“خليه يقاقي”.. ارتفاع أسعار الدواجن في المغرب يثير موجة غضب

 

“خليه يقاقي”.. ارتفاع أسعار الدواجن في المغرب يثير موجة غضب

كتبت: سماح علي حامد

شهدت أسعار الدواجن في المغرب خلال الأيام الأخيرة ارتفاعاً غير مسبوق، مما أثار غضباً واسعاً بين المواطنين. وجاء هذا الارتفاع في وقت يشهد فيه استهلاك لحوم الدجاج زيادة ملحوظة خلال فصل الصيف، وهو ما زاد من حدة الاستياء الشعبي. في ظل هذا الوضع، أطلق المغاربة حملة مقاطعة للدجاج تحت وسوم مثل “خليه يقاقي” و”خليه يتعفن”، في محاولة للضغط على التجار والمسؤولين لخفض الأسعار.

أسباب ارتفاع الأسعار:

يرجع التجار والمزارعون ارتفاع أسعار الدواجن إلى عدة أسباب، أبرزها نقص المعروض من الدواجن في الأسواق نتيجة نفوق عدد كبير منها بسبب ارتفاع درجات الحرارة. هذه الخسائر دفعت المربين وأصحاب المزارع إلى رفع الأسعار لتعويض ما فقدوه. بالإضافة إلى ذلك، أسهمت زيادة أسعار مستلزمات الإنتاج، وخاصة الأعلاف، في زيادة التكلفة على المربين، مما انعكس على الأسعار النهائية للمستهلكين.

حملة المقاطعة: “خليه يقاقي”

في ظل هذه الأزمة، لجأ المغاربة مرة أخرى إلى سلاح المقاطعة، وهي استراتيجية سبق أن أثبتت فعاليتها في عام 2022، حيث تمكنت حملة مشابهة من الضغط على الأسواق لتخفيض الأسعار. الحملة الجديدة التي تحمل شعار “خليه يقاقي” تهدف إلى دفع التجار والمزارعين إلى خفض الأسعار عبر تجنب شراء الدواجن حتى تنخفض الأسعار إلى مستويات معقولة.

منصات التواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك و”إكس” (تويتر سابقاً)، شهدت انتشاراً واسعاً لرسائل داعمة لحملة المقاطعة، حيث شارك الآلاف من المواطنين في الدعوة لمقاطعة الدجاج حتى يتم خفض الأسعار. وعبر المشاركون عن غضبهم من عدم وجود تحرك ملموس من المسؤولين لشرح أسباب الأزمة أو التعامل معها بشكل فعال.

ردود فعل التجار:

أمام هذه الحملة، يبرر التجار استمرار ارتفاع الأسعار بصعوبة الوضع الذي يمر به القطاع. فهم يشيرون إلى أن تفعيل المقاطعة قد يزيد من خسائرهم، خصوصاً في ظل الظروف المناخية الصعبة التي تهدد بفقدان المزيد من الدواجن. ورغم ذلك، يعتقد البعض أن المقاطعة قد تجبر التجار على تخفيض الأسعار للتخلص من الدجاج المتبقي قبل أن يتأثر سلباً بالحرارة.

تأثير الأزمة على المواطنين:

الجمعية الوطنية لمربي الدجاج في المغرب حذرت من أن ارتفاع أسعار الأعلاف سيزيد من تفاقم الأزمة، مما سيصعّب على المواطنين الحصول على احتياجاتهم الأساسية من الدواجن. ومع ارتفاع استهلاك اللحوم والدجاج خلال فصل الصيف بسبب الاحتفالات والأعراس، يصبح الوضع أكثر تأزماً، خاصة في ظل غياب أي بوادر لحل قريب.

يظل مصير هذه الأزمة مرهوناً بمدى نجاح حملة المقاطعة في الضغط على الأسواق لخفض الأسعار، بالإضافة إلى قدرة المسؤولين على التدخل بشكل فعال لحماية المستهلكين من آثار هذه الأزمة. في الوقت نفسه، يبقى التحدي الأكبر هو إيجاد حلول مستدامة لتقلبات أسعار الدواجن، خاصة مع التحديات المناخية والاقتصادية التي تواجه البلاد.