عيون المجلس سياسية ،اقتصادية ،اجتماعية ،ليبرالية شاملة
كتب: أحمد أسامة
بعد حراك بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا بقيادة عبدالله باتيلي، عبر مبادرته التي تدور حولها الشبهات حول مصداقيتها وفعاليتها في الوصول بالبلاد إلى الإنتخابات شجع مجلس الأمن الدولي المبادرة وهدد بمعاقبة من يعرقلون المساعي نحو إجرائها.
في حين يتفق الخبراء على أن مبادرة باتيلي تزيد من تعقيدات المشهد الليبي، كما أن مهمة المبعوث الأممي في ليبيا أصبحت مشكوكًا فيها وتتجاوز التوافق الليبي، وتمثل قفزة على المؤسسات الشرعية في ليبيا، بما قد يفضي للعودة إلى المعارك.
وانطلاقًا من خبرته الطويلة في الحوارات السياسية وعمل البعثة الأممية في ليبيا يرى البرلماني السابق عبد الفتاح الشلوي أن هذه المبادرات شائكة، وما يخفى منها أكثر مما هو ظاهر.
ويستشهد الشلوي بمقولة المبعوث السابق برناردينو ليون عن “الغموض البنّاء وسياسة المفخخات”، موضحاً أن باتيلي “مارس مع الفرقاء أسلوب الأستاذ فوضع المنهج ووجههم لاتباعه، وسيقوم باختبارهم في يونيو، ففي الظاهر منحهم حرية الاختيار، في حين قيدهم في الواقع، فما لم ينجز خلال سنوات وضع له مدة زمنية لا تتجاوز 3 أشهر”.
من جهة أخرى، عُقد مساء أمس بديوان المجلس الرئاسي، لقاء بين رئيس المجلس محمد المنفي ورئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية الولاية عبدالحميد الدبيبة. وتم خلال اللقاء التأكيد على دعم جهود باتيلي التي تهدف إلى إجراء الانتخابات خلال العام الجاري، وضرورة توحيد الجهود وتقديم الدعم اللازم من المجلس الرئاسي والحكومة لإنجاحها.
بينما تصعّد الولايات المتحدة من ضغوطها على القادة السياسيين في ليبيا، بغرض العمل على توحيد الجهود لعقد الانتخابات الرئاسية والنيابية قبل نهاية العام الجاري.
حيث تدعو واشنطن عبر مبعوثها الخاص السفير ريتشارد نورلاند، رئيس الحكومة المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، إلى التنحي عن منصبه وتقديم استقالته (إذا أراد الترشح للانتخابات)، ومن جهة أخرى تحث السلطة التشريعية على إنجاز القوانين اللازمة لهذا الاستحقاق.
إلا أن الخبراء يؤكدون على أن الدبيبة سيترشح للإنتخابات دون أن يستقيل كما فعل في المرة السابقة، وسبب في عرقلة إجراء إنتخابات ديسمبر، فطموحه السياسي وطمعه بالسلطة قد تم إثباتهما على مدار السنتين الماضييتين.
وهذه المبادرة، مفصلة على القياس الأمريكي لا الليبي، لأنها تفتقر الى الآليات والأطر اللازمة لإجراء الإنتخابات، ولا تتطرق الى مسألة إنتشار الميليشيات المسلحة في مناطق الغرب الليبي والتي ستؤثر حتماً على نتائج الإنتخابات إن حصلت.
ويرجح الخبراء أن الدبيبة الذي نال رضا الأمريكيين والأتراك والغرب سيكون المرشح المثالي لإستلام السلطة دون غيره. لذلك سيتم إدراجه في الإنتخابات والعمل على فوزه بها، بغض النظر عن رأي الشعب الليبي به.
من جهتها، قالت عضو ملتقى الحوار السياسي، زهراء لنقي، إن ترشح رئيس الحكومة منتهية الولاية عبدالحميد الدبيبة للانتخابات من الأساس يتعارض مع خريطة طريق الملتقى؛ والتعهدات التي قطعها على نفسه بعدم خوض الانتخابات. ودعت لنقي، باتيلي، إلى “ألا يكون انتقائياً، وألا يضع استثناءات”.
فيما علّق المحلل السياسي ورئيس حزب الائتلاف الجمهوري عز الدين عقيل على تصريح نورلاند، قائلاً: “معناها هناك فرمان أمريكي بألّا يُسلم الدبيبة السلطة العليلة إلا لمترشح رئيس أو برلمان، وهو نفس ما يردده الدبيبة كل يوم تقريبًا، وإن القادم هي الحرب وليست الانتخابات”.
