البيئة المدرسية أصبحت طاردة للطلاب .. وماذا عن هذه البيئة نفسها ؟! وماهى أخبار المثلث التعليمى ؟

سعيد ناصف

.. فى مجال البحث عن أسباب تردى المنظومة التعليمية . وتأخر ترتيب مصر عالمياً وعربياً  فى تقييم التعليم بها .. نفحص وندرس عدة جوانب للقصور فى كافة أرجاء المنظومة ..  وبعيداً عن حال المعلم . والهيئات التعليمية وممارساتها السطحية وتعاطيها مع مشاكل التعليم  . فإننا يمكن أن نتناول  جانب قد يبدو بسيطاً رغم أن على جانب كبير من الخطورة والأهمية ..  ذلكم ياسادة .. غياب الطلبة عن الفصول .. وتفشى ظاهرة الغياب   نعم فقد انتشرت ظاهرة الغياب في المدارس ، وهي أيام ما قبل الإجازات وما بعدها وبداية كل فصل دراسي
وما قبل الامتحانات والاختبارات ، ولمعرفة أسباب هذه الظاهرة  وبحث المشكلة ومعالجتها والحد من انتشارها كان لجريدة عيون المجلس لقاء مع أحد مديري المدارس
ما هي أسباب ظاهرة الغياب في المدارس قبل الإجازات وما بعدها ؟
* البيئة المدرسية التي وللأسف أصبحت طاردة  .. كانت الإجابة صادمة ومفاجئة !  بيئة المدارس طاردة ؟! كيف يكون ذلك ؟  بنوع من التفكير الهادئ والمتأمل لأحوال مدارسنا اليوم وأمس .. سنكتشف عدة حقائق ..  مدارس الأمس . ذات أثاث مدرسى وسبورات معدة للكتابة عليها . وطباشير ألوان ( لا تتعجب فإنها قد تبدو بديهيات ولكنها أصبحت اليوم خيال !! )  أضف لذلك معلم بالزى الرسمى الكامل مستعد لبذل كل غال ورخيص لتوصيل المعلومه للطالب الجالس أمامه .. مع زمن للحصة الواحدة لايقل عن 45 دقيقة وليس 20 أو 25 كما هو الحال اليوم ..  مع كل ذلك عدم وجود مايسمى بالدرس الخصوصى . فالتعليم يكون داخل الفصل فقط ..  واليوم ماهو الحال ؟ وكيف تحولت تلك البيئة لطاردة للطلبة ؟ نعم  . هاكم الإجابة بصراحة ودون مواربة . لايوجد أثاث بالفصول . ولو وجد فهو قديم متهالك غير صالح للإستعمال الآدمى . ولا يوجد مدرس بالمعنى المفهوم . فهو شاب أو رجل أو حتى سيدة أكل عليه الدهر وشرب يلعن يوم تعيينه فى تلك المنظومة لأنه لايجد قوت يومه ولا يستطيع توفير الحد الأدنى من الحياة الكريمة لأهل بيته .. إلا بطريق واحد وهو السنتر الخارجى والدرس الخصوصى .. فكيف إذاً سيؤدى مهام عمله ؟ والطالب يعلم جيداً ذلك وأن المدرسة ليست ذات تأثير فى أى جانب من جوانب حياته الدراسية .. لذلك ماعلينا منها . ونتقابل فى السنتر يا مستر  !!  ونعود للحديث الأكليشهاتى للمدير المظلوم … وعند سؤاله كيف نعالج هذا الغياب المستشرى فى الفصول والمدارس .. قال … هناك عدة نقاط منها ؛

