https://www.amyandthegreatworld.com/2024/11/4vqwrmasvod .. الاستيلاء على مالطا
وفي 9 يونيو ظهر الأسطول الفرنسي إزاء سواحل مالطا، وكانت حكومة الإدارة قد قدمت رشوة لرئيس جماعة فرسان مالطا وذوي الشأن فيهم لتكون مقاومتهم شكلية ونتيجة لهذا استولى الفرنسيون على الحصن المنيع الممول جيدا في هذه الجزيرة بسهولة ولم يفقدوا في سبيله سوى ثلاثة رجال• وتأخر نابليون في الجزيرة أسبوعا ليعيد تنظيم إدارة الجزيرة على نمط الإدارة الفرنسية وكان ألفريد ده ڤينه Alfred de Vigne – الذي سيصبح شاعرا فيما بعد – يومئذ في الثانية من عمره، وقد قدموه لنابليون، فرفعه وقبله، وقال ألفريد – فيما بعد – عندما أنزلني بعناية إلى سطح السفينة، كان قد كسب إلى جانبه، عبداً آخر يضاف إلى عبيده. وعلى أيه حال فإن نابليون ذلك الرجل الشبيه بالإله عانى دوار البحر طوال فترة الإبحار إلى الإسكندرية تقريبا، وفي هذه الأثناء درس القرآن.
http://www.manambato.com/f4g4ni0z الأسطول الإنجليزي يراقب الحملة
وعلى الرغم من السرية التامة التي أحاطت بتحركات الحملة الفرنسية وبوجهتها فإن أخبارها تسربت إلى بريطانيا العدو اللدود لفرنسا، وبدأ الأسطول البريطاني يراقب الملاحة في البحر المتوسط، واستطاع نيلسون قائد الأسطول الوصول إلى ميناء الإسكندرية قبل وصول الحملة الفرنسية بثلاثة أيام، وأرسل بعثة صغيرة للتفاهم مع السيد محمد كريم حاكم المدينة وإخباره أنهم حضروا للتفتيش عن الفرنسيين الذين خرجوا بحملة كبيرة وقد يهاجمون الإسكندرية التي لن تتمكن من دفعها ومقاومتها، لكن السيد محمد كريم ظن أن الأمر خدعة من جانب الإنجليز لاحتلال المدينة تحت دعوى مساعدة المصريين لصد الفرنسيين، وأغلظ القول للبعثة فعرضت أن يقف الأسطول البريطاني في عرض البحر لملاقاة الحملة الفرنسية وأنه ربما يحتاج للتموين بالماء والزاد في مقابل دفع الثمن، لكن السلطات رفضت هذا الطلب لتترك الاسطول الإنجليزي للمواجهة مع الحملة في معركة أبي قير البحرية والتي انتهت بتدمير قطع الاسطول الفرنسي لتترك الحملة في مصر بلا اتصال بفرنسا
https://hoteligy.com/blog/uncategorized/aid9fhkg6m وتَوقُّع بريطانيا أن تكون وجهة الحملة الفرنسية إلى مصر العثمانية دليلٌ على عزمها على اقتسام مناطق النفوذ في العالم العربي وتسابقهما في اختيار أهم المناطق تأثيرا فيه، لتكون مركز ثقل السيادة والانطلاق منه إلى بقية المنطقة العربية، ولم يكن هناك دولة أفضل من مصر لتحقيق هذا الغرض الاستعماري.
Purchase Ambien Cr Online وصول الحملة للإسكندرية
وقد وصل الأسطول الفرنسي غرب الإسكندرية عند أبو قير في أول يوليو 1798، وبادر بإنزال قواته ليلاً على البر ثم سير جيشاً إلى الإسكندرية، وأنزلت المراكب الحربية الفرنسية، ونجحت في احتلال المدينة في 2 يوليو 1798م بعد مقاومة من جانب أهلها وحاكمها السيد محمد كريم دامت ساعات وظل يتقهقر ثم اعتصم بقلعة قايتباى ومعه مجموعة من المقاتلين، وأخيراً أستسلم وكف عن القتال، ولم يكن بد من التسليم ودخل نابليون المدينة، وأعلن بها الأمان. وفى 6 سبتمبر 1798 اصدر نابليون بونابرت أمرا بتنفيذ عقوبة الإعدام على السيد محمد كريم “بميدان الرميلة” رميا بالرصاص في القاهرة. ووجّه نابليون في اليوم ذاته نداءً إلى الشعب المصري، وأصدرت الحملة نداء إلى الشعب بالهدوء والتعاون وأن نابليون قد اعتنق الإسلام وأصبح صديق وحامي الإسلام. وراح نابليون يذيع منشورا على أهالي مصر تحدث فيه عن سبب قدومه لغزو بلادهم وهو تخليص مصر من طغيان البكوات المماليك الذين يتسلطون في البلاد المصرية، وأكد في منشوره على احترامه للإسلام والمسلمين، وبدأ المنشور بالشهادتين وحرص على إظهار إسلامه وإسلام جنده، وشرع يسوق الأدلة والبراهين على صحة دعواه، وأن الفرنساوية هم أيضا مسلمون مخلصون، فقال: “إنهم قد نزلوا روما وخربوا فيها كرسي البابا الذي كان دائما يحث المسيحيين على محاربة المسلمين”، وأنهم قد قصدوا مالطة وطردوا منها فرسان القديس يوحنا الذين كانوا يعتقدون أن الله يطلب منهم مقاتلة المسلمين
وبهذا يكون قد استولى نابليون على أغنى إقليم في الدولة العثمانية وطبقاً للبروباجندا الحربية ادعى أنه “صديقاً للسلطان العثماني” وادعى أيضا أنه قدم إلى مصر “للاقتصاص من المماليك” لا غير، باعتبارهم أعداء السلطان، وأعداء الشعب المصري وهذه رسالة نابليون بونابرت الذي دعاه المؤرخين المسلمين الجنرال علي إلى شعب مصر:
https://www.dirndl-rocker.at/?hev=zpdo5da1ye9 ”بسم الله الرحمن الرحيم، لا اله الا الله وحده ولا شريك له في ملكه
ايها المشايخ والأئمة…قولوا لأمتكم ان الفرنساوية هم أيضاً مسلمون مخلصون وإثبات ذلك انهم قد نزلوا في روما الكبرى وخرّبوا فيها كرسي البابا الذي كان دائماً يحّث النصارى على محاربة الإسلام، ثم قصدوا جزيرة مالطا وطردوا منها الكوالليرية الذين كانوا يزعمون ان الله يطلب منهم مقاتلة المسلمين، ومع ذلك فإن الفرنساوية في كل وقت من الأوقات صاروا محبين مخلصين لحضرة السلطان العثماني..أدام الله ملكه…أدام الله إجلال السلطان العثماني أدام الله إجلال العسكر الفرنساوي لعن الله المماليك وأصلح حال الأمة المصرية.
https://www.winkgo.com/zd0145bwsqt وأدرك نابليون قيمة الروابط التاريخية الدينية التي تجمع بين المصريين والعثمانيين تحت لواء الخلافة الإسلامية فحرص ألا يبدو في صورة المعتدي على حقوق السلطان العثماني فعمل على إقناع المصريين بأن الفرنسيين هم أصدقاء السلطان العثماني، غير أن هذه السياسة المخادعة التي أراد نابليون أن يخدع بها المصريين ويكرس احتلاله للبلاد فلم ينخدعوا بها وقاوموا الاحتلال.
الطريق إلى القاهرة
معركة الأهرام، لويس فرانسوا، البارون لوجين، 1808.
