
بقلم: نجمة عمر علي
من بين أزهار الرمان، ومن بين الحطام والركام، ظهر خيط أبيض، سحبته بقوة الوجع؛ سحبته أكثر فأكثر. كان ذلك الخيط يحمل قماشاً يثير الشفقة، قماش لفّتني به أمي لأكبر فيه تسعة أشهر، ثم لأصرخ وأبصر النور فوق تراب مُخضب بدم أبي. كبرت في غرفة معتمة، ضمت صوراً لجدي وعمي وخالي وكل أهل أمي وأبي.
أمسكت بذلك الخيط، وسحبت ذكريات فرح وموت معاً، زُفّت طفولتي مع خياطة وجعي، حتى أصبحت والرغبة في اللعب داخلي تكبر، ويكبر معها ألمي.
لطيمةٌ أنا، يا من بجهودكم تنكرتم لوجعي. صنعت دميتي من خرق الزغاريد المكفنة، ومن عصا السنوار شكّلت كرسياً لعروسي. الخشب كان صلباً، يقاوم الماء، على عكس خشب السفن الراسية عند مرافئ العرب.
أنا أيضاً عربية، ارتديت فستان عرس أمي في وطني، بكل فخر ووجع.