عيون المجلس سياسية ،اقتصادية ،اجتماعية ،ليبرالية شاملة
تنشر لكم جريدة عيون المجلس الجزء التاسع من القصة المنتظرة “الغرف الفارغة” للكاتبة نجمة عمر علي.
في ليلة مظلمة، صوت بكاء يعم الأجواء، فتوجهت نحو البحر لمواساة أعماقه. كان البحر بأمواجه الصاخبة يطرق أبواب الغرف العشر. المفتاح كان في صندوق خشبي بفندق عتيق في ردهة فارغة، وعون الاستقبال يراقب الصندوق كأنه حارس كنز من عهد الفراعنة، مستعيناً بلعنة وطلاسم مومياء القرن.
كانت الليلة غريبة، كل الأبواب تطرق وكل الأقفال ترتجف برداً وعطشاً لنهايات سعيدة. القلم غرق في الحبر، وبصمات الأصابع تلطخ بياض الصفحات. الضيف يثير الرعب في الرواق المظلم، فهو يجسد الغرق والموت وطوق النجاة بحفنة من الحروف الموروثة من ألف ليلة وليلة وغابة “بياض الثلج والأقزام السبعة” و”سندريلا” و”الأميرة والوحش” و”ليلى والذئب”.
ذكريات الطفولة والمراهقة تتزاحم. الصمت يخنق الزائر، وملك بلا تاج يزأر في غابة من وحوش الوطن المهجور. قذائف منطفئة تنشر ألعاباً نارية احتفالاً بالعيد. ضحكات الطفولة مبتورة، لا تصل عنان الزمان المتعفن بأكوام من القوانين البائدة. تفقير وتجويع وتهجير من مرفأ السفن الغارقة إلى خلجان الأسماك الملقاة على عتبات البحار السبعة. أسطورة اسمها وطن، أنفاس تصعد من جوف الحوت برائحة العنبر.
المسك ختام كل البدايات، هكذا كنت أعتقد. الحنظل من بعدك، ومرار الفقد أضناني. بداية كانت شبيهة بحلمي، وقع القلب أسيراً خلف حدود الشام. بريئة أنا وقلمي من زنزانة الحب. كرسي الاعتراف كان كرسي الإعدام، حبل المشنقة كطلب للموت الرحيم. العراق نصبت خيمة العزاء بعد شنق المجيد حتى الموت. هواجس النفاق تحوم حول المعاهدات، سير ذاتية في قبو الأرشيف لا تعنيني. غريبة هي الروح في وطن بألغام تنسف الحرية. كبلوا حقنا في البقاء، لجموا صوت النداء. أغثني وعد قبل أن أستقيل من وظيفة العشق.
سبات عميق كما في الكهف، ربما كان رابع كلبهم أو خامسهم باسطاً يديه. نتقلب على الجمر صمتاً. سرمدية العشق تتقيأ صبراً، كفن وعود عنبر وسهم مسموم. هكذا كان الطرق عنيفاً على أبواب الغرف الفارغة. صوت نحيب الأرملة المعنفة، عكاز جدي أكله نمل الخشب.
ماتت جدتي وتزوج جدي وطردت الدخيلة أمي. خرجت السجينة من الغرفة الفارغة، وسكن القلق حجرات القلب الأربعة. تجشأت السطور لحناً وبيتا من الشعر وقافية وربع قصيدة. أنجبت القطة دزينة أخرى وعادت تموء أمام باب المسجد. توبة.
هنا ينتهي الجزء العاشر من قصة “الغرف الفارغة” للكاتبة نجمة عمر علي، وسبق أن نشرت الكتابة نجمة عمر الجزء الأول والثاني من قصتها عبر موقع جريدة عيون المجلس ويمكنك قرائته من هنا:
إليكم.. الجزء الثاني من قصة نجمة عمر”الغرف الفارغة”إقرأ الآن..
الجزء الثالث من قصة “الغرف الفارغة” للكاتبة نجمة عمر علي
الجزء الرابع من قصة نجمة عمر علي “الغرف الفارغة”
إليكم الجزء الخامس من قصة نجمة عمر ” الغرف الفارغة “
إليكم الجزء السادس من قصة نجمة عمر ” الغرف الفارغه “
جزء جديد سابع من الغرف الفارغة قصة نجمة عمر علي
