رئيس مجلس الادارة : أحمد أحمد نور

نائب رئيس مجلس الادارة : وليد كساب

رئيس التحرير : محمد عبد العظيم

أخبار عاجلة

تحقيق.. وفاة الفنانة المصرية آية عادل في الأردن: انتحار أم جريمة قتل؟

كتب: أحمد شعبان

تشغل قضية وفاة الفنانة التشكيلية المصرية آية عادل الرأي العام في مصر والأردن، بعدما لقيت مصرعها إثر سقوطها من شرفة مسكنها في الطابق السابع بمنطقة لواء الرصيفة شمال شرقي العاصمة الأردنية عمّان، في 14 فبراير الجاري. وبينما أكد زوجها أنها انتحرت عقب خلاف بينهما، تتهم أسرتها الزوج بالضلوع في قتلها عمدًا، وسط جدل واسع حول الملابسات الحقيقية للواقعة.

رواية الأسرة: العنف المستمر والتخطيط للانفصال

تؤكد أسرة آية عادل أن الضحية، البالغة من العمر 28 عامًا، عانت طويلًا من العنف الأسري على يد زوجها كريم خالد، حيث كشفت شقيقتها أسماء عادل أن الراحلة أرسلت لها في يناير الماضي صورًا توثق تعرضها للضرب بآلة حادة، مؤكدة أنها كانت تخطط للانفصال عنه رسميًا بسبب “نزواته المتكررة وخيانته المستمرة”.

وأضافت أسماء أن شقيقتها كانت قد زارت مصر مؤخرًا وأبلغت أسرتها بأنها ستعود إلى الأردن لإنهاء إجراءات الطلاق رسميًا، وجمع متعلقاتها قبل العودة بشكل نهائي إلى مصر، لكنها لقيت مصرعها قبل تنفيذ خطتها. وأشارت إلى أن العائلة علمت بخبر وفاتها من الجيران، الذين أكدوا أنهم سمعوا أصوات ضرب وتعذيب قبل سقوطها من الشرفة، كما رأوا الزوج يخرج من المنزل بعد الحادث مباشرة.

كما كشفت الأسرة أن تقرير الطب الشرعي أثبت أن الوفاة نتجت عن السقوط من علو، لكنه أشار أيضًا إلى وجود إصابات متفرقة بالجسد، بينها جرح قطعي في الجبهة، ونزيف شديد، فضلًا عن آثار ضرب بآلة حادة على الفخذ الأيسر والساق، ما يعزز فرضية تعرضها للعنف قبل الحادثة.

رواية السلطات الأردنية: الأدلة تشير إلى الانتحار

من جهتها، صرحت السلطات الأردنية بأن التحقيقات الأولية أثبتت أن آية عادل أقدمت على الانتحار من تلقاء نفسها، وذلك استنادًا إلى مقطع فيديو وثّق الحادثة، حيث أظهر أنها ألقت بنفسها من دون تدخل مباشر من الزوج. ونتيجة لذلك، اعتبر المدعي العام الحادثة حالة انتحار، لكن تم توقيف الزوج بتهمة “الإيذاء البسيط” قبل وقوع الحادثة.

كما أكدت إدارة حماية الأسرة الأردنية أنها تولّت رعاية طفلي الضحية لحين وصول جدهما من مصر لاستلامهما.

اتهامات متصاعدة: “القتل وليس الانتحار”

ورغم إعلان السلطات الأردنية نتائج التحقيق الأولية، تؤكد أسرة آية أن القضية ما زالت تحوم حولها شبهات جنائية قوية. وأشار بيان صادر عن الأسرة إلى أن آية لم تكن تفكر في الانتحار، بل كانت تستعد للعودة إلى مصر لاستكمال حياتها بعيدًا عن زوجها العنيف، حتى أنها اشترت شقة في الإسكندرية وكانت تنتظر انتهاء تشطيبها. كما أوضح البيان أن الراحلة كانت تعدّ الطعام لأطفالها وقت وقوع الحادث، وهو ما يتعارض مع فكرة تخطيطها للانتحار.

وأضاف البيان أن الجيران شهدوا سابقًا على وقائع تعذيب الزوج لآية، كما أن له سجلًا في ممارسة العنف ضد زوجاته السابقات، حيث فرّت زوجته الروسية والبوسنية منه بسبب سلوكه العنيف، وهو ما يثير تساؤلات حول مدى خطورته.

وتواجه والدة آية عادل تهديدات من الزوج المتهم، حيث كشف البيان أن الأخير يهدد بإيذاء أطفالهما في حال استمرار العائلة في المطالبة بالتحقيق في الواقعة.

موجة غضب ومطالب بالتحقيق العادل

أثارت القضية غضبًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طالب ناشطون بفتح تحقيق عاجل لكشف ملابسات الحادثة وضمان محاكمة عادلة للزوج في حال ثبوت تورطه. كما أبدت منظمات حقوقية اهتمامها بالقضية، مشيرة إلى أنها تعكس “غياب الحماية الكافية للنساء من العنف الأسري”، وطالبت بمراجعة سياسات التحقق من خلفيات العاملين في مجال حماية حقوق المرأة، خاصة أن المتهم يشغل منصبًا استشاريًا مع هيئات دولية معنية بقضايا العنف ضد النساء.

العدالة لآية.. هل ستظهر الحقيقة؟

في ظل تضارب الروايات بين الأسرة والسلطات، تبقى الحقيقة الكاملة خلف وفاة آية عادل محل تساؤل، وسط مطالبات بإعادة التحقيق في الواقعة لكشف ما إذا كانت جريمة قتل مدبّرة أم حادثة انتحار. فهل ستتمكن العدالة من إنصاف آية عادل، أم أن القضية ستظل طي الغموض؟

عن أحمد شعبان

شاهد أيضاً

بين حوكمة السوق واحتجاجات السوشيال ميديا: أزمة رسوم الهواتف في مصر

بين حوكمة السوق واحتجاجات السوشيال ميديا: أزمة رسوم الهواتف في مصر

بين حوكمة السوق واحتجاجات السوشيال ميديا: أزمة رسوم الهواتف في مصر فرضت الحكومة المصرية قرارًا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *