أحمد الجندي.. حكاية ابن الغربية الأول أولمبيا في الخماسي

كتب: عبدالنبي النادي

حقق أحمد الجندي، لاعب منتخب مصر في الخماسي الحديث، إنجازًا تاريخيًا بفوزه بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، مما أثار فرحة عارمة في قريته مسقط رأسه “مشال” التابعة لمركز بسيون بمحافظة الغربية. الجندي، الذي يعد أول مصري يفوز بذهبية في هذه الرياضة، تجاوز كافة التحديات التي واجهته، بما في ذلك الإصابة التي تعرض لها في كتفه خلال بطولة العالم بالصين قبل الأولمبياد.

مسيرة من الكفاح والتحدي:

كشف شريف العريان، أمين عام اللجنة الأولمبية ورئيس اتحاد الخماسي الحديث، عن تفاصيل مثيرة بشأن رحلة أحمد الجندي نحو الميدالية الذهبية، موضحًا أن اللاعب لم يكن جاهزًا بالكامل للمنافسة بسبب إصابته في الكتف، لكنه تحامل على نفسه وواصل التدريبات حتى استطاع تحقيق هذا الإنجاز العظيم.

وفي تصريحات إعلامية، أكد الجندي على أهمية مواكبة تغييرات لعبة الخماسي الحديث من أجل الاستعداد للأولمبياد القادم في لوس أنجلوس، مشيرًا إلى أن الهدف الآن هو حصد ميدالية جديدة في الدورة المقبلة.

فرحة في قرية مشال:

عمت الفرحة قرية مشال، حيث اجتمعت أسرة الجندي وجيرانه أمام شاشات التلفاز لمتابعة المباراة الحاسمة. وفي لحظة الإعلان عن فوزه بالميدالية الذهبية، انفجرت مشاعر الفرح والزغاريد في منزل عائلته. وأوضح الشيخ هاني الجندي، عم اللاعب، أن الأسرة كانت في حالة من القلق والترقب طوال المباراة، ومع تحقيق الفوز، تحولت المشاعر إلى احتفال كبير.

وأضاف أن القرية كانت قد شهدت حفل زفاف لأحد أفراد العائلة في اليوم السابق، لكن أفراد الأسرة رفضوا الذهاب للاحتفال قبل معرفة نتيجة المباراة، وعندما تأكدوا من فوز أحمد بالميدالية الذهبية، ذهبوا للاحتفال بزفافهم بفرحة مضاعفة.

التحديات التي واجهها الجندي:

روى المهندس أسامة الجندي، والد اللاعب، تفاصيل التحديات التي واجهت أحمد في مسيرته الرياضية، خاصة بعد تعرضه لإصابة قوية قبل أولمبياد طوكيو، والتي استلزمت إجراء عملية جراحية وتوقفًا طويلًا عن التدريبات. وأوضح أن أحمد دخل في فترة تدريب مكثفة قبل أولمبياد باريس بأسبوع واحد، حيث كان التركيز العالي من المدربين وتمارين اليوجا جزءًا من الاستعداد النفسي والبدني لهذا الحدث الكبير.

كما أشار والده إلى أن المباراة كانت مليئة بالتوتر خاصة بعد وقوع حادث غير متوقع خلال منافسات الفروسية، لكن بفضل الله وجهود أحمد تمكن من العودة والفوز بالميدالية الذهبية.

إرث العائلة الرياضي:

أوضح محمد هاني الجندي، ابن عم اللاعب، أن أحمد كان دائم الاجتهاد منذ طفولته سواء في الرياضة أو الدراسة، وأن علاقته به كانت دائمًا قوية. وعبر عن أمله في أن يواصل أحمد مسيرته الناجحة ويحقق ميدالية ثالثة في الأولمبياد المقبل، ليصبح أول لاعب يحقق هذا الإنجاز في ثلاث دورات أولمبية متتالية.

ختام:

إن إنجاز أحمد الجندي ليس مجرد فوز بميدالية ذهبية، بل هو تكريم للجهود الكبيرة التي بذلها وللدعم الذي تلقاه من عائلته وقريته، وهو يمثل مصدر إلهام للشباب المصري في كل مكان. ومع هذه الفرحة الكبيرة، يتطلع الجميع إلى رؤية المزيد من الإنجازات الرياضية من بطلهم الأولمبي في المستقبل القريب.