عيون المجلس سياسية ،اقتصادية ،اجتماعية ،ليبرالية شاملة
كتب أحمد أسامة
تشهد ليبيا الآن تحركات إقليمية ودولية، تتشابك في حث الأطراف المتصارعة على التوافق للإسراع في إجراء الانتخابات، للابتعاد عن شبح حرب داخلية جديدة، خصوصاً في ظل التنافر الحاصل بين الأطراف السياسية.
ويأتي هذا مع إستمرار تشبث رئيس حكومة الوحدة منتهية الولاية عبدالحميد الدبيبة، بمنصبه، وإصراره على الإشراف على الإنتخابات التي ستُجرى، غير مبالياً بالفوضى الأمنية بسبب تجدد الاشتباكات بين المليشيات المسلحة في مناطقه بين الحين والآخر.
وحيث جددت حكومة الدبيبة تأكيدها بلسان وزيرها للحكم المحلي بدر الدين التومي، على جاهزيتها لتنفيذ الانتخابات، وفق أسس دستورية صحيحة، وعلى تطلعات الشعب الليبي وطموحه في إنهاء المراحل الانتقالية التي استمرت لسنوات.
وقد سبق أن وصف عضو مجلس النواب المبروك الخطابي الانهيار والمصالح في حكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة بأنه واضح وجلي، وقال: “كيف نريد ممن جاء إلى الحكم ويحاول التشبت بالكرسي عن طريق مصالحه المادية والسياسية أن يكون شفافاً ونزيهاً؟”.
وسبق وأن عمل الدبيبة على عرقلة الإنتخابات الرئاسية في 24 ديسمبر، منذ عامين، عن طريق ترشحه لها على الرغم من تعهده حين توليه منصبه الذي شابه الغموض أيضاً، بعدم الترشح في الإنتخابات الرئاسية وإقتصار عمله على إنجاز الإستحقاق الإنتخابي وتوفير البيئة المناسبة.
و بدوره، قال المُشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني الليبي إنه “لن يتخلى عن العاصمة طرابلس أبداً؛ مهما كانت الظروف”، فيما عده البعض “تلويحاً جديدا بازمات ليبية جديدة.
وأضاف حفتر، لدى اجتماعه مساء السبت الماضي بغرفة العمليات الرئيسية بـ«اللواء 106 مُجحفل»، أن “كل الضباط باللواء مميزون، وليسوا كضباط المنطقة الغربية، وطرابلس مثلاً؛ ودائماً ثقتنا كبيرة بجيشنا”.
كما حثّ على إعداد الجنود والضباط على كل المستويات للوصول إلى اللياقة اللازمة للحرب والاستعداد الدائم للتطورات كافة.
ولم يكشف حفتر مزيداً من التفاصيل حول كيفية عدم تخليه عن العاصمة، مقر السلطة الانتقالية الممثلة بالمجلس الرئاسي، وحكومة الوحدة.
وبنظر المراقبين فإن تصريحات حفتر جاءت بمثابة رد غير مباشر على غمز الدبيبة مؤخراً من قناة حفتر، وإعلانه رفض حكم العسكريين، وضرورة تخليهم عن الزي العسكري قبل فترة من إتمام الانتخابات. يُشار الى أن الدبيبة مُتهم بتبديد المال العام وتسخير ثروات الشعب الليبي لتحقيق مكاسب شخصية من بيع الغاز والنفط الليبي، حيث يقوم بتوقيع الإتفاقيات النفطية المشبوهة بين الحين والآخر، مع تركيا وإيطاليا. وقد أكد الدبيبة تمسكه بمنصبه في عدة مناسبات وقال أنه سيبقى في السلطة لـ30 سنة أخرى إلى حين إجراء إنتخابات برلمانية، في رسالة واضحة منه بعدم وجود أي نوايا لتسليم السلطة في البلاد سلمياً.
فساد الدبيبة وتحركاته الغير مدروسة وتمكينه للقوى الأجنبية في البلاد يدفع المشير حفتر لإرسال رسائل لاذعة له ولميليشياته التي يختبئ خلفها، وكلامه منذ يومين سبقته تصريحات في نفس الإتجاه.
والقوى السياسية الليبية الأخرى من مجلس النواب والدولة وغيرهم، يقع على عاتقهم الإسراع في التوافق لإنجاز الإستحقاق الإنتخابي لمنع المواجهة المسلحة مرة جديدة في البلاد التي تعاني من فوضى سياسية وأمنية منذ عام 2011.