وفي مساء يوم 3 يوليو 1798 م زحفت الحملة على القاهرة، وسلكت طريقين أحدهما بري وسلكته الحملة الرئيسية؛ حيث تسير من الإسكندرية إلى دمنهور فالرحمانية، فشبراخيت، فأم دينار (على مسافة 15 ميلاً من الجيزة)، وأما الطريق الآخر فبحري وتسلكه سفن الأسطول الخفيفة في فرع رشيد لتقابل الحملة البرية قرب القاهرة. وتكشف وثائق عن توصيف دقيق بقلم نابليون نفسه لبعض المعارك الحربية مثل معركة الرحمانية( رقم4626 بتاريخ20 يوليو1799) ولم يكن طريق الحملة سهلاً إلى القاهرة فقد لقي جندها ألوانا من المشقة والجهد، وقابلت مقاومة من قبل أهالي البلاد؛ فوقعت في 13 يوليو 1798 م أول موقعة بحرية بين سفن المماليك والفرنسيين عند شبراخيت، وكان جموع الأهالي من الفلاحين يهاجمون الأسطول الفرنسي من الشاطئين غير أن الأسلحة الحديثة التي كان يمتلكها الأسطول الفرنسي حسمت المعركة لصالحه، واضطر “مراد بك” قائد المماليك إلى التقهقر إلى القاهرة.
ثم التقى “مراد بك” بالفرنسيين عند منطقة إمبابة في 21 يوليو 1798 م في معركة أطلق عليها الفرنسيون معركة الأهرام، وهناك قال لجنوده (إن كان لنا أن نثق في ذاكرة نابليون): “إن أربعين قرنا تتطلع إليكم”
ومرة أخرى واجه الفرنسيون هذا الهجوم بطلقات المدافع والبنادق والحراب المثبتة فقتل سبعون فرنسياً وألفٌ وخمسمائة مملوك، وغرق كثيرون منهم في النيل في أثناء هروبهم الطائش، وفي 22 يوليو أرسلت السلطات العثمانية في القاهرة مفاتيح المدينة إلى نابليون مما يعني الاستسلام، وفي 24 يوليو دخل نابليون المدينة البهية من غير أن يواجه مقاومة.
وبالرغم من أن القوات المصرية كانت كبيرة لكن تسليحها لا يضاهي التسليح الفرنسي الحديث؛ فلقيت هزيمة كبيرة وفر “مراد بك” ومن بقي معه من المماليك إلى الصعيد، وكذلك فعل شيخ البلد “إبراهيم بك”، وأصبحت القاهرة بدون حامية، وسرت في الناس موجة من الرعب والهلع خوفًا من الفرنسيين.
نابليون في القاهرة
رسم لنابليون أمام أبو الهول بريشة جان ليون جيروم، القرن التاسع عشر.
دخل نابليون مدينة القاهرة تحوطه قواته من كل جانب، وفي عزمه توطيد احتلاله للبلاد بإظهار الود للمصريين وبإقامة علاقة صداقة مع الدولة العثمانية، وباحترام عقائد أهالي البلاد والمحافظة على تقاليدهم وعاداتهم؛ حتى يتمكن من إنشاء القاعدة العسكرية، وتحويل مصر إلى مستعمرة قوية يمكنه منها توجيه ضربات قوية إلى الإمبراطورية البريطانية.
وفي اليوم الثاني لدخوله القاهرة وهو الموافق 25 يوليو 1798 م أنشأ نابليون ديوان القاهرة وهو ديواناً استشارياً من تسعة من كبار المشايخ والعلماء ويرأسه الشيخ عبد الله الشرقاوي. لحكم مدينة القاهرة، وتعيين رؤساء الموظفين، غير أن هذا الديوان لم يتمتع بالسلطة النهائية في أي أمر من الأمور، وحتى نعرف غرض نابليون من هذا الديوان يظهر في وصيته لكليبر التي يقول فيها (إذا أردت أن تحكم مصر طويلا فعليك باحترام مشاعر الناس الدينية واحترام حرمات منازلهم) كما كان الغرض من مجلس القاهرة هو تفعيل الحياة المدنية بالمفهوم الحديث ومشاركتها جنبا إلى جنب مع الإدارة والسلطات الحاكمة في البلاد، وهو أحد الأفكار الهامة التي صاحبت الثورة الفرنسية من ضرورة تفعيل دور المجتمع والمشاركة المجتمعية في الإدارة والحكم، وهو قائم على أفكار المفكر والعالم الاجتماعى جان جاك روسو ونظريته المعروفة باسم نظرية العقد الاجتماعى والتي تقوم على أن العلاقة بين الإدارة والشعب تقوم على وجود عقد افتراضى بين الشعب من ناحية والحاكم والإدارة، التي من مقتضياتها زيادة المشاركة المجتمعية في الإدارة والحكم، وبالتالى فقد كانت المجالس النيابية هي إحدى المقتضيات الأساسية والمفردات الدارجة بشكل أساسا والتي واكبت الفترة ابان الثورة الفرنسية وما واكبها من أفكار وحراك فكرى وسياسى في فرنسا وفي كثير من دول العالم فيما بعد، ومن الجدير بالذكر وجود وثيقة رقم3618 بتاريخ 4 نوفمبر1798 يوقع فيها بونابرت علي قرار عسكري بأن تدفع فرنسا رواتب شيوخ الديوان، وهم الشيخ إسماعيل البراوي والشيخ يوسف الموصلي والشيخ عبد الوهاب الشبراوي والشيخ سليمان الجوسقي والشيخ أحمد الشرقاوي. ويبدو أن هؤلاء لم يكونوا قد انضموا إلي علماء الديوان في تكوينه الأول.
