الإثنين ٢٨ يوليو ٢٠٢٥

رئيس مجلس الادارة : أحمد أحمد نور

نائب رئيس مجلس الادارة : وليد كساب

رئيس التحرير : محمد عبد العظيم

أخبار عاجلة

إلى أين تتجه الحرب بين إيران وإسرائيل؟ وهل تجاوزت فعليًا نقطة اللاعودة؟

كتب: أحمد شعبان

اندلعت مواجهة عسكرية مباشرة بين إسرائيل وإيران، هي الأشرس منذ عقود، وُصفت بأنها أولى جولات حرب إقليمية كبرى، بعد أن شنت إسرائيل هجومًا جويًا بـ200 طائرة مقاتلة على مواقع إيرانية، ردّت عليه طهران بإطلاق نحو 200 صاروخ باليستي استهدفت بها قلب إسرائيل، خاصة تل أبيب.

الهجوم الإسرائيلي ركز على منشآت نووية ومواقع عسكرية، بينما سعت إيران في ردها إلى تدمير بنى تحتية أمنية ومواقع سيادية حساسة في عمق إسرائيل.

ضربات إسرائيلية: تدمير “العقول” والمنشآت النووية

أبرز ما استهدفته الغارات الجوية الإسرائيلية كان المفاعل النووي في نطنز، والذي أظهرت صور الأقمار الصناعية من “ماكسار” تعرضه لأضرار كبيرة، ما أثار مخاوف من تسرب إشعاعي محتمل. كما شُنت ضربات على منشأة “فوردو”، لكن صور “ماكسار” لم تثبت أضرارًا واضحة بها.

ووفق تقارير متعددة، فقد اغتالت إسرائيل في الضربة الأولى عددًا من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني، بينهم اللواء حسين سلامي، والجنرال محمد باقري، إلى جانب نخبة من العلماء النوويين، في ما وصفه محللون بمحاولة “تفكيك النخبة العسكرية والعلمية الإيرانية”.

من بين العلماء المستهدفين محمد مهدي طهرانشي وفريدون عباسي، إلى جانب تسعة آخرين أكدت إسرائيل مصرعهم لاحقًا، بينهم خبراء في الفيزياء وهندسة المواد.

الرد الإيراني: صواريخ على تل أبيب ودماء في الشوارع

جاء الرد الإيراني سريعًا، بإطلاق نحو 200 صاروخ باليستي وطائرات مسيّرة استهدفت عمق الأراضي الإسرائيلية، مما أدى إلى سقوط ثلاثة قتلى على الأقل وإصابة أكثر من 160، وتدمير عشرات المباني السكنية والتجارية في تل أبيب و”ريشون لتسيون” و”رامات جان”، بحسب بيانات رسمية إسرائيلية.

كما تم استهداف مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية ومواقع عسكرية أخرى، في هجوم هو الأعنف منذ تأسيس دولة إسرائيل. وأعلنت إيران أنها حاولت تدمير أهداف عسكرية، متهمة إسرائيل بتضليل الصواريخ عبر أنظمة تشويش، ما أدى إلى سقوط بعضها في مناطق مدنية.

حرب المعلومات: الطائرات والطائرات المُسقطة

وفي مشهد نادر الحدوث، أعلنت إيران إسقاط مقاتلتين من طراز F-35 الأمريكية الصنع، وهو ما نفته إسرائيل، معتبرة أنه “محض دعاية”. كذلك أُسقطت عدة طائرات مسيرة إسرائيلية قرب الحدود الإيرانية الشمالية، وفق ما أعلنته وكالة “نور نيوز”.

أهداف استراتيجية وأضرار فادحة

إلى جانب المفاعلات النووية، قصفت إسرائيل مواقع في طهران، شيراز، تبريز، كرمنشاه، وأذربيجان الشرقية، مما أدى إلى حرائق ضخمة أبرزها في حقل بارس الجنوبي للغاز بمحافظة بوشهر، الذي يُعد أكبر حقل غاز طبيعي في العالم.

كما تضررت منشآت مدنية كبرى في طهران، بينها مطار مهرآباد، ومجمع سكني ضخم انهار بالكامل، أسفر عن مقتل عشرات المدنيين، بينهم 20 طفلًا.

في المقابل، أظهرت صور من إسرائيل دمارًا واسعًا بمناطق جنوب تل أبيب، واستمرار عمليات الإنقاذ في مواقع الضربات، في وقت ناشدت السلطات السكان بالبقاء في الملاجئ.

حرب الظل تتحول إلى مواجهة مباشرة

التوتر الطويل بين إيران وإسرائيل لطالما اتخذ طابعًا استخباراتيًا أو عبر وسطاء في دول ثالثة، لكن ما جرى هذه المرة تجاوز حدود التصعيد التقليدي، مع تهديدات صريحة من الجانبين.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صرح:

“لقد مهدنا الطريق إلى طهران… وسنضرب كل موقع وكل هدف لنظام آية الله”

أما المتحدث باسم الجيش الإيراني، فقد حمل إسرائيل مسؤولية سقوط الصواريخ في مناطق مدنية، مؤكدًا استمرار الهجمات طالما استمرت الغارات الإسرائيلية.

الارتدادات الإقليمية والدولية

الضربات لم تقف عند حدود البلدين، فقد سقطت شظايا صواريخ في الأردن أدت إلى إصابة 3 مواطنين، وأعلنت القوات المسلحة الأردنية فتح تحقيق في الحادث. كما تضررت مناطق فلسطينية نتيجة لصواريخ أُطلقت من اليمن، أسفرت عن إصابة أطفال في جنوب الضفة الغربية.

في هذا السياق، أعلن السفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكابي أنه اضطر للجوء إلى الملاجئ 5 مرات خلال الليل، مؤكدًا أن “ليلة السبت كانت واحدة من أشد الليالي في إسرائيل رعبًا منذ عقود”.

هل نحن على أعتاب حرب شاملة؟

يتصاعد القلق الدولي من انزلاق الوضع إلى حرب إقليمية شاملة، خاصة مع تبادل التهديدات وتصريحات المسؤولين عن استعداد الجانبين لجولات أخرى. كما أعلنت إيران عن امتلاك معلومات استخباراتية خطيرة عن إسرائيل وبرنامجها النووي، بينما تواصل إسرائيل عملياتها في العمق الإيراني مع دعم أمريكي واضح.

ومع استمرار إغلاق المجال الجوي الإيراني وتوقف حركة الطيران، وتواصل سقوط الصواريخ والانفجارات في تل أبيب والقدس، يبقى السؤال الأبرز: إلى أين تتجه الحرب بين إيران وإسرائيل؟ وهل تجاوزت فعليًا نقطة اللاعودة؟

عن أحمد شعبان

شاهد أيضاً

طهران تتحرك دوليًا.. دعوى أمام الأمم المتحدة لمحاسبة أمريكا على "العدوان النووي"

طهران تتحرك دوليًا.. دعوى أمام الأمم المتحدة لمحاسبة أمريكا على “العدوان النووي”

كتبت: أنوار محمد طالب علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، الولايات المتحدة بتحمل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *