الجمعة ٢٠ سبتمبر ٢٠٢٤

رئيس مجلس الادارة : أحمد أحمد نور

نائب رئيس مجلس الادارة : وليد كساب

رئيس التحرير : محمد عبد العظيم

أخبار عاجلة

بليغ حمدي ووردة وقصة إنتاج أغاني النصر في حرب أكتوبر 1973

عقب اندلاع حرب أكتوبر عام 1973، شهدت مصر فترة من التعبئة الوطنية حيث كانت الأغاني الوطنية تلهب حماس الشعب والجنود على حد سواء. في هذا السياق، لعب بليغ حمدي دوراً محورياً في إنتاج بعض الأغاني الوطنية الأكثر شهرة، والتي أصبحت رموزاً لهذه الحقبة.

بليغ حمدي وإنتاج أغاني النصر في حرب أكتوبر 1973

في عصر يوم 6 أكتوبر 1973، توجه بليغ حمدي والفنانة الكبيرة أميرة الغناء العربي وردة إلى مبنى الإذاعة والتليفزيون، برفقة الشاعر عبد الرحيم منصور. كان الهدف هو إنتاج أغاني وطنية تواكب الأحداث الجارية وتدعم الروح المعنوية للشعب المصري والجيش.

التحديات والرفض:

عند وصولهم إلى مبنى الإذاعة، منعهم الأمن من الدخول بسبب الظروف الأمنية الصارمة الناتجة عن اندلاع الحرب. لم يستسلم بليغ لهذه العراقيل، بل أصر على الدخول للتعبير عن حبه لبلده. طلب بليغ من الأمن الاتصال بوجدي الحكيم، المسؤول في الإذاعة، الذي حاول بدوره شرح الموقف، مؤكداً أن الحرب قد بدأت ولا يمكن دخول أحد.

رغم ذلك، كان لبليغ رأي آخر. بليغ، بشغفه وإصراره، هدد بتحرير محضر ضد الإدارة لرفضهم السماح له بغناء لأجل بلده. أمام هذا الإصرار، استجاب بابا شارو، مدير الإذاعة، وسمح لهم بالدخول.

الإنتاج تحت الضغوط:

لكن المشكلة لم تتوقف هنا؛ إذ لم تكن هناك ميزانية متاحة لإنتاج أغاني جديدة. قرر بليغ تحمل كافة المصاريف بنفسه، وكتب إقراراً بذلك. استدعى أحمد فؤاد حسن، قائد الفرقة الماسية، والذي وافق على تقديم خدماته بدون أجر، كما فعل الشاعر عبد الرحيم منصور.

بدأ بليغ بتلحين الأغنية الأولى “بسم الله”، وانتهى منها عند مغرب يوم 6 أكتوبر. نظراً لحظر التجوال، لم يتمكن الكورال من الحضور، فجمع بليغ جميع العاملين في المبنى، بما في ذلك الفراشين وعمال الشاي، وقام بتحفيظهم اللحن. بحلول منتصف الليل، كان بليغ يسجل الأغنية، التي سمعها بابا شارو في فجر يوم 7 أكتوبر، مندهشاً من العمل الرائع الذي تم إنجازه في وقت قصير. أُذيعت الأغنية صباح يوم 7 أكتوبر كأول أغنية جديدة عن حرب أكتوبر.

الخلفية التاريخية والفنية:

بليغ حمدي، واحد من أبرز الملحنين في تاريخ الموسيقى العربية، كان معروفاً بشغفه الوطني وإبداعه الموسيقي. ساهم بليغ في إحياء الروح الوطنية عبر ألحانه، وخاصة خلال فترة حرب أكتوبر. أغانيه مثل “بسم الله” و”أنا على الربابة بغني” أصبحت أيقونات للمرحلة، تعبر عن الشجاعة والتضحية والنصر.

وردة الجزائرية، التي كانت رمزاً للفن الراقي والصوت العذب، شاركت بليغ في هذه الرحلة الوطنية، مقدمة صوتها الجميل لتعبر عن مشاعر الوطن والانتماء.

تأثير الأغاني الوطنية:

هذه الأغاني لم تكن مجرد ألحان وكلمات، بل كانت رسائل تحمل في طياتها معاني الصمود والتحدي. ساهمت في رفع الروح المعنوية للجنود والشعب على حد سواء، وكانت جزءاً من الأدوات الإعلامية التي استخدمتها مصر لتعزيز وحدتها وقوتها خلال الحرب.

عن أحمد شعبان

شاهد أيضاً

رحلت اليوم عن عالمنا الفنانة القديرة ناهد رشدى

رحلت اليوم عن عالمنا الفنانة القديرة ناهد رشدى

كتبت/ هاجر الديب لا تزال أصداء خبر وفاة الفنانة ناهد رشدى متواترة في الوسط الفني، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *