رئيس مجلس الادارة : أحمد أحمد نور

نائب رئيس مجلس الادارة : وليد كساب

رئيس التحرير : محمد عبد العظيم

الجزء الرابع من قصة نجمة عمر علي “الغرف الفارغة”

في السطور التالية يمكنكم قراءة الجزء الرابع من قصة “الغرف الفارغة” للكاتبة نجمة عمر علي التي تنشر حصريا عبر جريدة عيون المجلس:

تمطر الحروف وأكتب بضمير الغائبة، فقررت الكتابة بضمير المتكلم، الأنا النازفة. مللنا النزيف حتى ملت الموت منا، فمللنا البقاء على قيد الحياة ببلادة في الغرف المظلمة الفارغة. الغرفة باردة، جدرانها المتقشرة وكأنها تشربت دموعي على الوسادة الخالية. مواء القطة لا يسكت وصوتها يزعجني، وذلك الغبي في مكان ما يثير جنون لهفتي.

انقطع فجأة المواء، فحاولت النزول من فراشي المتجلد لأرى خطبها، لكن الظهر التصق بتلك الأعمدة الحديدية الأربعة، وغزت الثلوج الحجرات الأربعة. هطل مطر غزير أتى على كل الشوق فجرفه، وانحنى الفؤاد انحناء العاصفة الهوجاء المتكررة. برد بلا صقيع، أنفاس تتلاحق على نفس الوتيرة.

نواح خافت مؤلم تلفظه أمواج الحنين، ويغرق الليل في قصة وكتاب. ولا أحد يدري كيف ومتى وإلى أين يمضي. ركبنا قطارًا لا أحد فيه يعرف غيره، نتحدث لغة لا يفهمها غيرنا، لغة صامتة متأججة. شعور فظيع بالرغبة في كل شيء. طفح الكيل من البكاء الشديد وطفح كيلي من مواء القطة المدللة. لا أدري لماذا لا أجرؤ على ركلها وطردها بعيدًا. لا أستطيع أن أكره، أحب أن أكره رائحة العودة من الحرب. أمقت ذلك الخندق الذي يضم أنفاسه.

يرغب في الموت بطلًا بعيدًا عني. ماذا لو أنني أحمل بندقيتي وكفني وأدس في جيب معطفي الكافور والمسك؟ الحرب تسلب كل شيء منا، كل شيء يخيفنا. وتطلق البنادق المستوردة العنبر مشتعلا، والحنين يتبعثر مع كل رجفة وخفقة. لعنة الحرب ولعنة الموت أخف وطأة من لعنة البعد والشوق والاحتياج المرير لكل شيء.

سمعت في تلك الغرفة نواحًا خافتًا، صوت انبعث من الحشا. في جوفي أنياب تنهش جدار المعدة وكأنها سكاكين تنغرس ببطء وتنغرس أكثر وأكثر. أحاول شحذ همتي للتخلص من ذلك الوجع الدفين فلا أقدر. كانت أول مرة أحتاج وجه أمي بعد كل الصبر. تمطر منذ الصباح.

تندب السماء حظنا في الحب. تحمل عنا الغيوم وطأة البعد وتتسلل رمال الصحراء للغرفة الفارغة فتغرق في الشمس وتحترق الستائر وتشتعل نيران الصمت. نصنع من الرماد لغة، نستسلم لعشوائية الصدف ونرتكب جريمة الحياة بإخلاص ونطبق على طريقتنا طقوس الغرام ونوهم أنفسنا باللامبالاة. ننصاع للجنون ونقنع أنفسنا بأننا لا نرتكب الذنب. وأسارع لارتداء جلباب القاضية غير المذنبة وأسلم مصيري للعبة لا أفقه قوانينها. لعبة القدر، أحاول أن أفهم.

هنا ينتهي الجزء الثالث من قصة “الغرف الفارغة” للكاتبة نجمة عمر علي، وسبق أن نشرت الكتابة نجمة عمر الجزء الأول والثاني من قصتها عبر موقع جريدة عيون المجلس ويمكنك قرائته من هنا:

قصة الغرف الفارغة ” 1 “

إليكم.. الجزء الثاني  من قصة نجمة عمر”الغرف الفارغة”

إقرأ الآن.. الجزء الثالث من قصة “الغرف الفارغة” للكاتبة نجمة عمر علي

عن أحمد شعبان

شاهد أيضاً

أزمة جديدة لحسن شاكوش: إيقاف عن العمل وتحقيق بسبب فيديو مسيء

أزمة جديدة لحسن شاكوش: إيقاف عن العمل وتحقيق بسبب فيديو مسيء

كتبت: مروة الجبار أعلن الفنان مصطفى كامل، نقيب المهن الموسيقية، عن تحويل المطرب حسن شاكوش …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *