
كتبت: سارة العباسي
أكد الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الشعور بالقرب من الله سبحانه وتعالى لا يُقاس بكثرة العبادات التي يؤديها الإنسان فحسب، بل يُقيّم أيضًا بمدى استمراريته عليها، وإخلاصه فيها، وصدق توجهه إلى الله عز وجل.
وقال فخر خلال حوار مع الإعلامي مهند السادات في برنامج “فتاوى الناس”، المذاع على قناة الناس، إن البعض يخلط بين أمرين مختلفين: كثرة العبادة والشعور بالقرب من الله. وأوضح أن هناك من يُجهد نفسه في العبادة، مثل الصلاة لساعات طويلة وقراءة العديد من الأجزاء من القرآن، ولكنه بعد أيام قليلة يشعر بالإرهاق ويتوقف عن العبادة. في المقابل، هناك من يداوم على أداء ركعتين خفيفتين كل ليلة في خشوع وانتظام، وهذا هو الأقرب إلى الله، استنادًا إلى قوله ﷺ: “أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل”.
وأشار إلى أن العبادة القليلة المنتظمة أفضل من الكثيرة المنقطعة، لأن الاستمرارية تدل على التوازن والاعتدال، وهو ما يحبه الله. كما أكد أن القرب من الله لا يُشترط أن يكون مرتبطًا بكثرة العمل الظاهري، بل بالإخلاص والمداومة.
وأضاف فخر: “القرب من الله شعور روحاني داخلي، يُقاس برضا القلب، وحضور النفس، ودوام التوبة، ومراقبة الله في السر والعلن”. وبيّن أن كثرة العبادة مع قلة الإخلاص قد تفسد العمل وتُوقع الإنسان في الغرور.
وتابع: “إذا أكرمك الله بكثرة العبادة فاتهم نفسك بالتقصير، لأن الله سبحانه وتعالى يستحق منا أكثر مما نعمل. اجعل همّك دوام القرب لا كثرة العمل”.