عيون المجلس سياسية ،اقتصادية ،اجتماعية ،ليبرالية شاملة
محمد أحمد
يقدم المخرج خالد دياب فيلم طلق صناعي لأول مره كمخرج سينمائي في تجربه أولي من تأليف محمد و شرين و خالد دياب و تصوير فيكتور كريدي و موسيقي تامر كراون و بطوله ماجد الكدواني و حورية فرغلي و سيد رجب و تدور أحداث الفيلم حول زوجان يحاولان الهجره إلي أمريكا و لكنهم يفشلوا مما يستدعي الزوج إلى إبتكار خطه للحصول علي التأشيرة .
في البداية لا يجب أن نغفل حجم التشابه الكبير بين الفيلم و فيلم الإرهاب و الكباب و الذي ذكره صناع الفيلم نفسه في سياق الحوار نفسه ففيلم الإرهاب و الكباب الذي كتبه وحيد حامد و أخرجه شريف عرفه و تدور أحداثه حول مواطن مصري بسيط كل حلمه أن ينقل أبناءه من مدرسه بعيده عن المنزل الي أخرى قريبه و ذهب الي مجمع التحرير ليواجه البيروقراطية ويقرر أن يواجه عن طريق الإستيلاء علي المجمع فهنا الفكره واحده و تختلف المعالجة ، فيلم الإرهاب قدم الحبكة بشكل بسيط و قابل للإقناع علي خلاف طلق صناعي الذي شعرت وأنه يفتعل الموقف ليضع بطله في ظرف معين بشكل يعيب السيناريو بشده و يضعف الحبكة الرئيسيه للفيلم .
وأيضا من عيوب السيناريو عدم رسم العلاقه بين ماجد الكدواني و حورية فرغلي بشكل جيد بل ظهرت علاقه غير سوية و أيضا من غير المنطقي ان يفعل الزوج كل هذا دون علمها و يفاجئها في السفاره بأنه يريد أن يخطط لشئ ما للهجرة إلي أمريكا في حاله الرفض مما يجعل مشهد إقناعه لها غريباً نظراً إنه من الصعب أن يفعل شئ كهذا بمفرده .
و بالرغم من سلبية جميع شخصيات السيناريو التي يقدمها كعنصر ثانوية في السفاره تفعل كل ما في وسعها لكي تهاجر و تجرب كل أشكال التحايل فهذا التصور القوى للواقع و الذي يجعلنا نضحك و لكن علي ما وصلنا إليه و نشعر بالحزن لعلمنا أن السيناريو لا يبالغ و تاكدناً من وجود تلك الشخصيات .
و لكن إستطاع خالد دياب بالتعاون مع فيكتور كريدي مدير التصوير تقديم مشهد إفتتاحي متميز جدا مشهد يصل إلي خمس دقائق بدون قطع ومتصل وهو ما يشكل صعوبه بالغة إستطاعوا تقديمها ببراعة مع حركه كاميرا متميزه مما يؤكد علي تميز مدير التصوير و ميلاد مخرج جديد .
وتأتي موسيقي تامر كرمان التي إستطاعت إضافه جو من الألفة للشخصيات مع المشاهد فكانت الموسيقي مناسبه جدا للفيلم .
ويقوم ماجد الكدواني كعادته دورا قويا جدا بأداء منفرد و متميز يثبت فيه أنه فنان متميز جدا يستطيع تقديم أدوار كثيرا بأشكال خاصه جدا به، فيقدم الكدواني أداء السهل الممتنع و يمسك بكل تفاصيل الشخصيه ليقدم أداء راقي جدا في مشهد يغلب عليه القلق و الخوف و نري تعبير الوجه الذي يقول كل شئ بلا حرف في الحوار . و أيضا نظرات العين التى يقدمها في بعض المشاهد و التى تخبرنا الكثير و ندرك أننا أمام موهبه طاغية .
حورية فرغلي و ما تقدمه من أداء ضعيف و مفتعل مثلها مثل مي كساب و التى تفتعل طريقه النطق للإنجليزية لكي تضحك المشاهد و لكن نتيجه لتقليص دور حورية أضعف من أداءها بإضافة لمشاكلها الخاصه فرأيت أداء أقل من جميع أدوارها .
محمد فراج ظهر في مشهد واحدة لكنه إستطاع إبراز مواهبه و تمكن من جور صغير و يترك بصمة في ذهن المشاهد لما بعد الفيلم
و سيد رجب والذي يقدم دور لواء للمره الثانيه بشكل مختلف عنه في فيلم القرد بيتكلم وإستطاع رسم الشخصيه و إمساك بتفاصيلها لكي لا يشعر المشاهد بالتكرار.
ولكن لا نستطيع إغفال دور الديكور و الذي كان غالب عليه الاصطناع و الإفتعاليه بشكل كبير و كان مهندس الديكور يخبرنا بأنه ديكور فكان سبب رئيسي في فصل المشاهد عن الأحداث تحديدا ديكور السفاره الخارجي الذي كان يصرخ بأنه متصور في استديو .
فيلم طلق صناعي جيد علي مستوى المضمون و الفكره و أيضا التنفيذ و لكنه ينقصه بعض الأشياء لكي ينضج لا نستطيع المقارنة بفيلم اشتباك لمحمد دياب و لكن نستطيع أن نقول أن فيلم طلق صناعي كوميدي و خفيف .
