من ذاكرة حرب جزر فوكلاند
https://tvmovievaults.com/mapl3idt875
عيون المجلس
السبت 14 يناير 2017
ثقافة وفن
الأرجنتين, كانت وقتها في عامها السادس من حكم الديكتاتورية العسكرية التي بدأت بانقلاب الجنرال خورخي فيديلا عام 1976 على الرئيسة إيزابيل بيرون.
ولم يستطع الحكم العسكرى في الأرجنتين من إدارة الشؤون المدنية وعليه لجأ إلى استخدام القمع في محاولة لإحكام السيطرة على البلاد بسبب التظاهرات والحركات المعارضة للانقلاب العسكرى ومع استمرار التظاهرات, لجأ الجنرال العسكري إلى استخدام السيناريو الشهير للفيلسوف ” توماس هوبز” في نظرية العقد الاجتماعى وهو باختصار شديد أنه في حالة التنازع في البلاد بين الأطراف المختلفة ينبغي إحداث أزمات تتعرض لأمن المواطنين حتى يسلموا في النهاية ويتنازلوا عن عدد من حقوقهم المدنية والسياسية في مقابل الحصول على الأمن.
انتهت الحرب لصالح بريطانيا في 14 يونيوعام 1982 وكانت الخسائر البشرية بحوالى 900 جندى بالإضافة إلى حوالي ألفين من الجرحى مع تدمير عدد من المروحيات والطائرات لكل طرف.
ولكن الخسائر الحقيقية للأرجنتين لم تكن مقتل حوالي 650 من جنودها ولاعدم الحصول على الجزر وإنما كانت الخسارة الكبرى في إنهاك النظام العسكرى الحاكم في الأرجنتين للبلاد والذى أدى في النهاية إلى إجباره على الانسحاب من الحياة السياسية لمداواة جروحه العسكرية فاضطر آخر الحاكمين العسكريين رينالدو بينوني للاستقالة من حكم البلاد ليتم انتخاب أول رئيس مدني بعد الحكم العسكرى في الأرجنتين في ديسمبر من عام 1983.
على الوجه الآخر كانت المكاسب بالنسبة لماجريت تاتشر مضاعفة إذ إنها استعادت الجزر التي هجمت عليها الأرجنتين بالإضافة إلى أنها قامت بتدعيم حكمها وصارت من أبطال الدولة مما أدى إلى انتخابها لفترة ثانية لرئاسة الوزراء في بريطانيا عام 1983.