https://altethos.com/9z34ihx93az هيام مهدي
..هي مالها ماشية زي العسكري كده ليه؟ هي ليه مش دلوعة وبتضحك بدلع زي البنات؟ هي ليه بتتكلم بحدة وعنف زي الرجالة؟ تعليقات من دي كتير ممكن تلاقيها بتتقال عن بنت حواليك اتحولت لعنصر جاف خالي من المشاعر ومتحفز طول الوقت، ويكاد يصرخ من جواه يقول أنا خلاص قررت مكنش أنثى عشان ترتاحوا ! قبل التعليقات دي ما بتتقال مش كتير بيسأل نفسه ليه ممكن إنسانة تتخلى عن طبيعتها وصفاتها الجميلة، من رقة وبساطة وأنوثة، وتتحول لكائن عنيف متشنج جاهز في أي لحظة لأي خناقة؟ قبل ما تسال بسخرية هي ليه “مسترجلة”، حاول تعرف مين اللي حوّل الأنوثة من الأول لتهمة وذنب، مضطرة البنت المحترمة اللي مش عايزة حد يعدّي حاجز احترامها إنها تتخلص منه.. مين اللي خلى أصغر فعل تلقائي من البنت يستخدم كدليل ضدها ويعتبره أي شخص مبرر لأفعاله اللا أخلاقية تجاهها، في مجتمع بيلزق التهمة في الأول والآخر في البنت؟ العنف ضد المرأة بيولد امرأة عنيفة، أي بنت في الدنيا تحب تكون “بنت” طول الوقت، في طبيعتها الرقة والحنية والانطلاق والخفة، لكن للأسف لما الحاجات دي بتتجرح، إما بألفاظ وتعليقات خارجة بتسمعها في الشارع، وإما بإيد بتمتد لحرمة جسدها، وإما بتهم بتسمعها من اللي حواليها تجاه أفعالها العفوية حتى لو كانت ركوب عجلة، وإما بتربية بتزرع فيها إحساس إنها تقل وعبء على أهل “شايلين الهم للممات”، أو لوم بيحاولوا يجيبوه عليها من أي زاوية في أي مشكلة، حتى لو من زاوية افتراضية مش موجودة زي إن اللي غلط في حقها أكيد هي اللي ادّته الفرصة! كل ده كافي يخليها تحس -حتى لو بشكل لا إرادي- بكُره تجاه كل ما يُذكّرها ويذكّر من حولها إنها أنثى. المرأة زي القارورة -اللي هي الزجاجة- في رقتها، لكن كمان من خصائص الزجاج إذا انكسر إنه يكون حاد وجارح. بنات كتير اتكسرت أنوثتهم جواهم، اتحبست رقتهم ورا قناع مفزع لجئتله كحيلة دفاعية -أو احترازية- ضد ما يحيط بها من عنف نفسي أو جسدي أو لفظي، جايز يكون رد فعل غلط، لأنه بيثبت فكرة إن الأنوثة تهمة أو ضعف بنتخلص منه مش بيقاومها، وبيلحق صفات بالمرأة على غير طبيعتها، لكن قادرة أستوعب إنه كتير بيبقى رد فعل تلقائي غير ممنهج وغير محسوب كنتيجة للضغط، لأن مش دايمًا قدام العشوائية والعنف تقدر ترسم خطة عقلانية لرد فعلك، أو تقدر تحب نفسك وسط طاقات من الكره أو العنف. عشان كده قبل ما تتريق عليها وتقول “مسترجلة”، حاول تسال نفسك: هي ليه احتاجت “تسترجل”؟