الجمعة ١٨ أكتوبر ٢٠٢٤

رئيس مجلس الادارة : أحمد أحمد نور

نائب رئيس مجلس الادارة : وليد كساب

رئيس التحرير : محمد عبد العظيم

أخبار عاجلة

نحن نستطيع . فقد قهرنا المستحيل .. بس أموت وأعرف المستحيل كان ممشى البلد دى إزاى ؟!

 

ريهام عبدالفتاح

.. لا شك اننا في وقت عصيب من تاريخ هذه البلد…لا شك اننا جميعا أغنياء وفقراء ومتوسطي الحال…نئن تحت وطأة الغلاء والارتفاع الجنوني للاسعار الذي لم نعد نميز اذا كان فعلا نتيجة انخفاض بل انهيار سعر العملة المحلية امام الدولار ام نتيجة لارتفاع سعر مستلزمات الانتاج الزراعي والصناعي ام ان السبب هو جشع البعض بل العديد ممن في يدهم اقوات الشعب ومحاولتهم جني الارباح الطائلة حتي وان كان ذلك علي حساب مواطنيهم المطحونين علي كل الاصعدة !  اذا نحن امام وضع شديد التعقيد من عدم مناسبة الاجور في الوقت الراهن وزيادتها مستقبلا امام هذا الجنون الرسمي في اسعار السلع الاستهلاكية التي قاربت زيادتها ال 80% واوشكت علي ان تصبح الزيادة في بعضها 100% في فترة لا تتجاوز الثلاثة أشهر.. ورغم هذا الا اني أؤمن ان اي وضع مهما بلغ من السوء والتردي يجب ان يكون له بعض السمات الايجابية ..وهذا الايمان يوازيه في القوة ايماني بان الانسان لا يستطيع ابدا مواجهة المواقف والاوضاع والنتائج السيئة الا بمواجهة اسبابها ومحاصرتها والالتزام بتغيير النهج والنسق الذي ادي به الي مثل هذه النتائج المحزنة.. فمثلا لا شك اننا تحولنا عبر العقود الماضية الي شعب مستهلك من الدرجة الاولي الممتازة .. بل وصل بنا عدم الوعي وسوء التقدير الي استيراد بعضا مما ننتجه.  وانحسرت الصناعات اليدوية والبسيطة ..واختفي الصانع ابن الصانع والتاجر ابن التاجر والحرفي ابن الحرفي. وبقى فقط وبكل أسف الكلب إبن الكلب  ! والحرامى ابن الحرامى  !  فضلا عن اولئك الفلاحين الذين تنازلوا عن ما كان اجدادهم يتمنون الحصول عليه ولو بشق الانفس من اراض مقابل بناء علب الطوب الاحمر الدميمة التي تقف بلا حياء فوق اراضي كنا نسميها في الماضي ارضنا الزراعية الخصيبة.. بل وقاربت تلك الام التي تصنع لاولادها الطعام والحلويات والعصائر والمربات علي الانقراض مقابل ظهور الام التي تدس في جيوب الابناء المال ليشتروا به ما يريدون معتقدة انها تشتري راحتها وهي في حقيقة الامر تشتري السموم التي تحشو بها اجساد ابنائها ثم تشكو من ضعف مناعتهم وهزالهم واصابتهم بامراض السمنة والحركة.. نعم نحن كل ذلك يا سادة .. تحولنا الي عوالة بعد ان كنا سلة غلال العالم …الدولة الاكثر غزارة في الانتاج الزراعي وسط الدول العربية يحظر استيراد مزروعتها لاسباب التلوث وسوء التخزين وعدم الالتزام بالمواصفات.. اذا اي نتائج كنا نتوقع بعد كل ذلك؟!! كل ذلك وانا لم اتعرض اطلاقا للفساد الحكومي والاداري الذي ترعرع فيه الفسدة من العاملين بأجهزة الدولة. ربما لانني اكثر اهتماما بفساد الامة علي كافة مستوياتها