متابعه عمرو الديب
… مقاطعة كيبك أكبر المقاطعات الكندية مساحة بعد نونافوت عاصمتها مدينة كيبك وأهم مدنها مدينة مونتريال. تقع شرق كندا بين مقاطعة أونتاريو ومقاطعات المحيط الأطلسي. لها حدود مشتركة, من الجنوب, مع الولايات المتحدة ويعبرها نهر مهم يسمى نهر سانت لورانس الذي يمتد من المحيط الأطلسي. تعد المقاطعة الأكبر في كندا بحكم مساحتها التي تتراوح 1542056كم2 تحصي مقاطعة كيبك 8 مليون نسمة, تتركب من الفرنكوفونيين الذين يشكلون الأغلبية, وأقلية مركبة من الانغلوفونيين والسكان الأصليين ما جعل اللغة الفرنسية اللغة الرسمية في المقاطعة
عرفت كيبك تاريخ ممزوج بين الهيمنة الفرنسية تارة والهيمنة الإنجليزية تارة أخرى. حيث امتدت مدة كونها مستعمرة فرنسية منذ إكتشافها سنة 1534م حتى سنة 1763 م تحت مسمى فرنسا الجديدة. ثم تليها فترة كانت مستعمرة انغليزية ممتدة من 1763م حتى 1867م. وبعد انضمامها للاتحاد الكندي سنة 1867م أطلق عليها اسم مقاطعة كيبك. جرت محاولات عبر التاريخ الحديث لفصلها عن كندا من خلال استفتاءات انتهت بعدم الموافقةعلى الإنفصال في سنة 1980م ومرة اخرى سنة 1995م.
مارست الكنيسة الكاثوليكية, في كيبك, حتى عام 1960م دور هام ومحوري في تسيير المؤسسات بمختلف فروعها. حدث بعدها ما يعرف بالثورة الهادئة, ليصبح للبرلمان صلاحية تامة في تسيير شؤون المقاطعة السياسية, الإقتصادية, والإجتماعية خاصة, حيث تم إبعاد الكنيسة بطريقة تدريجية من كل مظاهر السلطة, إذ تعرف المقاطعة اليوم فصل وإستقلال تام بين الكنيسة ومؤسسات الدولة.
المناخ السياسي في كيبك يشهد تمحورا حول وضعية المقاطعة سياسيا وجدل الإستقلالية, ما ينتج تتفرع إديولوجيتين: الإنفصاليون المنادون باستقلالية المقاطعة عن كندا والفدراليون الموالون لكندا وينادون بالحفاظ على التمثيل الحالي لكبيك ككونه مقاطعة تابعة لكندا. ولكل اديولوجية تفرعات حزبية مختلفة.
التسمية
يرجع أصل تسمية المقاطعة إلى لغة سكان كندا الأصليين. أما معنى كلمة كيبك فهو المكان الذي يتضايق فيه النهر تدريجيا بدأ استعمال كلمة كيبك عند السكان الأصليين لوصف المكان الذي بيدأ فيه نهر سانت لورانس بالتضايق في مدينة كيبك ثم عمم ليشمل كل المقاطعة, من طرف الاوروبيين المهاجرين
الموقع
تقع في شرقي كندا، تحدها الولايات البحرية من الشمال والشرق. كيبيك هي أكبر مقاطعة كندية من ناحية المساحة والثانية من ناحية التقسيم الإداري بعد إقليم نونافوت. تحدها من الغرب مقاطعة أونتاريو وخليج جيمس، ومن الشمال خليج هدسون عن طريق مضيق هدسون وخليج أونغافا Ungava، ومن الشرق خليج سانت لورانس ومقاطعات نيوفاوندلاند ولابرادور ونيو برونزويك. ومن الجنوب تحدها الولايات المتحدة (ماين ونيوهامبشير وفيرمونت، وولاية نيويورك). كما تشترك بحدود بحرية مع نونافوت وجزيرة الأمير ادوارد ونوفا سكوشيا. وتشرف على خليج سانت لورنس من الشرق.
