كتبت: سماح علي حامد
أعرب السفير الإيراني لدى سوريا، حسين أكبري، عن قلق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من التطورات الأخيرة في سوريا، على الرغم من احتفائه بسقوط الرئيس السوري المعزول بشار الأسد، الذي وصفه بأنه “أحد أعدائه”. وأضاف أكبري أن القوى الجديدة التي ظهرت في سوريا قد تشكل تهديداً إضافياً لإسرائيل.
تسليم سلمي للسلطة في سوريا
كشف أكبري في اتصال متلفز على التلفزيون الإيراني الرسمي أن مجلس الوزراء السوري قرر، في جلسة عقدت مساء الأمس، تجنب المواجهات المسلحة في دمشق، والعمل على تسليم السلطة بشكل سلمي. وأكد أن رئيس الوزراء السوري أصدر بياناً دعا فيه الشعب والقوات المسلحة إلى ضبط النفس لضمان انتقال السلطة بسلام.
تحليل للوضع الداخلي والإقليمي
أوضح أكبري أن دعم الأسد لمحور المقاومة كان أحد الأسباب الرئيسية لاستهدافه. كما أشار إلى أن الأوضاع الراهنة في سوريا أفرزت اصطفافات معقدة بين القوى الشمالية والجنوبية، مما قد يحول البلاد إلى ساحة صراع بين بعض الدول العربية والإسلامية وتركيا. وحذر من أن غياب ضمانات لقيام حكومة قوية قد يؤدي إلى زعزعة استقرار البلاد وخلق تهديدات عابرة للحدود.
قلق إسرائيلي من التحولات الجديدة
رأى أكبري أن نتنياهو يعتبر الإطاحة بالأسد مكسباً شخصياً له، إلا أنه في الوقت نفسه قلق من استقرار القوى الجديدة التي قد تشكل تحدياً إضافياً لإسرائيل. وأضاف أن هذه المخاوف تعود إلى احتمال تحول سوريا إلى ساحة صراع إقليمي وغياب قيادة مركزية قادرة على إدارة البلاد بفعالية.
إيران وإرث الدعم للأسد
أكد أكبري أن إيران أنفقت مليارات الدولارات لدعم نظام الأسد منذ اندلاع الحرب الأهلية في عام 2011، مشيراً إلى أن هذا الدعم شمل نشر قوات الحرس الثوري الإيراني للحفاظ على حليفها السوري وضمان استمرار محور المقاومة في مواجهة إسرائيل ونفوذ الولايات المتحدة في المنطقة.
ردود فعل متباينة
من جهته، وصف نتنياهو الإطاحة بالأسد بأنها “يوم تاريخي”، معتبراً أنها نتيجة مباشرة للضربات الإسرائيلية ضد إيران و”حزب الله”، أبرز حلفاء الأسد. وأضاف أن سقوط النظام السوري يمثل فرصة لتقليص نفوذ إيران في المنطقة.
تحديات ما بعد الأسد
تتجه الأنظار إلى مستقبل سوريا بعد الأسد، وسط مخاوف من تصاعد الصراعات الداخلية والإقليمية. وتبقى التساؤلات قائمة حول قدرة القوى الجديدة على تحقيق الاستقرار وملء الفراغ الذي خلفه النظام السابق، في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية والإقليمية لضمان انتقال سياسي آمن ومتكامل.