بقلم تغريد نظيف
اطفال الشوارع يجدون في الشارع مأوي لهم بديل لبيوت بأبواب وجدران تحميهم بدون رعاية او إشراف. أكثر طموحهم أن يمر يومهم بدون مشاكل, يعانون من إضطرابات نفسية وسلوكهم عدواني لإعتقادهم ان البقاء للأقوى, لديهم طاقة هدامة تؤثرعلى سلامة المجتمع. ينتهج طريقة الإستعطاف او يرهب المارة كوسيلة للحصول على المال.
ونحن من ساعدنا علي إنتشارهم وزيادتهم وذلك عندما يتسول من أجل المال فنعطيه بسرعة قبل ان تلامس يده القذرة ملابسنا او خوفا ان يخطف منا شئ ويجري. ايضا إصرار السايس لركن السيارة في بعض المواقف بالبلطجة ونرضي خوفا من رد فعله سواء بالألفاظ النابية او أي شئ. والكثير من هذه الأمثلة تقابلنا ولا نستطع فعل شئ لهم غير أننا نرضخ بالموافقة علي طلباتهم لأنهم غير مرغوب فيهم بسبب مظهرهم العام وسلوكهم وأصبحوا فريسة في يد القسوة والاهمال.
أطفال الشوارع قنابل موقوتة إنفجرت ووجدنا الكثير من أعمال التخريب بالوطن يكونوا هم العضو الرئيس فيها, أصبحوا أدوات في أيدي أعداء الوطن. ومنهم من لجأ إلى التجارة الممنوعة مثل المخدرات. فهم يعيشوا بيننا إما جواسيس او إرهابيين اومخربين, وستزيد الجريمة بالشارع بسببهم. والخوف ان نصل لحال ما نسمعه عن شوارع شيكاغو فبرغم جمالها لكنها مشهورة برائحة الدم من كثرة الجرائم بها.
وعندما يتقدم بهم العمر سيفترشون الأرصفة ومن الممكن موتهم متأثرين بعوامل الطقس البارد ووقتها سنلقي اللوم علي الحكومة للإهمال في حق المسنين بالشوارع. أي أنه هناك تقصير في جميع الاحوال لتلك الظاهرة إما في الحاضر او المستقبل.
علي النقيض في بعض الدول نجحت فى تحويل تلك المأساة إلى إنجاز مشرف مثل البرازيل فالرئيس السابق “لويس إيناسيو” كان ماسح أحذية وشهدت بلاده علي يده تطورات لم تشهدها من قبل.
وقد عرضت السينما المصرية مشاكلهم في بعض الأفلام مثل فيلم ياسمين والخطايا والعفاريت. وايضا أغنية بتاعير للمطرب احمد سعد وكلماتها القوية التي أنجزت التعبيرعن مأساتهم.
والسؤال هنا لماذا الي الان لم يتم عمل اي خطة من الجهات المعنية لعلاج هذه المشكلة الضخمة المتزايدة والتي تهدد الأمن القومي لبلادنا؟ إنهم مدينون لهم بالاعتذار لتقصيرهم في حل مشكلتهم.
وهل لو تم عمل فرق إنقاذ لنقلهم الي دور الرعاية سيجدون بالفعل الرعاية المطلوبة هناك؟ وخصوصا إنهم يحتاجون الي برامج مخصصة لهم لإعادة تأهيلهم و تنميتهم فكريا واجتماعيا وأخلاقيا وتنمية قدراتهم البشرية. فلقد سمعنا في الاِّونة الأخيرة أن في بعض دورالإيتام ضعف في برامجها وعدم وجود كوادر متخصصة في الإشراف عليهم وغياب الرقابة الفعلية وهروب الاطفال منها والأزمات المادية التي تمربها وعدم وجود مشاريع إستثمارية تنفق على الدور وأبنائها.
إن الدولة مسؤولة عن رعاية الأطفال الذين لا يعرف لهم أهل سواء كانوا يتامى أو لقطاء أو تركوا بيوتهم نتيجة لأي سبب قاسي.. والدولة هنا يمثلها ولي الأمر بكل محافظة فهم من رعاياه وكل راع مسؤول عن رعيته.
ومن هنا أناشد السيد الرئيس السيسي كما تبني ملف ذوي الإحتياجات الخاصة ان يتبني هذا الملف، ويعالج مشكلة أولاد الشوارع والأيتام بشكل عام لنستفيد من تلك الطاقات لنخرج لمجتمعنا ملائكة وليس شياطين فهم زهور الغد.