سلسلة معالم مصر التاريخية علي مر العصور… ** قصر الأمير يوسف كمال **
عيون المجلس
الثلاثاء 27 ديسمبر 2016
ثقافة وفن
Online Zolpidem
Ambien Brand Name Online
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
الأمير يوسف كمال أمير من أسرة محمد علي باشا الكبير مؤسس مصر الحديثة فهو إبن الأمير أحمد كمال إبن الأمير أحمد رفعت شقيق الخديوى إسماعيل وإبن القائد إبراهيم إبن محمد علي باشا وكان الأمير يوسف كمال من أغني أغنياء مصر وقدرت ثروته عام 1934م بحوالي 10 مليون جنيه كما كان الأمير يوسف كمال مولعا بالرحلات والصيد والفنون والعلوم فكان رحالة وصيادا وجغرافي مصرى شهير وهو مؤسس مدرسة الفنون الجميلة عام 1905م وجمعية محبي الفنون الجميلة عام 1924م كما شارك في تأسيس الاكاديمية المصرية للفنون بالعاصمة الإيطالية روما …..
ومن رحلاته كانت رحلة إلى جنوب أفريقيا والهند وقام باصطياد العديد من الحيوانات المفترسة والأليفة والطيور وكان يحتفظ بجلودها وبعض رؤوسها بعد تحنيطها بقصوره بالقاهرة والإسكندرية وقد ألف مجموعة من الكتب تحكي عن رحلاته منها كتاب بالسفينة حول القارة الأفريقية وكتاب رحلة سياحة في بلاد الهند والتبت الغربية وكشمير والمجموعة الكمالية في جغرافية مصر وقارة أفريقيا وهي عبارة عن 13 مجلدا باللغتين العربية والفرنسية …..
وعن رعايته للفن والعلم فقد أسس مدرسة الفنون الجميلة وجمعية محبي الفنون الجميلة كما ذكرنا كما أنه اهدى مجموعة من المقتنيات الأثرية الثمينة للمتحف الإسلامي عبارة عن ثريات ومنابر مساجد وسيوف ودروع ومصاحف ومشغولات ذهبية ومع كل قطعة وصف تفصيلي لها وتاريخ ومكان صنعها …..
وعن رعايته للعلوم فقد أهدى مجموعة من الطيور المحنطة ورؤوس الحيوانات المفترسة إلي المتحف الزراعي ومجموعة كبيرة من الكتب المصورة عن عالم الطيور والحيوانات إلي دار الكتب والجامعة المصرية مازالت محفوظة في المكتبة المركزية لجامعة القاهرة كما أنه كان ثالث رئيس لجامعة فؤاد الأول والتي أصبحت الآن جامعة القاهرة …..
وعن قصر الأمير يوسف كمال فهو يعد تحفة معمارية ذات ذوق رفيع وملحق به حديقة غناء مساحتها 14 فدان وطراز بنائه طراز أوروبي يعود إلي طراز عصر النهضة وتم بناؤه عام 1908م بمنطقة المطرية شمال القاهرة وهو من تصميم المهندس المعمارى الشهير آنذاك انطونيو لاشياك مصمم قصر الطاهرة وعن وصف القصر ففي الواجهة الرئيسية سلم خارجي ذو تصميم مبتكر كما يظهر بالصورة المرفقة إذ يسبقه شكل دائرى يشبه حوضا للزرع يعلوه شكل دائرى آخر يلتقي عنده جناحا السلم واللذان يؤديان إلي شرفة خارجية للقصر تؤدى بدورها إلي مدخل يؤدى بدوره إلى بهو الإستقبال الذى تطل عليه أعمدة الدور الثاني ذات التيجان الرومانية المزخرفة وبصدر البهو سلم رخامي ذو فخامة في تصميمه متسع في اوله ويضيق بعض الشئ في إتجاه الصعود حتي بسطة صغيرة يتفرع السلم عندها إلى جناحين يمينها ويسارها يؤديان للدور الثاني وسقف بهو المدخل عبارة عن قبو مستطيل يعلوه شرفة تطل علي حديقة القصر تغطيها قبة جميلة الشكل وعلي يمين بهو المدخل توجد قاعة عربية نوافذها تأخذ شكل المشربية وبوسطها نافورة بديعة التصميم مكسوة ببلاطات القيشاني المزخرفة وغرفة إستقبال لها باب يفتح علي شرفة القصر الخارجية وسقفها مزخرف بزخارف بديعة وإلي اليسار توجد قاعة إستقبال اخرى تتصدرها صورة للأمير مع أصدقائه أثناء رحلات الصيد ويلي القاعتان قاعة الطعام الرئيسية ولها نوافذ زجاجية ملونة وتوجد بها موائد رخامية تحملها أعمدة رقيقة والجدران مكسوة بالرخام والسقف مزخرف بزخارف بديعة والطابق الثاني من القصر يشمل القاعات والحجرات الخاصة بالمعيشة والنوم ويتبقى ان نقول إن الواجهات الخارجية الأربعة للقصر قد صممت بنظام الكتل البارزة والكتل الغائرة مما يجعل العناصر البارزة تلقى بظلال علي الكتل الغائرة بما يخلق تكوينات معمارية غاية في الجمال والروعة وقد تحول القصر بعد ثورة عام 1952م إلي متحف نظرا لما كان يحتويه من تماثيل محنطة للعديد من انواع الحيوانات والطيور ……