ومن القاهرة أصدر أوامره بأن تدار أمور مصر عن طريق دواوين عربية مكونة من المشايخ والعلماء يكون لها رأياً استشارياً للإدارة، لتعاون الإدارة في الحكم وهو انعكاس للأفكار الفرنسية والتي واكبت الثورة الفرنسية وكان لها صدى كبير في فرنسا في حينه واستمر فيما بعد وكان بداية المشاركة المجتمعية في الحكم في فرنسا والعالم.
ومنع جنوده من السلب والنهب وحمى حقوق الملكية الموجودة والذي تثبته عشرات الرسائل والأوامر بإعدام المجرمين وقطاع الطرق في القاهرة، وأيضا إعدام جنود فرنسيين ثبت إجرامهم في حق الأهالي، لكنه استمر في تحصيل الضرائب التي فرضها المماليك الغزاة على أهل البلاد لتمويل جيشه، وجلس مع الزعماء المحليين واعترف باحترامه للشعائر الإسلامية وإعجابه بالفن الإسلامي، وشهد ألا إله إلا الله،أصبح نابليون بونابرت حاكما مسلما اسمه “بونابردي باشا”، وكان يطلق عليه المسلمون اسم علي نابليون بونابرت، وكان يتجوّل وهو مرتدي الملابس الشرقية والعمامة والجلباب. وكان يتردد إلى المسجد في أيام الجمعة ويسهم بالشعائر الدينية التقليدية بالصلاة، وطلب مساعدة المسلمين له ليعم الرخاء والازدهار مصر، وعقد اجتماعاً مع علماء الحملة لوضع الخطط للقضاء على الطاعون وإدخال صناعات جديدة وتطوير نظم التعليم المصري وتحسين القوانين المعمول بها، وإنشاء خدمات بريدية ونظام مواصلات، وإصلاح الترع وضبط الري وربط النيل بالبحر الأحمر.
وفي يوليو سنة 1799م نظم المعهد العلمي المصري من علماء مصر وعلماء الحملة، وكان العلماء هم الذين أعدوا الأربعة والعشرين مجلداً ضخماً التي مولتها ونشرتها الحكومة الفرنسية بعنوان وصف مصر (1809-1828) Description de L`Egypte، وأحد هؤلاء العلماء لا نعرف إلا أن اسمه بوشار وجد في سنة 1799 في مدينة تبعد عن الإسكندرية ثلاثين ميلاً حجر رشيد عليه نقوش بلغتين وثلاثة خطوط (الهيروغليفية والديموطيقية واليونانية القديمة) وقد مكنت هذه الكتابات توما يونج (Thomas Young) عام 1814م وجان – فرنسوا شامبليون عام 1821م من وضع أسس منهج ترجمة النصوص الهيروغليفية ففتحوا بذلك أمام أوروبا “الحديثة” أبواب حضارة مصر القديمة المركبة والناضجة بشكل يدعو إلى الدهشة، و بذلك يكون اكتشاف حجر رشيد من أهم النتائج العلمية لحملة نابليون على مصر .