عيون المجلس سياسية ،اقتصادية ،اجتماعية ،ليبرالية شاملة
كتبت/ زينب محمد أحمد
تصاعد الجدل في بريطانيا عقب اتهام مسؤولي الصحة بالتستر على بيانات يُعتقد أنها قد تُظهر علاقة بين لقاحات فيروس كورونا والوفيات الزائدة، وذلك بعد رفض السلطات الصحية نشر سجلات تُحدد مواعيد حصول المواطنين على اللقاحات مقارنة بتاريخ وفاتهم.
بيانات تربط لقاحات كورونا بالوفيات الزائدة
ووفقًا لما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، كانت مجموعة من 21 نائبا ونبيلًا من مختلف الأحزاب من بينهم داني كروجر وميريام كاتس، قد أعربوا العام الماضي عن قلقهم إزاء ارتفاع معدلات الوفيات الزائدة منذ عام 2020، وأشار النواب في رسالة موجهة إلى وكالة الأمن الصحي ووزارة الصحة إلى أن خرائط البيانات المتعلقة بتوقيت التطعيم حتى الوفاة تم توفيرها لشركات الأدوية، في حين لم تُنشر للعامة.
وبحسب منظمة UsForThem، التي قدمت طلبًا رسميًا لنشر البيانات بموجب قانون حرية المعلومات، فقد بررت السلطات الصحية رفضها بأن نشر هذه السجلات قد يؤدي إلى سوء تفسيرها، مما ينعكس سلبًا على ثقة الجمهور باللقاحات، كما حذرت من أن إتاحة البيانات قد تؤدي إلى الإضرار بالصحة النفسية لأسر المتوفين.
لقاحات فيروس كورونا والوفيات الزائدة
وفي قرار حديث، أيد مفوض المعلومات موقف وكالة الأمن الصحي، رافضا نشر البيانات وكانت الهيئة قد قدمت نسخة مجهّلة بالكامل من قاعدة البيانات، أكدت فيها أنها خالية من أي معلومات قد تسمح بتحديد هوية الأفراد.
من جانب آخر، أكد علماء الصحة العامة وعلماء الفيروسات مرارًا أنه لا توجد أدلة علمية تربط بين لقاحات فيروس كورونا والوفيات الزائدة، موضحين أن ارتفاعها في بعض الفترات قد يكون ناجما عن آثار الإصابة بـ فيروس كورونا على المدى الطويل، وتأثيرات الإغلاق، وتأخر تشخيص الأمراض الخطيرة نتيجة الضغط على الخدمات الصحية.
وتُظهر الأرقام الرسمية تراجعا في معدلات التطعيم بين الأطفال إلى أدنى مستوى لها منذ أكثر من عشر سنوات، إذ سجّلت بعض السلطات المحلية نسب تطعيم لا تتجاوز 60%، وبلغ معدل الإقبال على لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية في إنجلترا، خلال الربع الأخير من عام 2025، نحو 88.8% مقارنة بـ92.7% قبل عقد.
الجلطات الدماغية المرتبطة
وفي المقابل، تظهر بيانات مكتب الإحصاءات الوطنية لعام 2025 انخفاضا عاما في الوفيات، حيث سجلت إنجلترا نقصًا يبلغ 21،479 وفاة حتى نهاية سبتمبر، ولم تُسجل أي وفيات زائدة في الشهر نفسه بجميع المناطق.
وقالت منظمة الصحة العالمية مُسبقًا، أن لقاحات فيروس كورونا أنقذت نحو 475 ألف شخص في المملكة المتحدة، وأسهمت في تقليل عدد الحالات الحرجة ودخول المستشفيات، ورغم ذلك يعترف الخبراء بوجود مخاطر نادرة، مثل الجلطات الدماغية المرتبطة بلقاحَي أسترازينيكا وجونسون آند جونسون، وحالات التهاب القلب النادرة المرتبطة بلقاحَي فايزر وموديرنا.
وفي خضم الجدل، أثار الطبيب عاصم مالهوترا موجة انتقادات واسعة بعدما زعم أن اللقاحات ربما لعبت دورًا في إصابة أفراد من العائلة المالكة بالسرطان، وهي ادعاءات وصفها خبراء المناعة بأنها غير مدعومة بأي دليل علمي موثوق.
