عيون المجلس سياسية ،اقتصادية ،اجتماعية ،ليبرالية شاملة
كتبت: زينب محمد
يعد الأستاذ الدكتور علي مصطفى مشرفة عالم فيزياء مصري وُلد في 11 يوليو 1898 وتوفي في 15 يناير 1950. يُعد من أبرز علماء الفيزياء في مصر والعالم العربي، واشتهر بلقب “آينشتاين العرب” نظراً لأبحاثه في مجال النظرية النسبية والفيزياء الكمية.
نشأته وتعليمه
وُلد مشرفة في مدينة دمياط، وكان والده مصطفى مشرفة من الوجهاء المحليين والمتأثرين بأفكار جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده. تلقى علي دروسه الأولى على يد والدته، ثم في مدرسة أحمد الكتبي، وتفوق في الدراسة منذ صغره. التحق بمدرسة العباسية الثانوية بالإسكندرية، ثم بالمدرسة السعيدية الثانوية بالقاهرة، حيث حصل على الشهادة الثانوية عام 1914 وترتيبه الثاني على مستوى القطر المصري.
رحلته العلمية
بفضل تفوقه، أرسلته وزارة المعارف في بعثة إلى إنجلترا، حيث حصل على بكالوريوس الرياضيات من جامعة نوتنجهام، ثم الدكتوراه في فلسفة العلوم من جامعة لندن تحت إشراف الفيزيائي الشهير تشارلز توماس ويلسون، وأصبح أول مصري وأحد 11 عالمًا في ذلك الوقت يحصل على دكتوراه العلوم من جامعة لندن.
العودة إلى مصر
بعد عودته إلى مصر، عُين مشرفة أستاذًا للرياضيات في مدرسة المعلمين العليا ثم في كلية العلوم بجامعة القاهرة. في عام 1926، حصل على لقب أستاذ وهو دون الثلاثين، وفي عام 1936 أصبح عميدًا لكلية العلوم. تميزت فترة عمله في الجامعة بتطوير البحث العلمي في مصر، حيث ساهم في تأسيس الجمعية المصرية للعلوم الرياضية والطبيعية والمجمع المصري للثقافة العلمية.
إسهاماته العلمية
نشر الدكتور مشرفة العديد من الأبحاث العلمية في مجالات الفيزياء والرياضيات. كان من أبرز أبحاثه في النظريات الكمية وتطبيقها على تأثير شتارك وزيمان، وكذلك نظرياته حول الإشعاع والسرعة، التي أثبتت أن المادة والإشعاع صورتان لشيء واحد. كان أيضًا من أوائل العلماء الذين أشاروا إلى إمكانية تصنيع القنابل الهيدروجينية، لكنه كان يدعو إلى استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية.
مؤلفاته
ألف الدكتور مشرفة العديد من الكتب العلمية التي ساهمت في نشر المعرفة العلمية باللغة العربية، منها:
- الميكانيكا العلمية والنظرية (1937)
- الهندسة الوصفية (1937)
- مطالعات علمية (1943)
- النظرية النسبية الخاصة (1943)
- الهندسة المستوية والفراغية (1944)
- حساب المثلثات المستوية (1944)
- الذرة والقنابل الذرية (1945)
- نحن والعلم (1945)
- العلم والحياة (1946)
- الهندسة وحساب المثلثات (1947)
اهتمامات أخرى
كان للدكتور مشرفة اهتمامات أدبية وفنية عديدة، حيث كان حافظًا للشعر وملمًا بقواعد اللغة العربية. كان عضوًا بالمجمع المصري للثقافة العلمية باللغة العربية، وقام بترجمة أبحاث علمية عديدة إلى اللغة العربية. كما كان عازفًا بارعًا على آلتي الكمان والبيانو، وأسس الجمعية المصرية لهواة الموسيقى.
وفاته
توفي الدكتور علي مصطفى مشرفة في 15 يناير 1950 عن عمر يناهز 52 عامًا، وسط شكوك حول أسباب وفاته التي اعتبرها البعض نتيجة لتسمم أو اغتيال من قبل الموساد الإسرائيلي. ومع ذلك، أكد شقيقه الدكتور عطية مشرفة أن الوفاة كانت طبيعية نتيجة أزمة قلبية.
إرثه وتأثيره
يظل الدكتور علي مصطفى مشرفة شخصية بارزة في تاريخ العلوم في مصر والعالم العربي، وترك إرثًا علميًا غنيًا أثر في أجيال من العلماء. تلاميذه، مثل الدكتور فهمي إبراهيم ميخائيل والدكتور محمد مرسي أحمد، واصلوا دربه في البحث العلمي والتعليم، مما ساهم في نشر العلم والمعرفة في مصر والعالم العربي.
