عيون المجلس سياسية ،اقتصادية ،اجتماعية ،ليبرالية شاملة
كتب: أحمد أسامة
بعد تأجيل الإنتخابات الرئاسية الليبية التي كان من المقرر أن تنعقد في 24 ديسمبر 2021، دخلت ليبيا في دوامة من الفوضى السياسية وإزداد الوضع الأمني تدهوراً بسبب غياب سلطة موحدة قادرة على توحيد مؤسسات الدولة والعبور بالشعب الليبي إلى بر الأمان.
وفي بداية العام الجاري هنالك تحركات إيجابية من بعض الأطراف السياسية الليبية لإيجاد ووضع خارطة طريق سياسي تنتهي بإجراء الإنتخابات الرئاسية في أقرب فرصة ممكنة، ويقود هذه المبادرة مجلس النواب الليبي برئاسة المستشار عقيلة صالح، والمجلس الأعلى للدولة برئاسة خالد المشري.
وفي سياق متصل إجتمع الطرفان في العاصمة المصرية القاهرة للتشاور والتوافق على القاعدة الدستورية وبنود الترشح لمنصب رئيس الدولة والتي كانت احد اكبر العوائق التي أدت إلى فشل وتأجيل إنتخابات ديسمبر. هذا وأعلن الطرفان إنتهاء إجتماعهم واتفاقهما على وضع خارطة طريق واضحة ومحددة، يعلن عنها لاحقاً، لإستكمال كل الإجراءات اللازمة لإتمام العملية الإنتخابية، سواءً التي تتعلق بالأسس والقوانين أو المتعلقة بالإجراءات التنفيذية وتوحيد المؤسسات. وأكدا حرصهما على إنجاز أساس دستوري توافقي للوصول إلى الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية.
وعلى الرغم من إيجابية هذا التحرك إلا أن هنالك عقبة حقيقية تقف أمام إنجاز الإنتخابات وهي وجود حكومتين في البلاد أحدها في العاصمة طرابلس برئاسة عبد الحميد الدبيبة، والثانية في سرت مُكلفة من البرلمان برئاسة فتحي باشاغا، ناهيك عن الميليشيات المسلحة والمرتزقة المُسيطرين بشكل شبه كلي على العاصمة طرابلس.
وفي هذا السياق، من المقرر أن يجتمع مجلسي النواب والدولة في الأيام القليلة المقبلة لتشكيل حكومة جديدة مهمتها الرئيسية هي إنجاز الإنتخابات في موعدها والذي سيتم الإعلان عنه في الجلسة التي ستكون في مدينة الزنتان بحسب تصريحات النائب الأول لرئيس مجلس الدولة ناجي مختار.
في سياقِ آخر، يرى عضو ملتقى الحوار السياسي وحزب العدالة والبناء، عبد الرزاق العرادي، أن الإنتخابات لن تنجح في ظل الوضع الحالي في البلاد وستقود لحرب جديدة مالم تتم صفقة سياسية تحيد مراكز القوة الرئيسية عن مسار إعادة بناء الدولة.
العرادي أوضح أنه يجب أن تُجرى الانتخابات بعد التهيئة لها بعد حوار مجتمعي ينتج عنه ميثاق وطني ومقترح تشريعات لمصالحة وطنية جادة. وأضاف العرادي قائلا: “نجح أصحاب الصوت العالي في حوار جنيف في تمرير الإنتخابات قبل التهيئة المطلوبة وكانوا أول من انقلب عليها”. كما أشار إلى أن الدول التي كانت تنادي بالانتخابات وتضغط من أجل إجرائها عملت على إجهاضها في الأمتار الأخيرة لأنها أصبحت غير مضمونة النتائج.
ما بين مؤيد ومعارض لقرارت مجلسي النواب والدولة، يظل الوضع الفوضوي في البلاد على ما هو عليه ويبقى المخرج الوحيد من هذه الأزمة هو توحيد الحكم والوصول إلى إنتخابات رئاسية تحقق مطلب أكثر من 2.8 مليون مواطن ليبي.
