https://www.therealitytv.com/oswray4qg عادل فهمى
https://crockatinneyguesthouse.com/kuvplqw
.. بحثت كثيراً عن المقدمة ،، نقبت كثيراً عن البداية ،، حاولت مراراً وتكراراً معرفة من أين تُأكل الكتف ؟؟
وأخيراً كانت المقدمة ،، فكانت بدايتي ” إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ” ..
–
نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا ،، تدهورت الأخلاق وأنحدرت القيم ،، فتفشى الجهل وأنتشر الفساد ،، وكل ذالك كان بأيدينا ..
فهل أختفى الخير منا ؟؟ وهل مات الحب فينا ؟؟
الفعل ورد الفعل ،، فماذا إذ خلت ؟؟
–
لا خير في قوم ليسوا بناصحين ،، ولا خير في قوم لا يحبهم الناصحين ،، ولأنها خلت لم تعد النصيحة إلا بالشماتة ،، خيرا تقدم شرا تلاقي ،، فلم يعد الخير عربون للمودة والحب بل أضحى عربون للغدر والغش والخداع ،، فمن تقدم له الخير اليوم يقدم لك الشر غداً ،، ألم أبدئها بـ ” إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ” ..
بأيدينا لا بأيدي غيرنا ،، بأفعالنا لا بأفعال غيرنا ،، التخاذل والتواطئ والتراخي والسلبية ،، فالفاسد والمفسد يجد من يقف بجانبه ،، وأما عن الحق فيبدو بأنه قد مات فينا ،، فأضحى الخير سذاجة وأما عن الشر فحدث ولا حرج ..
–
أختلطت الأوراق فتبدلت الأدوار ،، فالحق بلا قوة ضعف ،، وأضحى الظلم ظلمات ..
ظلم بلا حدود ،، ومكان الحق محدود ،، وأضحينا جميعا في طريقنا المسدود ،، مكبلين جميعاً بذات القيود ،، ولم يعد ليأسنا حدود ،، فالأمل لم يعد موجود ،، والحلم راح بلا عود ،، وأما عن المستقبل فحدث ولا حرج ..
–
بين الظاهر والباطن تختفي الحقيقة ،، فبين الظواهر والبواطن علاقة متشابكة تتشبع بالنقيض ،، فالأمر وعكسه كالفعل وضده وبينهما تختفي الحقائق ..
فلتبح بما في سريرة نفسك سواء أحبك الناس أم ذموك ،، سواء كانوا بجوارك أم خانوك ..
فأغلب الأوطان مزقتها قلة غوغاء ،، ودمرت أوطاني بأيدي السفهاء ،، روح الأوطان تجمدت بأيدي العملاء ،، والناس فيها صعقوا من برد الشتاء ،، وسواد الليل أقل سوادً من ملابس النساء ،، ودموع الوطن باتت تسيل كالدماء ،، والجرح لم يعد يشفيه الدعاء ..
–
الإختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ،، أما في أوطاننا فهو يفسد له ألف قضية ،، وكون الحوار يؤدي إلى إزكاء الأفكار وتنميتها والتقريب بين القلوب ،، علاوة على أنه دليل واضح على المرونة وقبول الأخر ،، علاوة على أن النقاش الإيجابي يتبلور في الإنصات للأخر والإنصات له وتفنيد كل أدلته والإسهام في تصحيح الخطأ ،، فالضرورة تحتم عليك أن تكن مستمع بارع قبل أن تكن متحدث بارع ،، ودوماً لابد وأن يلتزم كلاً منا بالفصل بين الفكرة وصاحبها ..
لو أتفقت الأذواق لبارات السلع ،، ومن ثم عليك بأن تميز بين النقاش وتبادل الآراء ،، ولتضع نصب عينك بأن الإيمان بالمبدأ أهم من المبدأ ذاته ،، ولتميز بين التمسك بالرأي والإستبداد بالرأي ،، فلتنتفي ولتنتقي عباراتك وجملك ولتتجنب الإستهزاء بالأخر ..
فتش عن الحقيقة ،، ولتبحث عن الحق ،، ولتحاول أن تميز بين الحق والباطل ،، ولتتذكر جيداً بأنها .. إذا خليت خُربت ..