الإثنين ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤

رئيس مجلس الادارة : أحمد أحمد نور

نائب رئيس مجلس الادارة : وليد كساب

رئيس التحرير : محمد عبد العظيم

أخبار عاجلة

إليكم الجزء الثالث من قصة نجمة عمر “ذاكرة الغائبين: نحن”

ننشر لكم الجزء الثاني من قصة نجمة عمر "ذاكرة الغائبين: نحن"
ننشر لكم الجزء الثاني من قصة نجمة عمر “ذاكرة الغائبين: نحن”

تنشر لكم جريدة عيون المجلس الجزء الثالث من قصة “ذاكرة الغائبين: نحن” للكاتبة نجمة عمر علي.

فتت الشوق الذاكرة لفتات يقتات عليه الفؤاد المغمور صبراً. كان المسار للبوصلة يحتاج بحاراً قد مارس من قبل فن الغوص في أعماق الذاكرة. كان الأمر بسيطاً والجزيرة المنشودة بعيدة جداً والموج صاخب يلطم وجنتي الانتظار. قلب لطيم صار القلب من بعدك، هكذا لم يعد الأمر بسيطاً.

كانت لمحة اغتالت صمت الترقب. مالي ومال فعل الاغتيال! وكأني صريعة مغتالة لا أقوى على التلاشي والاندثار. أتمنى التلاشي بطريقة مختصرة تقودني الرياح بعدها لأحضان مطر غزير، فأنا الغيمة الماطرة المغتالة في ليل طويل.

تداعى صوتي للنواح وقيل عنه فخم في الإلقاء. هل سمعت صوتاً يناديك من خلف المرايا وهمساً يدغدغ اللفظ المبتكر؟ حروف كعجين من صلصال وشكل من أشكال العتاب كان غيابي. غياب كان كالرمح الذي أجدت تصويبه نحو قلب يرتجي سلامك. سلام عليك أينما حللت وأينما كنت وأينما ماذا؟ والخوف يقتلع الهدوء من رئتيّ. تلزمني رئتاك لألفظ أنفاسي.

أختنق. أعد الأيام بقلة حيلتي وهواني. ماذا لو أنك… لا، لا أستطيع مواصلة التفكير. قل أنك على عهدك ما استطعت، وأنك وحيد. تسعدني وحدة لياليك لأني المؤنسة لك بضمير، ويسعدني دمعك لأني الكاظمة لشجن غرورك. كيف آل المطاف لهنا والهنا عصف يأكل صبري وغيرة تنهش فؤادي المحترق.

أتنفس. ألوذ بالفرار للسطور وأغرق في الحبر طوعاً وأرسم بريشة من ضلع مكسور، وأدونك تاريخاً وحبيباً محظوراً. ممنوع من كل قصيد بلقب مأجور ومسكون بروح العلياء ومكبل بسطور خرساء وخارطة طريق محكومة بالشنق ومستعمر ومستوطن. وطن محتل والمحتل مقبور. البعد حرب، والحرب معافرة للمجهول، والسلام غصن من شجر الزيتون، وأنت كفني وشجني وفرحتي المختصرة لسجوني.

سجين القوافي والقفل من سلسال الياسمين، والقدم تتزين بخلخال، والحرف يتقيد بموال، والبداية أنت والخواتيم بالأعمال. تشبع روحك من فتات قلبي المزروع في وطن قرير غرير مغرورق من الحنين، وتجوع روحي ومنك لا تشبع، وتلوم سؤالي وجنون غيرتي. لعل موتك يشبع أنيني وأتدثرك دمعاً. الأقل وجعاً البكاء في وطن محكم الإغلاق. لعله العدل أن أحيا على ذكراك وأنت تموت، أو العكس أن تحيا أنت وأنا أموت. الخوف أن لا أكون ضمن ذاكرة الغائبين. يا فاقد شرعية الغياب وملكية شرعية، والحصاد في حقل سنابله جفت وحباتها يبست.

حتى الحصاد لفظ مسروق يرهق تفكيري. تنهش الحيرة أجوبة بارة بلهيب متأجج وسطوري برد وسلام. كلمات تتشابه تزيد الطين بلة، على قول الجدة فلا تبالي. خذ ما تشاء ولا تعد من الأشياء شيئاً فالقلب مزدحم ويعج بالأنين، وأخشى أن تعيد آهة تقسم ظهر الأسير. لا تعد من آهات السنين آهة، فالصمت بات لا يحتمل التأجيل وفي الصمت سكوت فخم يغنينا عن الصراخ الآثم. لعل الصمت وقار، والكلام تيه وفوضى لقول بلا ترتيب. لا ترتبني واجعلني الفوضى في عقلك، فحضوري ضجيج. لعلك تنسى اسمي يوماً وحجتك أنك بلغت من الكبر والهم عتياً، ولكن النسيان لن يكون نعمة لأنك ستنسى ما كان لا يجدر به أن يُنسى.

هنا ينتهي الجزء الثاني من قصة الكاتبة نجمة عمر “ذاكرة الغائبين: نحن” ومن الجدير بالذكر أن الكاتبة نجمة عمر قد نشرت في عيون المجلس من قبل قصتين وهما “الغرف الفارغة” و”القاضية المذنبة“.

يمكنك قراءة الجزء الأول من هنا

عن أحمد شعبان

شاهد أيضاً

رحلت اليوم عن عالمنا الفنانة القديرة ناهد رشدى

رحلت اليوم عن عالمنا الفنانة القديرة ناهد رشدى

كتبت/ هاجر الديب لا تزال أصداء خبر وفاة الفنانة ناهد رشدى متواترة في الوسط الفني، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *