الخميس ٢١ أغسطس ٢٠٢٥

رئيس مجلس الادارة : أحمد أحمد نور

نائب رئيس مجلس الادارة : وليد كساب

رئيس التحرير : محمد عبد العظيم

أخبار عاجلة

“ديب سيك”: ما الذي يميز روبوت الدردشة الصيني الجديد وما الأسرار الكامنة وراءه؟

يونس عاشور – YOUNES ASHOUR

أحدث إطلاق شركة صينية ناشئة لتطبيق روبوت دردشة جديد باسم “ديب سيك” (DeepSeek)، مدعوم بتقنية الذكاء الاصطناعي، ضجة واسعة في أسواق المال والتكنولوجيا، بعدما تفوق سريعاً على تطبيق ChatGPT ليصبح التطبيق المجاني الأكثر تحميلاً على أجهزة آيفون في الولايات المتحدة. هذه الطفرة أدت إلى هزة قوية في البورصة، إذ خسرت شركة إنفيديا نحو 600 مليار دولار من قيمتها السوقية في يوم واحد، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ أسواق الأسهم الأمريكية.

ويعود سر هذه الضجة إلى أن النموذج اللغوي الكبير (LLM) الذي يغذي “ديب سيك” يقدم قدرات تحليلية تقارب تلك التي تمتلكها نماذج أمريكية متقدمة مثل o1 من “أوبن إيه آي”، لكنه يتميز بانخفاض تكاليف التدريب والتشغيل بشكل ملحوظ. فقد طوّرت الشركة نموذجها الأساسي “R1” عبر استراتيجيات تقنية قللت من الموارد الحسابية المطلوبة ومن استهلاك الذاكرة، لتخفض التكلفة إلى أقل من 6 ملايين دولار فقط، مقارنةً بما يتجاوز 100 مليون دولار لتدريب نموذج GPT-4.

ورغم الخسائر التي لحقت بإنفيديا، فإن تدريب “ديب سيك” اعتمد فعلياً على حوالي 2000 معالج رسومي من طراز H800، وهي نسخة معدلة من شريحة H100، صُممت خصيصاً لتجاوز قيود التصدير الأمريكية إلى الصين. وتشير تقارير إلى أن الشركة ربما خزّنت هذه الرقائق قبل تشديد القيود الأمريكية في أواخر 2023.

هذا النهج في تحسين الكفاءة لا يقتصر على خفض التكلفة فحسب، بل يطرح بعداً بيئياً مهماً، إذ إن تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي يستهلك كميات هائلة من الكهرباء والمياه لتبريد الخوادم. ومع تقديرات تشير إلى أن ChatGPT وحده يتسبب في أكثر من 260 طناً من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون شهرياً، فإن تقليل استهلاك الموارد قد يُحدث أثراً إيجابياً في قضية الذكاء الاصطناعي المستدام.

ويثير “ديب سيك” الانتباه أيضاً بسبب شفافيته النسبية؛ إذ نشرت الشركة “الأوزان” الخاصة بالنموذج وورقة تقنية تشرح مراحل تطويره، ما يتيح للباحثين حول العالم اختبار تقنياته وتكييفها لمهام مختلفة، خلافاً لسياسات “أوبن إيه آي” التي تُبقي تفاصيل نماذجها مغلقة. ومع ذلك، لا تزال بعض المعلومات الجوهرية مثل بيانات التدريب والشفرة المستخدمة غير معلنة بالكامل.

تأسست الشركة على يد ليانغ وينفنغ في عام 2023، ويُنظر إليه حالياً كبطل صاعد في ميدان الذكاء الاصطناعي الصيني. وبالنسبة للمحللين، فإن نجاح “ديب سيك” يثبت أنه لم يعد ضرورياً امتلاك موارد هائلة لبناء نماذج قوية، وهو ما قد يفتح الباب أمام شركات أصغر لتحدي هيمنة عمالقة التكنولوجيا الأمريكيين.

ويرى مراقبون أن ما حدث يمثل “دعوة للاستيقاظ” لقطاع التكنولوجيا الأمريكي، كما وصفه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. لكن في الوقت نفسه، قد يعود هذا التطور بالنفع على شركات مثل “إنفيديا” مستقبلاً، إذ إن انخفاض تكاليف تطوير النماذج قد يؤدي إلى توسع استخدام الذكاء الاصطناعي عالمياً وزيادة الطلب على الرقائق المتقدمة.

باختصار، يمهد “ديب سيك” لمرحلة جديدة في سباق الذكاء الاصطناعي، حيث لم تعد الكفاءة مرتبطة فقط بالقوة والموارد، بل أيضاً بالابتكار والقدرة على القيام بالكثير بأقل التكاليف.

عن عيون المجلس

شاهد أيضاً

بعد التصديق على قانون الرياضة الجديد.. ماهو مصير مجالس إدارات الأندية والاتحادات الرياضية؟

كتبت/ مروة الجبار تدور تساؤلات كثيرة حول مصير مجالس إدارات الأندية والاتحادات الرياضية الموجودة في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *