
بقلم: أحمد زكي
اسمها مديحة، ويُلقبونها بـ توحة.
فتاة صغيرة تعيش في منزلٍ متواضع مع والديها في حارة أبو زيد، وهي حارة صغيرة ضيقة، يعيش بها العديد من الأسر والعائلات التي نشأت معًا وعاشت لعقودٍ من الزمن.
وفي الحارة بعض الورش والمحلات الصغيرة لخدمة أهلها… في منطقةٍ شعبيةٍ قديمة.
والد توحة عامل باليومية، ووالدتها عاملة نظافة.
يعملان ويكدّان في حياتهما من أجل تربيتها وتعليمها.
كانت توحة فتاةً جميلةً ومحبوبةً من أهل الحارة، يعطفون عليها دائمًا ويشجعونها على تحمّل المسؤولية، ومساعدة والديها في مواجهة قسوة الحياة، والاجتهاد في دراستها لتكون لهما سندًا في كبرهما.
دارت الأيام… ولم يستطع الوالد مواصلة العمل لكبر سنه، فجلس في البيت بعدما منعته صحته من القدرة على الكسب.
وأصبحت والدتها هي العائل للأسرة، واضطرتها الظروف للعمل عملًا إضافيًا بدلًا عن زوجها لاستكمال المصروفات اللازمة للحياة وتربية ابنتهما.
ومع مرور الوقت، كبر سنها وتدهورت حالتها الصحية، فلم تعد قادرة على مواصلة المشوار.
أما توحة، فقد كبرت ونضجت وازداد جمالها.
أنهت التعليم المتوسط، وكانت تتمنى أن تكمل تعليمها، إلا أن الظروف منعتها من ذلك، وفرضت عليها أن تتحمل مسؤولية والديها مبكرًا بعدما وهنا وأصبحا جليسي البيت.
بدأ أهل الحارة بعرض إمكانياتهم لمساعدة توحة…
نادَت عليها أم محمود، وهي سيدة كبيرة تقف في محل صغير بالحارة لبيع الجبن والعيش وحلويات الأطفال، تسترزق لكسب قوت يومها.
قالت لها:
“يا بنتي، ما تيجي تقفي معايا في المحل تساعديني، وتبقي قريبة من والديك، ونسترزق مع بعضنا…”
لكن طموح توحة كان أكبر…
نادى عليها عم سيد الفران، وأبلغها أنه يريدها أن تعمل معه وتدير الحسابات في الفرن، وتبقى قريبة من أهلها وتظل وسطهم…
لكن طموح توحة كان أكبر وأبعد من حدود الحارة…
وتوالت العروض على توحة…
إلى أن…
يتبع.
قرمشة:
- كن في الحياة هادئًا، فتعطيك الحياة زخمًا، ولا تكن في الحياة صاخبًا، فتعطيك الحياة سخطًا.
- لا تقل “حظًا”، فالحظ لا يسعى إلا لمجتهد.
- لا تعش كسولًا، فالرزق يحتاج سعيًا.
إلى اللقاء،