عيون المجلس سياسية ،اقتصادية ،اجتماعية ،ليبرالية شاملة
ESLAM NOUR
أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها الشديد إزاء احتمال تفشي فيروس شلل الأطفال شديد العدوى في غزة بعد العثور على آثار للفيروس في مياه الصرف الصحي.
وأوضح الدكتور أياديل سباربيكوف، رئيس فريق منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، للصحفيين أنه يتم تنفيذ تقييم للمخاطر وفي الوقت نفسه يتم تقديم الإرشادات الصحية لسكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة. ولكنه أشار إلى أنه سيكون من الصعب للغاية على الناس الالتزام بهذا القرار، نظراً لانهيار خدمات المياه والصرف الصحي.
تم العثور على آثار لشلل الأطفال -الذي ينتشر عن طريق البراز- في عينات مياه الصرف الصحي التي تم جمعها من موقعين في غزة قبل شهر، مما يشير إلى أنه قد يكون منتشرًا.
لم تُسجَّل حتى الآن أي حالات شلل مرتبطة بالمرض. إلا أن الجيش الإسرائيلي أعلن يوم الأحد بدء تطعيم جنوده. ترى منظمة الصحة العالمية واليونيسيف أن حملة تطعيم شاملة قد تكون ضرورية في غزة. ومع ذلك، التأخير المُتكرر في وصول الإغاثة والإمدادات الإنسانية إلى هناك، بالإضافة إلى المخاطر الأمنية الكبيرة التي تُحيط بالتنقل في القطاع، يعني أن أي حملة فعالة ستكون صعبة للغاية.
أكد الجيش الإسرائيلي تعاونه مع منظمات مختلفة لتوصيل اللقاحات للفلسطينيين في غزة، مشيراً إلى إرسال حوالي 300 ألف لقاح إلى القطاع منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس في أكتوبر/تشرين الأول. يُنتقل فيروس شلل الأطفال بسهولة عن طريق ملامسة براز شخص مصاب، أو بشكل نادر عن طريق الرذاذ المتطاير عند السعال أو العطس. ويُمكن للشلل، في حالات نادرة، أن يؤدي إلى الوفاة. تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن معدلات التطعيم في غزة والضفة الغربية المحتلة كانت مثالية قبل الصراع، حيث بلغ معدل تغطية لقاح شلل الأطفال حوالي 99% في عام 2022، على الرغم من انخفاضه إلى 89% في العام الماضي وفقًا لأحدث البيانات.
ومع ذلك، بحسب وكالة الأمم المتحدة، فإن “تدمير” البنية الصحية في غزة – حيث يعمل فقط 16 مستشفى من أصل 36 جزئيًا – بالإضافة إلى “نقص الأمان، وصعوبة الوصول، والتشرد المستمر للسكان، ونقص الإمدادات الطبية، وسوء جودة المياه، وضعف الصرف الصحي” ساهمت في خفض معدلات التحصين وزيادة خطر انتشار الأمراض.
قال الدكتور ساباربيكوف إن العديد من الأشخاص يعيشون في ملاجئ تضم مرحاضًا واحدًا فقط لكل 600 شخص، وهم لا يحصلون إلا على كميات قليلة من مياه الشرب النقية. حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة يوم الخميس الماضي من “كارثة صحية” بسبب اكتشاف حالات شلل الأطفال وصفت المياه العادمة بأنها تتدفق “بين خيام مخيمات النازحين والمناطق المأهولة بالسكان”.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن وقف إطلاق النار ضروري للسماح بالتصدي للوضع بشكل فعال. وفي مقال رأي نُشر في صحيفة هآرتس يوم الثلاثاء ، دعا ثمانية أساتذة إسرائيليين في مجال الصحة العامة إلى الإجراءات ذاتها، محذرين من أن الفلسطينيين والإسرائيليين الأطفال الذين لم يكملوا جداول التطعيم يتعرضون لأكبر خطر. “نحن ندرك ما يجب فعله. يجب عمل ذلك من أجل جميع سكان المنطقة. هذا لا يتعلق بالسياسة، بل يتعلق بالصحة والحياة”، كتبوا.
