كتب / عبد الخالق إبراهيم
قامت دراسات علمية جديدة، بالتشكيك في النتائج التي توصلت إليها دراسات سابقة حول عادات الدفن لدى أقرباء البشر القدامى، وبالتحديد جنس هومو ناليدي، وهو قريب بشري قديم ذو دماغ أصغر يعود تاريخه إلى 335 ألف سنة.
وزعمت الدراسات السابقة، أن هومو ناليدي دفن موتاه عمدا وأنشأ فنًا صخريًا في كهف مهد البشرية بجنوب إفريقيا.
كما أشارت 3 مقالات نُشرت في عام 2023 في مجلة eLife إلى أن الحفريات الأخيرة في كهف مهد البشرية قدمت دليلاً على 3 معالم دفن على الأقل.
كما زعمت الدراسات أن السمات تمثل أقدم دليل على الدفن المتعمد من قبل نوع من أشباه البشر، وأن هومو ناليدي أضاء الممرات المظلمة باستخدام النار وحمل عمدا جثث 3 أفراد على الأقل في أعماق كهف مهد البشرية، كما حفر وغطى الجثث بالرواسب.
كما أن مجموعة من الخبراء المشهورين المتخصصين في الأنثروبولوجيا البيولوجية، وعلم الآثار، وعلم التاريخ الجيولوجي، والفنون الصخرية، نشروا بحثا أكثر عمقا في مجلة التطور البشري (Journal of Human Evolution).
وقام بالمشاركة في الدراسة البروفيسور مايكل بيتراجليا من مركز الأبحاث الأسترالي للتطور البشري بجامعة جريفيث، والبروفيسور أندي هيريس من جامعة لا تروب، وماريا مارتينون توريس من المركز الوطني للبحوث حول تطور الإنسان في إسبانيا، ودييجو جاراتي من جامعة كانتابريا في إسبانيا.
وقد انتهى فريق البحث إلى أن الأدلة المقدمة حتى الآن لم تكن مقنعة بما يكفي لدعم نظرية أن هوم ناليدي كانت لديه طقوس لتكريم الموتى، حسب مجلة scitechdaily.
كما ذكر الباحثون: “نحن بحاجة حقًا إلى وثائق إضافية كبيرة وتحليلات علمية قبل أن نتمكن من استبعاد أن العوامل الطبيعية وعمليات ما بعد الترسيب كانت مسؤولة عن تراكم الجثث وإثبات التنقيب المتعمد وملء الحفر من قبل هومو ناليدي”.
وذكر البروفيسور بيتراجليا: “لسوء الحظ، هناك احتمال واضح بأن ما يسمى بالقطعة الأثرية الحجرية الموجودة بجانب يد أشباه البشر هي عبارة عن قطعة أثرية جغرافية، وليست نتاج أداة حجرية تقشرت من قبل هومو ناليدي”.
وقال البروفيسور هيريس: “لا يوجد دليل على أن هومو ناليدي أشعل النيران في الكهف، يمكن أن تكون مواقع الدفن المزعومة ناجمة عن تلطيخ المنجنيز فقط، وبقايا الفحم داخل الكهف لم يتم تأريخها بعد”. الفحم الناتج عن الحرائق الطبيعية ليس من غير المألوف في الكهوف.
وذكر الدكتور جاراتي: “هناك حاجة أيضًا إلى تحليلات تفصيلية لإثبات أن ما يسمى بالنقوش هي بالفعل علامات من صنع الإنسان، ويمكن إنتاج مثل هذه العلامات كمنتج للعوامل الجوية الطبيعية أو مخالب الحيوانات