المناخ
ينقسم مناخ مقاطعة كيبك إلى قسمين: في الشمال يسود الشتاء الطويل البارد حيث يسيطر التجمد وتتدنى درجة الحرارة فتصل إلى ما دون الصفر معظم أيام السنة، والصيف قصير دافئ لا يسمح بالنشاط الزراعي إلا في مناطق محدودة، وتنمو الغابات الصنوبرية، وتقل كلما اتجهنا إلى الشمال، وتحل نباتات التندرا والطحالب ويناسب المناخ الإنتاج الزراعي في فصل الصيف. وتشمل قائمة المعادن المنتجة الحديد، والنحاس والذهب، والزنك والألومنيوم.
تاريخ المقاطعة
ما قبل الإستكتشافات الاوروبية
بدأ إعمار كيبك بالسكان الأصليين قبل 11000 أو 10000 عام
ما بعد الإستكتشافات الأوروبية
أنشئت كيبك كمستعمرة فرنسية عام 1534 وظلت كذلك حتى عام 1763 حين أطلق عليها اسم فرنسا الجديدة. ثم أصبحت مستعمرة تابعة للامبراطورية البريطانية عام 1763. منذ الفتح عام 1763، قامت الكنيسة الكاثوليكية بحماية كيبيك ضد التآكل الثقافي، ولعبت دورا رائدا في تطوير المؤسسات الاجتماعية والثقافية في كيبك حتى قامت ثورة مدنية هادئة في عام 1960.
السكان
تعداد سكان كيبك هو الثاني من حيث العدد بعد أونتاريو. يعيش معظم السكان في المناطق الحضرية بالقرب من نهر سانت لورانس بين مونتريال، وهي أكبر مدنها، ومدينة كيبك. أما المناطق الوسطى الشمالية من المقاطعة فهي قليلة السكان ويقطنها في المقام الأول من شعوب أميركا الأصليون.
الاقتصاد
اقتصاد كيبك في تقدم، والذي يعتمد بشكل أساسي على الأسواق والاقتصاد المفتوح. في عام 2009م، وصل ناتج محلي إجمالي لها إلى 32,408 دولار أمريكي للفرد، كما أن تعادل القدرة الشرائية تضعها بجانب اليابان وإيطاليا وإسبانيا، ولكنه يظل أقل من المعدل الكندي العام والذي يصل إلى 37,830 دولار أمريكي للفرد الواحد. صُنف اقتصاد كيبك كأكبر 37 اقتصاد في العالم بجانب اليونان، وصنف كأكبر 28 اقتصاد في ناتج محلي إجمالي للفرد الواحد.
السياسة والوضع ضمن كندا
تلعب القومية دورا كبيرا في السياسة في المقاطعة، كما تحاول الأحزاب الثلاثة السياسية الرئيسية الحصول على قدر أكبر من الحكم الذاتي والاعتراف للشعب الكيبكي كأمة. يشغل كيبك منذ عام 1960 نقاش حول دور الفرنكوفونية في كندا، علما بأن سكان معظم المقاطعات الكندية ناطقون باللغة الإنكليزية. بذلت الكثير من الجهود لتحقيق مزيد من السيادة لمقاطعة كيبك، وهناك أفكار مختلفة تتراوح بين وجود صلاحيات تشريعية كاملة ضمن كندا، أو الانفصال. ضمن النظام الفدرالي الكندي، تتمتع المقاطعة بصلاحيات كاملة في المجالات الداخلية مثل التعليم والصحة والبلديات والشرطة، بينما تتقاسم الصلاحيات مع الحكومة الفدرالية في مجالات الزراعة والموارد الطبيعية والضرائب. في المقابل، تنفرد الحكومة الفدرالية بمجالات الدفاع والسياسة الخارجية. إضافة إلى ذلك، تتمتع حكومة كيبك بحق اختيار مهاجرين للإقامة في أراضيها، وهؤلاء يحصلون على التأشيرة من السفارات الكندية بموجب تزكية من مفوضية كيبك.