عيون المجلس سياسية ،اقتصادية ،اجتماعية ،ليبرالية شاملة
كتبت: مروة الجبار
شهدت أزمة الحرب بين روسيا وأوكرانيا حالة من الهدوء النسبي، عقب الحديث عن تعديلات محتملة على خطة السلام الأمريكية بعد تعرضها لانتقادات تقول بأنها تميل لصالح روسيا، بحسب ما ذكره منتقدون. وفي تقرير نشرته صحيفة التليجراف البريطانية، أشارت الصحيفة إلى استعداد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للاعتراف بسيطرة روسيا على الأراضي التي استحوذت عليها خلال الحرب، بما في ذلك شبه جزيرة القرم.
وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة تستعد لتقديم اعتراف رسمي بالسيطرة الروسية على القرم ومناطق أخرى في أوكرانيا، كجزء من جهود التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب. وأوضحت الصحيفة أن ترامب أرسل مبعوثه للسلام ستيف ويتكوف وصهره جاريد كوشنر إلى موسكو لتقديم العرض مباشرة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ورجحت التليجراف أن تستمر خطة الاعتراف بسيطرة روسيا على الأراضي على الرغم من مخاوف حلفاء أوكرانيا الأوروبيين، ومعارضة البعض لمخالفتها الأعراف الدبلوماسية الأمريكية التقليدية. وقال مصدر مطلع للصحيفة إن المسؤولين الأمريكيين لا يبدون اكتراثًا بموقف أوروبا، معتبرين أن الدول الأوروبية تستطيع التصرف كما تشاء.
وأشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أن الاعتراف الأمريكي بالقرم ومنطقتي دونيتسك ولوهانسك كأراض روسية سيكون أحد المواضيع الرئيسية في المفاوضات حول خطة السلام الأمريكية. كما أعلن الكرملين أنه استلم استراتيجية مُعدلة لإنهاء الحرب بعد محادثات طارئة بين مسؤولين أوكرانيين وأمريكيين في جنيف الأسبوع الماضي.
تضمنت الخطة الأولية، التي أعدها ويتكوف بعد مناقشات مع المسؤولين الروس، 28 نقطة تتضمن اعترافًا فعليًا بسيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم ومناطق شرق دونباس، إضافة إلى الأراضي الخاضعة للسيطرة الروسية خلف خط التماس في منطقتي خيرسون وزابورجيجا، بعد أي اتفاق لوقف إطلاق النار.
وفي سياق منفصل، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال عن جهود ثلاثة رجال أعمال أمريكيين وروس لإنهاء الحرب في أوكرانيا عبر خطة يبدو ظاهرها السلام، لكنها تهدف أيضًا لتحقيق مكاسب تجارية كبيرة. وعقد الثلاثة اجتماعًا في ميامي الشهر الماضي لوضع استراتيجيات لإخراج الاقتصاد الروسي من حالة الجمود، مع منح الشركات الأمريكية فرصًا للاستثمار وتحقيق الأرباح على حساب المنافسين الأوروبيين.
واستضاف الملياردير ستيف ويتكوف الاجتماع بحضور كيريل دميترييف، رئيس صندوق الثروة السيادية الروسي، وجاريد كوشنر، حيث ناقشوا خطة للاستفادة من أصول البنك المركزي الروسي المجمدة في أوروبا، بما يتيح مشاريع استثمارية مشتركة وإعادة إعمار أوكرانيا تحت قيادة الولايات المتحدة، مع إمكانية التعاون في الثروات المعدنية للقطب الشمالي وصناعات الفضاء.
ووفقًا للصحيفة، تمثل هذه المحادثات تتويجًا لاستراتيجية الكرملين الهادفة لتجاوز جهاز الأمن القومي الأمريكي التقليدي، وإقناع الإدارة الأمريكية بالنظر إلى روسيا كفرصة اقتصادية كبيرة وليس كتهديد عسكري، بما يتيح لموسكو إعادة تشكيل الخريطة الاقتصادية لأوروبا وإحداث انقسامات بين الولايات المتحدة وحلفائها التقليديين.
