ودع الإكتئاب وعيش .. حتى لو عيشتك هباب !!

هيام مهدي

قررت أبطّل أقاوم الاكتئاب (اللي أنا كنت فاكرة إني مش بقاومه) قررت أتعامل معاه النهارده بشكل مختلف. عيّطت زي ما أنا عايزة ومن غير تفكير، جبت فيلم نكد وقعدت أتفرج عليه عشان أوصل لليفل أعلى يعني من الحزن. اتخانقت وزعقت وسوّدتها على الآخر بكل شكل ممكن، واستسلمت لفكرة إنها مش هتتعدل وإن هو كده وإن كان عاجبني. وبعدها هديت..

يمكن من التعب بس أنا هديت، يمكن كمان كام ساعة هرجع زي ما كنت بس أنا أحسن دلوقتي. بصي أصل الاكتئاب شيء صعب، بيخليكي تفكري أنا إزاي وصلت إني أشوف الدنيا كده! أنا إزاي سمحت لأي حاجة أصلاً إنها تضايقني كده! بيخليكي مش قادري تحسي بأي حاجة غير الزعل..

فيمكن أحسن إنك تحسيه وتعيشيه وتندمجي معاه بشكل ما.. وعلى رأي صديقتي العزيزة برضو “متضايقيش إنك متضايقة”. بما إني شاركت معاكي جزء من اكتئابي فإليك آخر الخطوات اللي توصلت إليها أنا وصديقتي العزيزة في مواجهه الاكتئاب: أولاً: ابتعدي تمامًا عن أي حد يقولك كلام على غرار “السعادة اختيار”، “اضحك للدنيا تضحكلك”.

مش مفيدين خالص وهتحسي إن فيكي حاجة غلط، واحتمال لو مكتئبة أوي هتتخانقي معاهم، فعلى إيه؟ الطيب أحسن! ثانيًا: متشوفيش فيلم سعيد، هتحقدي عليهم وتضايقي أكتر وتفكري في إن إنتي نحس ومستحيل الحاجات اللي بتحصل في الفيلم تحصلك، ولو فيلم رومانسي هيبقى تقليب مواجع ونكد أكتر، فليه أعمل في نفسي كده؟!

ثالثًا: شوفي فيلم نكد، آه والله، هتبصي للكآبة اللي في الفيلم ويا إما هتتبسطي وتفرحي فيهم وتحسي إن فيه ناس أكأب منك (آه والله إحنا كبنات محتاجين نطلع سوادنا ولو في فيلم) أو هتحسي مشكلتهم شبه مشكلتك، فتحسّي إنك مش لوحدك، أو تلاقيهم أوفر فتقولي أنا زيهم كده! رابعًا: خليكي فاكرة إن المشاكل بتنشّفك وتخليكي أقوى، وده بيحصل بشكل تلقائي لو مقاومتيش.

متعمليش زي اللي بيغرق وعمال يخبط في المية ويقاوم ويتخانق معاها فنَفَسه يروح أسرع ويغرق فعلاً، أهو ده لو ساب نفسه للمية هتشيله وترجّعه للبر في أمان، هو بس اللي قاوم وعارض الطبيعة فغرق. متقاوميش.. اللي إنتي فيه ده حقك..

من حقك تتعبي وتيأسي وتكتئبي شوية. خامسًا: متكلميش صحابك وتشتكيليهم، مش هقولك إن مش كل اللي حواليكي يفرق معاهم نفسوياتك، مش هدخل في قلوب الناس، بس هقولك كل واحد فيه اللي مكفيه. فبلاش تتكلمي كتير وتسمعي في الآخر ردود زي “ماشي”.. “معلش”.. “عادي”.. “كلنا كده”… سادسًا: كلمي حد بيفهمك ويحس بيكي، والأهم يستحملك، فميجرحش مشاعرك على الأقل.. وحتى لو حسيتي إنهم برضو مش بيساعدوكي متوقفيش كلام..فضفضي.

سابعًا: كلمي ربنا كتير وصلّي حتى لو إنتي مش حاسة بالصلاة، استمري وهتيجي لحظة يتفتح قلبك، وكل اللي واجعك يختفي (آه والله هتيجي اللحظة دي). ثامنًا: اوعي تفكري في إنه ضعف في الإيمان.. ملهاش علاقة بضعف الإيمان أصلاً.. ممكن نسمّى لحظات اليأس دي قلة حيلة.. قلة طاقة.. بس بلاش نقرر إنها ضعف إيمان، عشان ده حاجة كبيرة أوي..

المهم إن إنتي ساعتها معندكيش غير ربنا فمتشككيش في علاقتك بيه، هو أكرم من إنه يردّك وإنتي محتاجاه. تاسعًا: متكتبيش ستاتس على غرار “يا رب خدني” أو شير لأي شيء كئيب، أصل الكآبة مبتجبش غير كآبة. عاشرًا: هوّني عليكي ومتشغليش بالك بامتي هترجعي كويسة وامتى الحال هيتصلّح وإزاي، ومتجلديش نفسك ولا تفكري كتير. سيبيها على الله وهو هيجبرك..

ولو حد سألك هتعيشي إزاي مع كل المشاكل والبؤس اللي في الكوكب.. قوليله ثقة في الله هعيش، ومش هعيش عيشة أقل من اللي ربنا يرضهالي وربنا ميرضاش بزعلي.. ربنا كبير. وأخيرًا الحاجات دي كلها ممكن تفشل ومتحسسكيش إنك أحسن خالص في وقتها يعني.

بصي، الاكتئاب عامل زي صخرة إنتي بتحاولي تكسريها، كل ضربة بتكسر حتة صغيرة لحد ما تتكسر تمامًا. إنتي ممكن تستسلمي ويكون فاضلك ضربة واحدة صغيرة أوي.. فمتستسلميش، بس كوّني سلام مع الوضع. وحتى بعد ما تتخطي الاكتئاب ممكن يسيب جوة قلبك غُصّة. دي بقى الدعاء بس هو اللي هيضيعها.