عيون المجلس سياسية ،اقتصادية ،اجتماعية ،ليبرالية شاملة
كتب/ أحمد أسامة
مع بداية العام بدأت القوى السياسية في الداخل الليبي تتحرك نحو إيجاد سبل ومسارات لتحقيق مطالب أكثر من 2.8 مليون ليبي, وإنجاز الإنتخابات الرئاسية في أقرب فرصة ممكنة لإنهاء حالة الفوضى والإنقسام التي تسيطر على المشهد السياسي في الآونة الاخيرة, ذلك بعد تعيين مجلس النواب الليبي لحكومة مؤقتة جديدة برئاسة فتحي باشاغا في سرت وتعنت عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس, ورفضه تسليم مهامه لباشاغا.
الأمر الذي جعل البلاد على بعد خطوتين من الإنقسام. ويقود محاولة إجراء الإنتخابات مجلس النواب الليبي برئاسة المستشار عقيلة صالح، ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، حيث إجتمع الطرفان مطلع الشهر الجاري في العاصمة المصرية القاهرة، للتشاور والتوافق على القاعدة الدستورية وبنود الترشح في الإنتخابات الرئاسية, وسبل توحيد مؤسسات الدولة وتوزيع المناصب السيادية, لضمان المضي وفق مسار سياسي دبلوماسي نزيه ينتهي بإجراء الإنتخابات.
وأعلن عقيلة والمشري، في بيان مشترك فور إنتهاء إجتماعهما, عن اتفاقهما على وضع خارطة طريق واضحة ومحددة، يتم الاعلان عنها لاحقاً، لاستكمال كل الإجراءات اللازمة لإتمام العملية الإنتخابية، سواءً التي تتعلق بالأسس والقوانين أو المتعلقة بالإجراءات التنفيذية وتوحيد المؤسسات, كما وأكدا حرصهما على إنجاز أساس دستوري توافقي للوصول إلى الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية.
وبحسب تصريحات خالد المشري فإن خارطة الطريق المتفق عليها سيكون حدها الأقصى 10 أشهر، وأن الوثيقة الدستورية تتضمن سلطة تشريعية من غرفتين وهما مجلس النواب ومقره بنغازي، ومجلس الشيوخ ومقره طرابلس، وذلك لإحداث توازن سياسي. وأشار رئيس مجلس الدولة إلى أن مجلس النواب سيتم إنتخابه بالنظام الفردي والقائمة، أما إنتخاب مجلس الشيوخ سيكون بالنظام الفردي فقط.
مؤكدًا أنه يجب على كل مترشح في إنتخابات مجلس الشيوخ أن يتحصل على أكثر من 50% زائد واحد من الأصوات. وأضاف المشري أن القوانين الإنتخابية سيتم الإنتهاء منها خلال شهر وسيجتمع المجلسان في البيضاء وطرابلس للإتفاق بشأنها، وفي حال عدم التوافق سيتم اللجوء للإستفتاء الشعبي.
الجدير بالذكر أن لجنتي مجلسي النواب والدولة عملتا لنحو أربعة أشهر على إعداد وثيقة دستورية معنية بالعملية الانتقالية، وتم الإتفاق على ضرورة إستقالة على كل من سيترشح للإنتخابات الرئاسية إذا كان مسؤولاً. بصيص أمل مع مطلع العام الجديد وتجدد الطموحات لدى الشعب الليبي للوصول إلى صناديق الإقتراع، لكن المخاوف من إنجاز الإنتخابات في ظل وجود الميليشيات ومُغتصبي السلطة لا تزال قائمة، والخطوة الاهم في هذه المرحلة هي تشكيل حكومة مُصغرة قادرة على تحقيق المسار السياسي في البلاد.