* وضع جدول للتقويم والاختبارات قبل الإجازات لضمان عدم غياب الطلاب
* اتخاذ الإجراءات النظامية بحق كل من يصرح أو يلمح للطلاب من المنتسبين لهيئة تدريس المدرسة بعدم أهمية الأسابيع التي تسبق أو تلحق الإجازات   ..  شكرا سيادة المدير ..
كما كان لجريدة عيون المجلس لقاء آخر مع أحد مديري المدارس الابتدائية
ووجهنا إليه السؤال التالي
ماهي أسباب ظاهرة الغياب في المدارس ماقبل الإجازات ومابعدها ؟
ظاهرة غياب الطلاب أصبحت ثقافية مجتمعية انتشرت بين الطلاب وأيدها أولياء الأمور واستسلمت لها المدرسة مرغمة في قبول الواقع الذي أصبح ظاهرة ولعل من أبرز أسبابها
* كثرة الإجازات الرسمية داخل العام الدراسي
* عدم تعاون أولياء الأمور مع المدرسة وحث أبنائهم على الالتزام بالحضور
*ضعف الأنظمة فنحن في المدارس الابتدائية من خلال التقويم المستمر لا يوجد فصل للطالب المتغيب .
ماهو الحل في نظركم ؟
* وضع جدول للتقويم في الأسبوع قبل الإجازات
* تقديم برامج تربوية وترفيهية لإيجاد بيئة مدرسية جاذبة للطلاب
* التواصل مع أولياء الأمور من خلال رسائل المحمول لتذكيرهم وتنبيههم بأهمية حضور أبنائهم وعدم الغياب
كذلك كان لنا لقاء مع مدير مجمع مدارس
ظاهرة الغياب برأيي لا تأتي من فراغ فالمسئولية مشتركة بين جميع الأطراف فإذا توانت المدرسة عن دورها في الإرشاد والتوجيه والمحاسبة أصبحت هي السبب الأول في ظهور المشكلة لأن الطالب وولى أمره يعلمون أن هناك هيبة لمن يطبق الأنظمة
ويعملون ألف حساب قبل الأقدام على أي تصرف يسبب لهم الإحراج والمسؤولية
الظروف الاجتماعية للطلاب العوز الفقر التدليع الزايد ظروف الأسرة الطارئة وفاة قريب السفر الولائم المفاجئة مرض أحد الوالدين أو الطالب
ماهو الحل في نظرك لهذه الظاهرة ؟ 
الرفقة لها دور بالسلب والإيجاب الحل الأمثل هو توعية وتنمية المراقبة الذاتية لدى النشء بحيث تكثف من قبل الاخصائيين الاجتماعيين والنفسيين وينبه على الطالب بعاقبة تكرار التغيب والتواصل مع الأسرة كتابياً و هاتفياً وعقد مجالس الأمناء ومناقشتهم وأخذ آرائهم والحل الأمثل لهذه الظاهرة وتكاتف الجهود سوف تتقلص هذه الظاهرة

كما تحدث لنا احد الطلاب .
يرجع سبب ظاهرة الغياب لدي الطلاب قبل الإجازات وبعدها لعدم وجود المعلمين والمعلمات في هذه الفترة لإعطاء الحصص على أكمل وجه ونظراً لكثرة الغياب لهم فيضطر الطلاب والطالبات للغياب لان اليوم بالكامل يضيع من دون الاستفادة منه .
كذلك قمنا بلقاء مع ولي أمر طالب
قال السبب في ذلك نقص الوعي بأهمية الانتظام خلال الأسابيع المهمة لدى بعض أولياء الأمور وكذلك عدم التشديد على حضور المعلمين والمعلمات والسماح لهم بالإجازات في هذه الفترة مما يؤثر على المستوي التحصيلي للطلاب والطالبات
كما كان لنا لقاء مع ولية أمر طالب وطالبة .
أهم طرق العلاج
* زيادة الوعي بأهمية الالتزام بالانضباط في الحضور خلال الأسابيع وكذلك توعية أولياء الأمور
* ضبط حضور  المعلمين والمعلمات بمنع قبول الإجازات في هذه الفترة والسماح بذلك قبل الإجازات الاضطرارية وكذلك التزام الإجازة المرضية بالشروط الموضوعة
* أعداد خطة المدرسة بحيث يتم استغلال الوقت من أول يوم دراسي وعدم إضاعته حتى لا يسمح للطلاب فرصة للغياب بعد الإصابة بالملل لكثرة وقت الفراغ وعدم استغلاله بما هو مفيد
* تهيئة الجو التعليمي المناسب لاستغلال طاقات الطلاب فيما هو مفيد . .. أخيراً نستطيع القول بأريحية أن تلك المشكلة وإن بدت بسيطة إلا أنها ذات تأثير قوى وعظيم الأهمية فى فعاليات التعليم . فكما نعلم جميعاً أن أضلاع المثلث التعليمى الثلاثة هى المعلم والطالب والمدرسة .. فإذا تهاوى أحد أضلاع المثلث فإن المثلث كله يتهاوى .. وحيث أن ضلع المعلم تعبان والمدرسة خربان فمابالكم دام فضلكم  بالضلع الثالث وهو الطالب ؟  أكيد حيكون بعافية هو كمان ومش حيفكر يروح المدرسة الخربانه دى !  ونحن إذ نوجه الإهتمام ونلفت النظر  .. نتعشم خيراً فى قادم الأيام  جايز المثلث يتظبط … !