وامارس دائما تأمل الرغبة في المقاومة والكف عن هذا الفساد المجتمعي من عدمه .. تلك كانت ربما بعضا من اسباب معانتنا اليوم.. اذا اي ايجابية اتحدث عنها وسط هذا الخضم من الانهيارات. نعم لاشئ في الدنيا يُحمل علي وجه واحد. اري اليوم مقاطعة لبعض اصحاب المحلات الجشعيين.. بل وبدات تنتشر دعاوي مقاطعة تبدو خافتة احيانا لبعض السلع المغالي في سعرها…المح ترشيدا في الاستهلاك رغما عن انف الجميع. اسمع مناقشات بين زملاء العمل عن بدائل لسلع لها مثيل محلي وانه من الاولي ان ندعم المنتج الوطني في مقابل الاجنبي..فربما شجع ذلك الصناع  المصريين علي زيادة انتاجيتهم والتوسع في الصناعة بل وتطويرها اذا وجدوا مردودا لذلك..والاقبال علي الجيد ربما يشجع السيئ ان يحذوا حذوه ويقتدي به. ربما!! وبدأت بعض الامهات – لا اتحدث طبعا عن هؤلاء اللاتي لا زلن يعشن في اللالا لاند- بعد ان فشل بعضهن في ادارة الحياة اليومية بنفس الميزانية المتاحة . في اللجوء الي البدائل المنزلية وخفض معدلات استهلاك الحلويات والعصائر والجاهز من الوجبات وبدأت وصفات صناعة اللانشون وحلوي المولد وكريمة الشوكلا بل والخبز في المنزل تتداول بين صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لمساعدة البعض في تخفيض تكلفة الاشياء بدلا من الامتناع عنها. ورغم ان البعض قد يعتبر ذلك تقشفا وضنكاَ. الا انني نظرا لممارستي كل ذلك منذ ان اراد الله لي ان اصبح اما. اراه عين العقل وخطوات متأخرة في الرجوع الي الاصل والوضع الصحيح.. فضلا عن ادراك قيمة الفكر الجمعي واتحاد بعض المواطنين الذين تكثر اعدادهم مع الوقت تجاه الغلاء والمنتفعين من وراءه.. نحن لن نتوقف عن الشراء ولا ادعو لمقاطعة كل شيء كما يردد البعض.. حنقاطع ايه ولا ايه؟!ة بل ادعو للاتحاد تجاه الجشع والتجربه خير دليل. فدعونا نجرب الامتناع عن شراء سلعة ما لوقت معين علي ان يلتزم عدد كبير منا بذلك وفي محافظات ومدن كثيرة…او اتفاق سكان حي ما علي مقاطعة المتجر المغالي في اسعاره .. جربوا. فقط جربوا..فمنذ ست سنوات اتفقت ارادة عدد كبير من هذه الامة – ربما لاسباب مختلفة- علي تحقيق مطلب معين كان قبلها بيومين ضربا من ضروب المستحيل والخيال..ولكن اتفاقهم واصرارهم ووقوفوهم صفا واحدا ومواجهة كل شئ مهما عظم دون الرجوع نحو تحقيق الغاية . جعلت المستحيل محققا وممكنا!!! بل وقذفت بالمستحيل واولاده الاثنين  خلف القضبان! ويبقي في النهاية السؤال الأكثر الحاحا لدي الجميع. اموت واعرف هو المستحيل البرنس ده  ..  كان ممشيها ازاي؟!!

عن عيون المجلس

شاهد أيضاً

وزير الدفاع الإسرائيلي يؤكد: نلاحق قادة حماس واحتمال مقتل السنوار مرتفع

وزير الدفاع الإسرائيلي يؤكد: نلاحق قادة حماس واحتمال مقتل السنوار مرتفع

وزير الدفاع الإسرائيلي يؤكد: نلاحق قادة حماس واحتمال مقتل السنوار مرتفع كتبت: سماح علي حامد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *