
كتب: محمد عبدالعظيم
حذّرت سبع وكالات تابعة للأمم المتحدة، السبت، من أن نقص الوقود في قطاع غزة بلغ مستويات حرجة، مما يهدد بتوقف شبه كامل للخدمات الإنسانية الأساسية ويعرض حياة السكان لمخاطر جسيمة.
وأكدت الوكالات، من بينها منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أن الوقود يُعد “العمود الفقري للبقاء على قيد الحياة في غزة”، ويُستخدم لتشغيل المستشفيات، وسيارات الإسعاف، ومحطات ضخ المياه، وشبكات الصرف الصحي، والمخابز، وكافة العمليات الإنسانية.
ويعاني القطاع الفلسطيني المحاصر من أزمة وقود خانقة منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023، نتيجة الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل، وما تلاه من قصف عنيف أتى على أجزاء واسعة من القطاع.
وأوضحت الوكالات أن العجز في الوقود وصل إلى نقطة حرجة، حيث أصبحت الحياة اليومية لمليوني شخص مهددة بالانهيار التام، مشيرة إلى أن السكان يعانون بالفعل من انعدام شبه تام للأمن الغذائي، وأن أي تدهور إضافي سيضع الفئات الأضعف على حافة الموت.
وفيما رحبت الوكالات بإدخال 75 ألف لتر من الوقود مؤخرًا — ولأول مرة منذ 130 يومًا — إلا أنها وصفت هذه الكمية بأنها “نقطة في بحر الاحتياج اليومي”، مؤكدة أن استمرار إيصال الوقود بكميات كافية وبشكل منتظم أمر بالغ الضرورة لإنقاذ الأرواح وتجنب كارثة إنسانية وشيكة.
وحذرت الوكالات من أنه بدون وقود، ستتوقف المخابز والمطابخ المجتمعية، وستنهار أنظمة المياه والصرف الصحي، ما سيؤدي إلى تفشي الأمراض وحرمان الأسر من المياه الآمنة، وسط تكدس النفايات والصرف الصحي في الشوارع.
وفي ختام البيان، شددت الأمم المتحدة على أن الوضع الإنساني في غزة لا يحتمل مزيدًا من التأخير، مطالبة بالسماح العاجل بإدخال الوقود لتفادي الانهيار الكامل للخدمات الإنسانية.