بقلم المهندس/ طارق بدراوى
وهو من أهم ميادين وسط القاهرة علي الإطلاق والمنطقة المسمى الميدان باسمها تعد مركزا تجاريا لتجارة العديد من أنواع البضائع وكانت تسمي فيما مضي العتبة الخضراء ومع التغييرات التي لحقت بالمنطقة حذفت كلمة الخضراء وأصبحت تسمى العتبة فقط …..
ويعود تاريخ المنطقة إلى القرن الثاني عشر الهجرى حيث كانت هناك سراية تسمي العتبة يمتلكها الحاج محمد الدارة الشرايبي شاه وهو صاحب جامع الشرايبي بالأزبكية والمعروف الآن باسم جامع البكرى ثم تملك هذه السراية من بعده الأمير رضوان كتخدا الجلفي فجددها وجملها ثم اشتراها الأمير محمد بك أبو الدهب الذى كان اليد اليمني لزعيم من زعماء المماليك الكبار هو علي بك الكبير والذى حاول الإستقلال بمصر عن الدولة العثمانية إلا أن تلميذه محمد بك أبو الدهب غدر به ثم انتقلت ملكية السراية إلي الأمير طاهر باشا الكبير منافس علي بك الكبير على السلطة ثم اخيرا اشتراها الأمير عباس باشا الأول ثالث ولاة أسرة محمد علي فهدمها وأعاد البناء علي أن تخصص لوالدته أرملة الأمير طوسون باشا شقيق محمد علي وفي عهد الخديوى إسماعيل تم عمل مخطط جديد لمدينة القاهرة فقرر الخديوى إعادة تخطيط منطقة الأزبكية كان من نتيجته أن راح جزء كبير من السراية التي تسمت المنطقة والميدان باسمها وتم في هذه الفترة إنشاء ميادين العتبة والإسماعيلية التحرير حاليا وإبراهيم باشا الأوبرا حاليا وكذلك حي جاردن سيتي …..
ويعد ميدان العتبة ملتقى الكثير من الشوارع التجارية الهامة بوسط القاهرة مثل شارع الأزهر وشارع الجيش وشارع محمد علي وشارع عبد العزيز وبها العديد من المنشآت العامة مثل المسرح القومي المصرى والمركز الرئيسي لهيئة البريد المصرى ومبني إدارة الآثار الإسلامية والمركز الرئيسي لمطافيء القاهرة كما يوجد بها سور الأزبكية وهو المكان الأشهر لتجارة الكتب والمجلات القديمة والمستعملة في كافة المجالات وسوق الموسكي وهو من اهم وأقدم اسواق القاهرة ….
وتضم منطقة العتبة أيضا عدة أماكن كل منها مختص بأنشطة مختلفة مثل منطقة درب البرابرة والمشهورة بتجارة النجف ومستلزمات الحفلات والأفراح ومراكز صناعة الكروت والأختام وأيضا منطقة المناصرة وهي المركز الرئيسي لتجارة الأخشاب والأثاث بالقاهرة ومنطقة الرويعي والمشهورة بتجارة الإكسسوارات اللازمة للأبواب والشبابيك الخشبية مثل الكوالين والمقابض والمفصلات والترابيس والأكر وخلافه ……
وفي السنوات الأخيرة زاد جدا الزحام والضوضاء والتلوث في المنطقة وانتشر الباعة الجائلون والمتسولون واختلطت حركة المشأة بالسيارات مما يعرضهم للخطر وعمت الفوضي المكان وكان لابد من إعادة تخطيط المكان وتنظيمه وهذا ماحدث مؤخرا حيث أعيد تخطيط المنطقة وتجميلها وتطويرها وتنظيم حركة المرور بها واخلائها من الباعة الجائلين والمتسولين وزراعة أحواض الزهور المتواجدة على أرصفة الميدان التي أعيد تبليطها وأصبح المكان نظيفا ومنظما وجميلا والمهم بعد ذلك هو المحافظة على هذا الإنجاز وتكراره في أماكن ومناطق كثيرة بالقاهرة تحتاج إلى مثل هذا التنظيم والتطوير ونحن بدورنا نحيي كل من ساهم في هذا الإنجاز تحية حارة ونشد علي أيديهم وتحيا مصر وعاش شعب وجيش ورئيس مصر …..
https://golddirectcare.com/2024/11/02/5puss1d