
كتبت: مروة الجبار
أعربت منسقة الأمم المتحدة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية في السودان، كليمنتاين نكويتا-سلامي، عن “الجزع والقلق الشديد” إزاء التقارير التي تفيد بقيام قوات تابعة لقوات الدعم السريع بشن هجمات منسقة برية وجوية على مخيمي زمزم وأبوشوك للنازحين، بالإضافة إلى مدينة الفاشر في شمال دارفور.
وأكدت الأمم المتحدة مقتل ما لا يقل عن تسعة عاملين إنسانيين تابعين لمنظمة دولية غير حكومية، خلال تشغيلهم أحد المراكز الصحية القليلة المتبقية في المنطقة، وسط مخاوف من أن تكون الحصيلة أكبر بكثير، إذ يُعتقد أن أكثر من 100 شخص قد قُتلوا في الهجوم، من بينهم أكثر من 20 طفلاً، بحسب ما أفاد به موقع أخبار الأمم المتحدة.
وفي بيان رسمي، أدانت نكويتا-سلامي هذا التصعيد “المميت وغير المقبول”، واعتبرته حلقة جديدة في سلسلة “الهجمات الوحشية” التي تستهدف النازحين وعمال الإغاثة منذ اندلاع الصراع في السودان، مؤكدة ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات.
وأوضحت أن مخيمي زمزم وأبوشوك يُعدان من أكبر مراكز النزوح في دارفور، حيث يأويان أكثر من 700 ألف شخص، معظمهم فرّوا من موجات عنف متكررة على مدى السنوات الماضية. وأشارت إلى أن كثيراً من هذه العائلات نزحت أكثر من مرة، وتجد نفسها مجدداً محاصرة وسط المعارك، دون ملاذ آمن تلجأ إليه. وشددت على أن “هذا الأمر يجب أن يتوقف الآن”، مطالبة بتأمين ممرات آمنة للمدنيين الفارين من مناطق القتال.
وأكدت المسؤولة الأممية أن هذه الأفعال “مروعة ولا يمكن تبريرها”، داعية جميع الأطراف المنخرطة في الأعمال العدائية إلى احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، وتوفير الحماية للمدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية والعاملين في هذا المجال دون عوائق.
ولفتت إلى أن جهود التواصل مع الأطراف المتحاربة لتسهيل الوصول إلى المدنيين في الفاشر ومحيطها، وخاصة في مخيم زمزم، لم تُثمر عن نتائج حتى الآن. كما أعربت عن بالغ قلقها من تصاعد وتيرة العنف في عموم دارفور، في وقت يقترب فيه النزاع المدمر في السودان من دخول عامه الثاني، قائلة إن “السكوت على هذه الفظائع لم يعد مقبولاً”، مطالبة بوقف فوري للأعمال العدائية في البلاد.