدياد عدد الالات الموسيقيه وازدياد السلالم الموسيقيه تغير نمط الحياه المصريه من الهدوء والخشوع الي ضوضاء وتواجد اغاني شعبيه هدفها الوحيد هو اثاره الشغب والعنف وظهور بعض الالفاظ في الاغاني تخدش الحياء واستخدام كلمات واضحه بالتعامل بالسلاح وتظهر في اطار اغاني وللاسف يرددها الشعب في حفلاته ومناسباته وامام الاطفال والنساء وقد تخططت حدود خدش الحياء واصبح المواطن لا يفرق بين اختيار اغانيه وكل ما يهمه في الاستماع الي اغنيه راقصه ورتمها سريع لتلائم حركته السريعه

والموسيقي لها تاثير مباشر علي الحاله المزاجيه للمستمع فمن بعد الموسيقى الفرعونية الهادئه وكان مواطن منتج اصبحت موسيقي صاخبه والمواطن غير منتج بل ظهر مواطن مشاغب خطير علي المجتمع.

ويجب نقل حضارتنا القديمه الي اجيالنا القادمه والاستفاده منها

ومثل العالم اجمع استخدم العلم الفرعوني وطوره في جميع العلوم فعلينا تطوير الموسيقي لتكون هادفه

ويجب في البدايه توسع انتشار نمط الموسيقى الفرعونية في جميع المصالح والمستشفيات والمباني الحكوميه ويجب ان يكون اجباريا تشغيل  سماعات للموسيقي الهادئه طوال اليوم وهذه تكون نقطه البدايه لمحاوله علاج النفسي للمواطن ودخوله حاله من الاستقرار والتوازن النفسي

واستخدام هذه الموسيقي في المزارع لزياده الانتاج الزراعي لما فيها من تاثير علي نمو النباتات

وتشغيل هذه الموسيقي في الانديه لتهذيب ذوق الشاب المصري

وتجريم تشغيل مكبرات الصوت بالمواصلات العامه والتوكتوك لانهم شعله الفتنه للموسيقي والغناء غير الهادف

والاهم تدريس منهج الموسيقى الفرعونية في مدارسنا لإنشاء جيل جديد هادئ الطباع .