كتبت/ نجمة على

جرى الزمان بغير مشيئتي فودعت زمني..

وأنت بداخلي بالحشا وجوفي…
كجنين من دمي تتخبط..
وجرى الدمع متعثرا مجرى ملحك ومجرى دمي…
سألت زمني..
وقد أرخيت قبضتي..
كوطن لأي قبيلة أنت تنتمي..
فكل الرجال للوطن لا تنتمي ..
وجعلت من وسادتي بحرا ترسو عليها أشرعة سفينتي..
فالبحر من عيني صار مرفأك..
وقصائدي الحرة شواطئك..
وصمتي المكابد لصرختي سبب دمعتي..
شهقت وأنا بذنبي المقترف الحب أستحي..
لرب السماء رفعت يدي للمغفرة أرتجي..
غزيرة دمعاتي وكثيرة وجعاتي وسخيفة ضحكاتي..
ومالي لا أراك تستحي..
وعن عيون الراسيات تخفيني..
أذنب هو قربي ومنه تخشى سكتة أيسري..
أم نحن كفراغ في غسق الدجى إليه تلجأ..
لسنا خياما رخيصة تأوي نحيب الندم..
ولسنا بلحن طري يسهل على الكواسر خدشه..
وأغوص في وجع الفؤاد وأرتمي..
بين سطوري وأستند على أضلعي ..
وينزف قلبي متسائلا من أي زمان قد جئتني..
ولأي قبيلة أنت بربك كنت تنتمي..
وأنت لغير حضني صرت تنتمي..
ثم ركضت إليك لحالي أقتفي ..
عن مكاني عندك تقول لا تسألي..
إذ أنا الروح الراسخة الراقية النقية الباقية..
فأسخر من قولك ومن حالي ومن زمني ورذاذ أيامي..
وبذنب روحي أشي…
و بفنجان الصبر أكتفي..
اغتبتك حتى سخر المصغي مني..
علم كذبي ومراوغتي لاعترافي..
كنت أتخبط بهواك وأسمعني أفلح في شهقتي..
ظننت حالي أكرهك وكنت لجنوني من هواك أغرف..
وبحالي يوصيني…
بأن أغمض على كلي جفوني..
وشتاء الليل والبرد يقرص ذاكرتي..
فأصحو من غفلتي ونومتي وسراب ثوبي الأبيض..
والليل يسرق رقصتي…
والحناء تشاهد موكب وجعي..
والنجمة من تلك السماء لا تختفي…
تلك السماء بشعلة لاتنطفي أسميتها وطني..
عساك لقبيلتي من حروفي وكلماتي ستنتمي..وترفع رايتي وتقول لي:
” عني لا ترحلي..”
لعل انتصاري أنك عدت لي كطفل لأمه يشتكي..
لعلي من فزت وأنت لم تفز..
أظنني من نجوم الليل وضعتك بمعصمي..
و كحباب المطر رسمتك على رسغي خلخالي..
كظلي ..
ككفني..
كتطابق روحك بروحي..
كشاطئ رسوت عليه كطفلة..
لثوب أمها تحتضن..
لحصاد السنين اشتريت منجلا..
صدأ الحديد وقلبي لا يصدأ…
سلامات عليك يا روحا لربها تشكر..
يكفيني أنك ظلي باقيا..
تخليت لوجه ربي عن حضنك ..
وبعض التخلي تجلي وفي لقاء الجنة مطمعي…
هكذا عدت والحقيبة مني فاضية..
ألملم انتصاراتي وضميري يؤنبني..والنفس تلومني…
أرتب أوراقي ولكرهك سبب مازلت لا أجد..

نجمة عمر علي #تونس فلسطين