هل أنتظار الموت أفضل أم الإقدام على الإنتحار ؟؟

عادل فهمي

.. وحيداً شريداً ينظر للوراء ،، متأملاً رافعاً يديه للسماء ،، متذكراً ومتمنياً يوم اللقاء ،، ناظراً لما فات ،، متخيلاً ما هو آت ،، محملاً بالعناد ،، متخلياً عن العتاد ..
وحيداً بالغرفة وهنالك من يطرق الباب ،، جالساً في الظلام ،، ناظراً إلى الأعلى ،، والآلات الصمت تعزف ألحان ،، وهنا أمتزج الصمت بالسكون مع الظلام ،، وهنالك من يطرق الباب ..

نسعى في ظلمة الدنيا رفقة الظلام ،، وآلات الصمت تعزف لنا سيمفونية الأحزان ،، وها هو الشوق يقسو علينا ليزيد الآلم ،، وأعمارنا تُسرق بحثاً عن المال ..
وحيداً شريداً أبحث عن من يحمل بيديه قلبي ،، وها أنا أشتاق لصوت أمي ،، ونفسي أتسأل هل تلك الحياة مجرد سراب ؟؟
كمن يمسك بقبضة يديه الرمال ،، أو كمن يملئ الزجاجة لعنقها بظل الظلام ،، أو كمن يبحث عن الحقيقة في كفر الخداع ،، كلئيم يظلم أقاربه لأجل المال ..
وحيداً شريداً يشعر بالخوف مما هو آت ،، يبنون القصور وهو في غيابات الجب مات ،، ولا يزال يبكي على ما فات ،، كمن كان في الغابة وحيداً يأكل النبات ،، وقبل أن يتم عامه الأول شعر بالسبات ،، وأصابته الحيرة مما هو آت ،، فما فات قد فات ويبقى ما هو آت ..

كلاً يبكي على ليلاه ،، وهو يبكي على حاله ،، وما آلت إليه أحواله ،، فهل ينظر إلى الوراء أم يستمر لإثبات الذات ؟؟
لا يعلم الغيب بشر ،، لكن للغيب مؤشرات وأحداث ،، فلا مستقبل هنا ،، ولكن للأسف لا حاضر هناك ،، فهل يبقى هنا أم يعود لهناك ؟؟
مصاعب جمة أحاطت به أثناء رحلته الشاقة ،، لكنه يبقى وحيداً شريداً ،، لا يقوى على النظر للأمام ،، فهو لا يعلم الغيب لكنه يعي الواقع ،، والواقع يشي بكل مستجد ..
جلس وحيداً شريداً يتسأل ونفسه ،، هل أنتظار الموت أفضل أم الإقدام على الإنتحار ؟؟ هل الحكمة أفضل أم المعرفة ؟؟
–
لكل فعل رد فعل ،، ولكل شيء إذا ما تم نقصان ،، لكن يبقى التساؤل ماذا ينقص رد الفعل ،، غلبه الحال فبكى ،، ونظر إلى المستقبل فأشتكى ،، فهل يبقى الحال أم ستتبدل الأحوال ،، كلاً يسعى إلى المال متجاهلاً الجمال ،، وتناسينا جميعاً أن الأمم تبنى بالأخلاق ،، فأضحينا نحيى حياة فيها الأقوال تتجرد من الأفعال ..
ماذا لو كان الأمر يتعلق بإنقاذ حياة الأخرين ،، وما بالك لو تعلق الأمر بإنقاذ المجتمع ككل ،، إن تعلق الأمر بمصحلة عامة فهي حقاً تستحق التضحية ،، فلنكافح من أجل الكل ،، قال السابقون الكل للواحد والواحد للكل ..