
كتب: محمد عبدالعظيم
أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس حكماء المسلمين، أن تعلم اللغة العربية يُعد عبادة، كونها الوسيلة الأساسية لفهم القرآن الكريم الذي نزل بلسان عربي مبين. وأوضح أن إعجاز القرآن الكريم لا ينتهي، إذ يكتشف كل عصر أبعادًا جديدة من حكمته، مشيرًا إلى أن المفسرين والفُقهاء يجدون فيه معاني متجددة تخدم مجالات علمهم المختلفة.
وخلال حديثه في الحلقة التاسعة من برنامج “الإمام الطيب”، تناول شيخ الأزهر اسم الله “المقيت” باعتباره أحد الأسماء الحسنى الثابتة في القرآن الكريم والسنة النبوية، مؤكدًا أهمية التعمق في دلالاته اللغوية لتعزيز الإيمان وفهم عظمة الخالق. وبيّن أن الاسم ورد في سورة النساء: ﴿وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مَقِيتًا﴾، ويعود أصله إلى “القوت”، الذي يُشير إلى ما يُقيم حياة الإنسان، حيث يرتبط الفعل “قاتَ يَقُوت” بتوفير ضروريات البقاء مثل الطعام والشراب، مما يعكس دور الله سبحانه وتعالى كمُمدِّد للأرزاق لجميع المخلوقات، استنادًا إلى قوله تعالى: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا﴾.
كما استعرض الخلاف اللغوي حول معنى “المقيت”، حيث ذهب بعض العلماء إلى أنه يعني “الشاهد” أو “القادر”، مستدلين بتفسير ابن عباس رضي الله عنهما، الذي فسر “مقيتًا” بـ”قادرًا”، إضافةً إلى شواهد من الشعر الجاهلي التي استخدمت الكلمة بمعنى القدرة على الفعل. ولفت إلى أن اللغة العربية تُعد أداةً أساسية لفهم النصوص القرآنية، مشيرًا إلى أن بعض اشتقاقات الأسماء قد تخرج عن القواعد النحوية المألوفة، لكنها تثبت بالسماع من القرآن والشعر العربي، موضحًا أن «السماع حجة لا تُعلَّل، بينما القياس يُعلَّل».