..نتفق اننا جميعا اصبحنا نتابع ونبحث عن السياسه ونفتي إن صح التعبير , نبدي آراءنا في كل وسائل المتاحة لنا على سبيل المثال: من خلال برامج التواصل الاجتماعي ك فيسبوك , تويتر وغيره الكثير .. نعم هناك آراء اتفق معها وأخرى أعارضها فهذا بالنهاية حق مشروع لي أمارسه من خلال التعبير عن رأي وعن توجهاتي ,, ولكن أصبح الوضع تخبط لا إدلاء رأي فالكل قام يتحدث ويتحدث للأسف البعض لا يفقه ماذا يقول ؟ ومثلا : يقوم الآن بعض الأشخاص المدعين السياسة بتدشين اسم أي حزب قاموا بتأليف اسمه من وحيهم وضم اكبر عدد من الاشخاص الغير مثقفين سياسياً والذين لم يكن لديهم الخبرة في العمل الحزبي او السياسي ويبدءوا في نشر “الفتي” السياسي ، واصبحوا يقارنون أنفسهم برجال السياسة الفعليين على ارض الواقع الذين هم الآن اقل بكثير من صانعي الفتاوى السياسية والهراءات الفارغة … هؤلاء المدعين بالسياسة قد تركوا اعمالهم والبعض تخلى عن مهنته فقط ليكون “ناشطًً سياسي .. لو أن كل شخص التفت فقط إلى ما يجيده أو التفت فقط إلى العمل المنوط به لأصبح حالنا أفضل بكثير، أعني لو أن المهندس اختص بعمله الذي يجيده وصرف عليه جل وقته ولم ينشغل بأمر آخر، والطبيب فعل ذات الأمر والكاتب البسيط في الوزارة عمل ذات العمل، والتاجر انصرف لعمله الذي يجيده بالتجارة، والرسام انصرف لعمله فقط، والشيخ قعد فى الجامع بتاعه .وفني الكهرباء أعطى عمله كل حقه، لكان الإنجاز لدينا في البلاد يفوق حتى أفضل الدول الغربية المتقدمة، ولأصبحت لدينا صناعة حقيقية قائمة على التنمية البشرية، ولكن للأسف، وهو الأمر الذي كشفته وسائل التواصل الاجتماعي، أن الغالبية يتعاطون السياسة ويفهمون فيها بل ويفتون حولها ويحللون وينظرون بل ويتخذون مواقف، ويطالبون الحكومة بأن تؤدي عملها على أكمل وجه، ويطالبون الساسة في المجلس وخارج المجلس بأن يقوموا من أعمالهم ويحسنوا من مستوى أدائهم، وأغلبهم، أعني أغلب هؤلاء «المتسيسين» من المعلقين ممن ينتقدون الحكومة والمجلس أو أي سلطة أخرى أو جهة هم أنفسهم لا يعطون أعمالهم حقها الكامل، سواء كان موظفا في قطاع حكومي أو خاص وتجده حتى ربما لا يتقن عمله المناط به ومع هذا ينتقد هذه الجهة ويمطر تلك الجهة بآلاف الانتقادات عبر التغريدات وهو الذي لو بحثت وراءه لوجدته بلا انتاجية حقيقية . مشكلة هؤلاء «المتسيسين» أعني ممن يتعاطون السياسية ليلا ونهارا لا يتقنون عملهم الذي يتقاضون نظيره راتبا من جهة عملهم، سواء كان فني كهرباء أو طبيبا أو مهندسا أو محاميا أو غيرهم من المهنيين، وتجدهم يدخلون السياسة في تغريداتهم في كل شيء. هؤلاء الأغلبية من «المتسيسين» قلبوا كل شيء سياسية، ولكن أحدا منهم لم يلتفت إلى عمله الحقيقي «اللي ياكل منه عيش»، فبدأوا يتحولون لساسة صباحا ومساء وحتى ساعات الفجر الأولى. نعم من حقك أن تطرح رأيك مرة أو مرتين، بل من حقك أن تطرح رأيك في أي قضية تريد فهذا حق خالص كفله لك الدستور بل كفله لك الحق الإنساني، أما أنك تصبحنا بسياسة وتمسينا بسياسة وأنت « مقصر في عملك » فهنا الكارثة، أنت لم تؤد عملك المناط بك، لم تؤد ما هو مفروض عليك أن تؤديه ومع هذا تتحدث منتقدا وزيرا أو نائبا أو سياسيا هذا الفعل ليس سياسة، وليس حرية رأي أيضا، بل هو تناقض صارخ، أنت لا تؤدي عملك وتريد أن تنصح الحكومة أو المجلس أو حتى حكومة دولة أخرى بان تؤدي عملها، بل وتطرح لها الخيارات من وجهة نظرك، وأنت «منتدب» أو «مضبط نفسك» في مقر عملك، ولا تؤدي عملك، هنا أنت ظلمت بلدك قبل أن تظلم نفسك. فبرأيكم هل اصبحت السياسه هوايه من لا هوايه له ؟ ام هي موجه انقدنا اليها وستنتهي قريبا . ؟
https://www.aascend.org/?p=x3vn522gh29