الجمعة ٢٠ سبتمبر ٢٠٢٤

رئيس مجلس الادارة : أحمد أحمد نور

نائب رئيس مجلس الادارة : وليد كساب

رئيس التحرير : محمد عبد العظيم

أخبار عاجلة

وزير خارجية أمريكا, قناص العدو.. والتضليل الذي يقولون عنه بعدم معرفة.. “تطبيل”

بقلم/ حمدي الشامي

عندما أشاد وفخٌم وعظٌم السيد “أنتوني بلينكن” وزير خارجية أمريكا منذ وقت قريب, وقال “مصر اتخذت إجراءات مهمة في حماية الحريات، وتمكين المرأة، وإجراء حوار وطني من خلال لجنة العفو الرئاسي”, وصرح في موضع آخر “الشباب هم من سيحملون هذه العلاقة الثنائية – يقصد الأمريكية المصرية – إلي الأمام ومن الضروري الاستماع إليهم لأنهم قادة المستقبل”.. لم يسعني وقتها إلا تذكر قصة القناص التي اشتهرت مؤخرًا ويرددها الكثيرين.. ونصها كالآتي: ما رأيك في قناص العدو..؟! فقال له إنه فاشل يرمينا ولا يُصيبنا، قال له الضابط إذًا لماذا لم تقتله..؟! قال أخاف إذا قتلته يستبدلونه بآخر أفضل منه، فيقتلنا..!

هذا الأمر واضح وضوح الشمس لا يحتاج مزيد من الضوء لإيضاح تفاصيله, فكل ما أشاد به “بلينكن” على طريقة الإعلامي الشهير “أحمد موسى” ليس أقل ولا أكثر من عبقرية القناص الذي إتخذ قرار عدم التخلص من قناص العدو “الفاشل” حتى لا يأتوا بقناص مُحترف فيقضي عليهم.. وبهذا, الضرورة القصوى لإعادة تعريف كلمة “تضليل” ونبذ كلمة “تطبيل”.. ولو أخذنا مسار تصريح وزير الخارجية الأمريكي من حيث “الحريات” التي يقصدها, و “تمكين المرأة” الذي يعنيه, و “الحوار الوطني” الذي يُشير إليه, لوجدنا رائحة وهيأة “القناص” الذي يخشى إصابة قناص الطرف الآخر كونه فاشل فيأتون بأفضل منه.

يلي ذلك ربط “بلينكن” بين الشباب وضرورة الاستماع إليهم وبين تطور العلاقات الثنائية المصرية الأمريكية, والشرطية واضحة, لكن المُبطن فيها هو أي فئة وأي مواصفات شبابية يقصد وزير الخارجية الأمريكي, ربما بنظره خاطفة لـ “توجيه الجهات المانحة ومؤسسات التمويل” لخريجي الجامعات الأمريكية والبريطانية والألمانية, وتمكينهم من بعض المناصب في بعض الأحيان, وترقية منهم في مستويات تعاقدات ومساحات فرص من الحكومة, وكما قصة القناص الذي يرفض قنص القناص الفاشل, سلسلة من الفشل والفضائح بلا توقف حتى الأيام القليلة الماضية, وبرغم تراكم هذا الأداء الذي ينتهي بفشل أو يستمر بلا أي نتائج.. تتعاظم الإشادة, تتنامى شهادات التضليل بالحفاوة, تتشكل تراكمات أبشع من مشكلة تراكم القمامة – الزبالة – ليبقى الوضع كما هو عليه مع قناصين فاشلين يرفض أعداء الوطن التطرق لهم رُعبًا من تحقق أي فرصة لتقدم ورفعة مصر وحفظ كرامة شعبها ومؤسساتها وقادتها.

نحن نعلم عن التحديات الاقتصادية التي تواجهها الدولة المصرية, والتبعات الاقتصادي نتيجة اغلاق كورونا ونتيجة الحرب الأوكرانية الروسية, ليس من تصريحات أعضاء الحكومة فقط ورئيسها, ولكن أيضًا من الوجوه التي تكاد تنطق فيها ملامح الناس بالوضع الاقتصادي الصعب على مستوى الغالبية الشعبية.. أثناء ذلك, وفي الوقت الذي تتفق فيه العلوم الإدارية بأن “العمل الجماعي يعطي أفضل نتائج وأكثرها جدوى” مع العلوم الشرعية بأن “يد الله مع الجماعة” والأخيرة معنية بالبركة.. تظل خطة التضليل بشكل نمطي ومُمنهج هي سيد الموقف, حتى إذا كانت “غادة والي” من أفضل 100 شخصية مؤثرة في مجالها, تم فرد مساحة لها قيل تكلفتها عشرات ملايين الجنيهات لتنتهي بـ “فضيحة” وليس مُجرد فشل, وكذا مجموعة شباب “سويفل” وشريكها المُنفصل لتنتهي بذات النمط “فضيحتان” وليس مُجرد فشل, وغالبيتهم (يامؤمن) خريجي جامعات أمريكية وألمانية وبريطانية.. وأثناء ما يبحث الشباب الكفؤ عن “خُرم إبره” رضوخًا لتضريحات الحكومة عن التحديات والتبعات, نجد جوقة “مضللتية” لا تتوانى عن وصف من تم تمكينهم حسب “بلينكن” و “أحمد موسى” بأنهم أكفأ شباب مصر وأكثرهم استحقاقًا لمساحات العمل التي تم “تمكينهم” منها بصرف النظر عن حجم الفشل, وصفرية النتيجة.

سيمفونية تحتاج أكثر من عازف, كنت أود وصفها بـ “جوقة التضليل”, إلا أنه الوصف الأنسب هو “كوشري التضليل” فـ “الكوشري” أيضًا يحتاج لـ “كمالة”, وليس صعبًا بالمرة ان يمر عليك فيديو لشاب أو فتاة, وربما مقال لعجوز يبيع وطنه من أجل “غدوة سمك” في بور سعيد أو الاسكندرية, يؤكد فيه على “قوة مصر” التي جعلت وزير خارجية أمريكا يُشيد بما يحدث – في ظل أزمة وفجوة تمويل, وأزمة أسعار وتضخم – تُحتم كل منها تمكين الكفاءات ذوي الإنتاج, وإلا… زادت التحديات والتبعات وإنهال الرضاء الشعبي لطمًا وشقًا للجلابيب والقمصان بسبب ما كُنا ونكون وسنكون فيه من مُعاناة بسبب ظروف المعيشة الصعبة.. لذلك عزيزي, الأدعى أن تنتبه لمسألة إعادة النظر لمصطلح “التطبيل” ومعناه, ومُصطلح “التضليل” وفحواه والهدف منه ونتيجته.. وأخيرًا وليس آخرًا, لك أن تتخيل نفس السيناريو ونتائجه عندما كان “المضللاتيه” يؤكدون على أن النشطاء مُسهلي ومُمهدي الطريق للمؤامرة في 2011 بأنهم “أنقى وأطهر وأشجع شباب في مصر”.. ثم كم كانت حجم الخسائر, وكم كان حجم الخراب المُستمر حتى تاريخه..!! على كل حال هُم – النشطاء – وأصدقائهم – من خريجي الجامعة الأمريكية وغيرها.. هُم كما قال “بلينكن”: من سيحملون العلاقة الثنائية الأمريكية المصرية إلي الأمام ومن الضروري الاستماع إليهم لأنهم قادة المستقبل.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

عن Eyon Elmagles

شاهد أيضاً

خراب فلسطين

اعتذار ومحبة إلى فلسطين.. للكاتبة نجمة عمر علي

بقلم: نجمة عمر علي بالنيابة عن شعبي وبالنيابة عن تراب وطني، أعتذر منك يا فلسطين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *