
كتب: محمد إبراهيم
أعلن اللواء الثامن، أحد أبرز الفصائل المسلحة في جنوب سوريا بقيادة أحمد العودة، حل نفسه رسميًا ووضع عناصره وتسليحه تحت تصرف وزارة الدفاع السورية، وفق ما جاء في بيان مصور تلاه الناطق باسم التشكيل العقيد محمد الحوراني، الذي أكد أن الخطوة تأتي في إطار الحرص على الوحدة الوطنية وتعزيز الأمن والاستقرار، والالتزام بسيادة الدولة السورية.
وأوضح الحوراني أن أفراد اللواء الثامن من ضباط وعناصر قرروا طي صفحة التشكيل بشكل كامل، معتبرًا أن هذه الخطوة تمثل بداية جديدة في مسيرة الوطن تحت مظلة الدولة السورية.
ويأتي هذا الإعلان بعد يومين من اضطرابات شهدتها بلدة بصرى الشام بريف درعا، وانتهت باتفاق مع وجهاء المنطقة سمح بدخول عناصر الأمن العام التابعين لوزارة الداخلية لبسط الأمن، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الرسمية (سانا).
ويُعد اللواء الثامن جزءًا من “غرفة عمليات الجنوب”، وهو ائتلاف يضم فصائل في محافظة درعا كانت بقيادة أحمد العودة، وسبق أن لعب دورًا محوريًا في دخول دمشق بعد فرار الرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر الماضي، وذلك في إطار حماية مؤسسات الدولة بعد الهجوم المباغت الذي شنته فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام من شمال البلاد، والذي انتهى بإسقاط نظام الأسد.
ورغم انضمام فصائل مسلحة إلى وزارة الدفاع السورية في أعقاب ذلك، فإن قوات أحمد العودة، بما في ذلك مجموعات اللواء الثامن، كانت قد تمسّكت سابقًا بأسلحتها ومعداتها، ورفضت الانضواء في الاجتماع الذي عقد في 25 ديسمبر الماضي برئاسة القائد الجديد أحمد الشرع، والذي شهد انضمام عدد من قادة الفصائل إلى الوزارة.
ويُنظر إلى قرار حل اللواء الثامن وتسليم مقدراته للدولة كخطوة لافتة قد تُمهّد لإعادة ضبط المشهد الأمني جنوب البلاد، في ظل مرحلة جديدة تشهدها سوريا بعد الإطاحة بالنظام السابق.