
كتب: حامد المعداوي
اختتمت في العاصمة العراقية بغداد، أعمال القمة العربية الرابعة والثلاثين، بمشاركة عدد من القادة العرب، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى جانب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز.
وركّزت القمة على التحديات الإقليمية وفي مقدمتها الحرب في غزة، حيث شدد البيان الختامي على مركزية القضية الفلسطينية كقضية الأمة، مع رفض قاطع لأي شكل من أشكال التهجير القسري للسكان.
دعوات لوقف الحرب وتقديم مساعدات عاجلة
دعا البيان الختامي إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية، إلى جانب نشر قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة، تمهيدًا لتنفيذ حل الدولتين. كما تم التأكيد على تقديم الدعم المالي والسياسي لإعادة إعمار القطاع.
السوداني يطلق “صندوق التضامن العربي” لإعمار غزة ولبنان
أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني عن تأسيس صندوق تضامن عربي لإعادة الإعمار في غزة ولبنان، بإشراف الجامعة العربية، مؤكدًا مساهمة العراق بمبلغ 40 مليون دولار مناصفة بين الدولتين.
غوتيريش: لا مبرر للعقاب الجماعي
أدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عمليات القصف الإسرائيلية على غزة، مؤكدًا أن “العقاب الجماعي لا يبرر بأي حال من الأحوال”، وداعيًا لوقف دائم لإطلاق النار، مع التشديد على أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق سلام مستدام.
مواقف دولية داعمة للفلسطينيين
من جانبه، طالب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بإنهاء “الكارثة الإنسانية” في غزة، مؤكدًا أن أعداد الضحايا غير مقبولة. بينما وصف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الجرائم بحق الفلسطينيين بأنها محاولة “لإبادتهم وإنهاء وجودهم في القطاع”.
كما دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى إطلاق عملية سياسية لتنفيذ حل الدولتين، مؤكدًا استعداده لإجراء انتخابات في الضفة وغزة فور تهيئة الظروف المناسبة.
البيان الختامي: دعم للاستقرار الإقليمي ورفض للتدخلات
شدد البيان الختامي على احترام خيارات الشعب السوري، ورفض التدخلات الخارجية، مرحبًا برفع العقوبات الأمريكية عن سوريا. كما جدد دعمه للبنان في الحفاظ على وحدته، مطالبًا إسرائيل بالانسحاب من أراضيه، والتضامن مع اليمن والسودان في الحفاظ على سيادتهما.
حضور دولي واسع وتغيّب رئيس سوريا الانتقالي
شهدت القمة مشاركة واسعة من الزعماء العرب والدوليين، بينما غاب رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع، وسط انتقادات داخلية عراقية. وترأس الوفد السوري وزير الخارجية أسعد الشيباني، الذي أكد رفض بلاده أن تكون طرفًا في محاور متصارعة.
وأعلن المغرب، خلال القمة، إعادة فتح سفارته في دمشق بعد أكثر من عقد من الإغلاق، في خطوة ترمز إلى انفتاح عربي متزايد تجاه سوريا.
بغداد ترحب بالضيوف وسط استقرار أمني ملحوظ
اتسمت الأجواء في بغداد بالهدوء خلال أيام القمة، وسط إجراءات أمنية مدروسة بعيدًا عن المظاهر المسلحة. وتزينت شوارع العاصمة بأعلام الدول العربية، في مشهد يعكس رغبة العراق في تقديم صورة إيجابية عن استقراره السياسي والأمني.